العراق... مشاهد رأسية

العراق... مشاهد رأسية

فلاح الناصري - تاريخ النشر : 2020-07-23 15:54:21

فلاح الناصري...



بعيدا عن الجدل الذي دار على مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن وفاة وزير الدفاع الأسبق سلطان هاشم أحمد، هل الرجل مجرد أداة قمعية استخدمها النظام السابق، أم هو احد الضباط العراقيين الأكفاء والمهنيين، نسلط الضوء على مجموعة من المشاهد الطازجة تثير القلق وتؤشر أكثر من علامة استفهام وتعجب.



التظاهرات والعنف



تكرر السلطة مرة تلو الأخرى ذات أسلوب التعامل، تظاهرات سلمية مطلبيه يقابلها العنف، ينتج عنه إصابة العشرات من المحاضرين المجانيين، شباب يتظاهرون ويعتصمون بشكل سلمي، كل مطالبهم تحقيق العدل والإنصاف فهم منذ أعوام يحاضرون مجانا ويسدون شواغر المدارس والجامعات الحكومية، فيما تذهب التعيينات وتوزع وفقا للحصص السياسية، رواتب المستشارون الجدد ضمن حكومة الكاظمي، يمكن أن توفر وظائف لعدد كبير من المتظاهرين، ماذا تفعل السلطة؟ تفرق تظاهرات بالقوة،  والغريب أن وسائل الإعلام لم تضج بالخبر كما في التظاهرات السابقة، وكأن الجميع أتفق على أن هذه تختلف عن تلك، مع أن لون الدم ذاته والشعب الذي يقتل هو هو ذات الشعب، وسينتهي الأمر بمجرد مطالبة برلماني بتشكيل لجنة تحقيق، تضاف إلى لجان أخرى شكلت على مدار أعوام، ولم نأخذ منها سوى بضع كلمات في وسائل الإعلام، لا تجفف دموع أمهات ثكلى يقتل أبنائهن تارة في المفخخات والأحزمة الناسفة وداعش، وتارة أخرى برصاص وهراوات السلطة.



  افتتاح وهمي



قبل نحو أسبوعين افتتح رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي مستشفى الإمام الحسن المجتبى(ع)، في محافظة كربلاء، ذلك المستشفى الذي استمر العمل فيه عشرة أعوام وتوج بافتتاح رسمي (فهمي نظمي)، لم يعمل حتى اللحظة ويرفض استقبال المرضى، كيف يمكن تصنيف الموضوع، هل نضعه في خانة الإخفاق، أرادت حكومة الكاظمي تسويق إنجاز وهمي كاذب للناس للتغطية على أزمات مزمنة لا يمكن أن تحل مثل الكهرباء والبطالة، وفي ظل استمرار ذات الأزمات هل سنرى تظاهرات شعبية ساخنة تتماها مع القيض الحارق، أم أن الجماهير حققت مطالبها وقررت أن تعطي الحكومة فرصة، بما أن العذر جاهز استلمنا خزينة الدولة خاوية، بالمناسبة، هل يستطيع البرلمان العراقي والحكومة؟  حسم ملفي الاتفاقية الصينية وشركة سيمنز الألمانية، أو قل هل سيسمح لهما.



انتخابات مبكرة



الأحزاب السياسية القابضة على مقاليد الحكم من 17 عاما، تلك الأحزاب التي تتفق على الفساد، حيث عجزت مؤسسات الدولة من خدمة الناس، بقدر ما تحولت قلاع للانتفاع الحزبي والطائفي والشخصي، أحزاب حكمت ومسكت زمام السلطة لأعوام، تناقش وتهتم اليوم بالانتخابات المبكرة وتقدم مقترحات وحلول لبناء المرحلة المقبلة والتأسيس لانتخابات نزيهة وعادلة، تلك الأحزاب المسؤولة مسؤولية مباشرة عن الضحايا الذين فارقوا الحياة وهم يتلظون من العطش ومن حرارة الصيف وحرارة الرصاص، هؤلاء تناسوا الشهداء والجرحى ممن سقطوا في ساحات الاحتجاج، لأشهر التحف الشباب الأرصفة لإزاحة هؤلاء الفاسدين، ليعودوا اليوم إلى محاولة تجديد أنفسهم عبر خياطة ثوب انتخابي على مقاسهم.



أوكسجين وعسكرة



يوميا يتكرر مشهد نقص الأوكسجين الطبي في المستشفيات الحكومية، وتتكرر المبررات الحكومية والمبادرات لإغاثة الملهوف من مؤسسات حكومة هي ذاتها لم تستطع  القيام بواجبها، وضع صحي متردي ي في المحافظات والمدن العراقية نتيجة ضعف وانعدام البنى التحتية الصحية وقلة الدعم الحكومي المقدم للمستشفيات والمراكز الصحية، نقص شديد في مادة الأوكسجين وعدم توفر مسحة العينة (pcr)، والمستلزمات الوقائية والأدوية وبالتالي نذهب إلى ارتفاع حالات الوفاة للمصابين بفيروس كورونا، بالمقابل يترأس رئيس أركان الجيش الفريق الأول الركن عبد الأمير رشيد يارالله  اجتماع خلية الأزمة الخاصة بمواجهة جائحة كورونا، لتقييم الفترة الماضية وتكوين رؤى مستقبلية لمواجهة هذه الجائحة، ليتكلل الاجتماع بتوجيهين مهمين، الأول: تهيئة أرضية وبنى تحتية مجهزة بالكامل لأغراض العزل والحجر، والثاني: توفير مستلزمات الوقاية لكافة القيادات والمؤسسات المرتبطة بوزارة الدفاع والاستمرار بحملات التوعية والإرشادات لمجابهة هذا الوباء بالإضافة إلى الإيعاز لتشكيلات الجيش العراقي بتعفير المناطق ضمن قواطع المسؤولية، ولا اعرف ما هي مهام وزارة الصحة أن كانت تلك مهام الجيش، ولماذا لم يترأس الجلسة وزير الصحة، لذا اقترح ان يدير اجتماع رئاسة اركان الجيش السيد وزير الصحة باعتباره خبيرا بالأمور "العسكرية"، لا أدري أشم رائحة الإمارات والتجربة المصرية حيث القائد العسكري والعسكري فقط، يملك عصى موسى، والقادر على الإتيان بالحلول الجذرية، مع فائق الاحترام والتقدير للعسكر مكانكم الحدود والجبهات./انتهى  



 



 



 



 



 

المصدر: بغداد

مقالات ذات صلة

حقوق النشر محفوظة موقع وكالة روافد نيوز الاخبارية وليس كل ماينشر يمثل يالضرورة رأي الوكالة

تطوير مزيان مزيان | Zaina CMS