مركز امريكي للابحاث:النساء يشكلن حاليًا 10 % من قادة الدول.
تاريخ النشر : 2016-08-13 07:46:04 أخر تحديث : 2024-11-15 12:08:05
روافدنيوز/متابعـــة......
دخلت النساء عالم السياسة بقوة مع أسماء بارزة مثل أنجيلا ميركل وهيلاري كلينتون وتيريزا ماي، إلا أنهن ما زلن يشكلن أقلية في عالم يطغى عليه الذكور.
وللمرة الأولى، من المحتمل انتخاب الديمقراطية هيلاري كلينتون في 8 نوفمبر رئيسة للولايات المتحدة، لتدخل بذلك التاريخ بالفعل، لتصبح أول امراة (68 عامًا) يرشحها حزب أميركي كبير.
وتقول أستر فوكس، أستاذة العلوم السياسية في جامعة كولومبيا: «هذا أمر تاريخي، كما كان انتخاب باراك أوباما تاريخيًا، لا شك بذلك» مشيرة لانتخاب أول رئيس أسود للولايات المتحدة في العام 2008، وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية.
وعلى الضفة الأخرى من المحيط الأطلسي، بدأت الحواجز في السقوط قبل عقود.
في العام 1979، تولت مارغريت تاتشر المحافظة مقاليد الحكومة البريطانية، وبعد 37 عامًا من ذلك، ها هي تيريزا ماي تحذو حذوها حتى أن البعض وصفها بأنها المرأة الحديدية، كما تحكم أنجيلا ميركل ألمانيا منذ العام 2005.
امرأة واحدة بين عشرة قادة
بعض النساء دخلن عالم المال الذي كان يقتصر تقريبًا على الرجال، مثل الفرنسية كريستين لاغارد، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي في حين تمثل نساء الوجه الحديث لمدن أوروبية مثل باريس وروما أو مدريد. ورغم ذلك، فإنهن ما زلن أقلية، وأعدادهن تزداد ببطء شديد.
وكشف مركز بيو الأميركي للأبحاث في يوليو العام 2015 أن النساء يشكلن حاليًا نحو 10 % من قادة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ولكن تولي امرأة منصبًا قياديًا لا يشكل مقياسًا رغم تزايد أعداد النساء القادة منذ العام 2005.
ووفقًا للأمم المتحدة، مثلت النساء الوزيرات 17.7 % في العام 2015.
وأشار مركز بيو للأبحاث إلى أن النساء أكثر حضورًا في بعض المناطق من غيرها، فبلدان الشمال الأوروبي تتميز في هذا المضمار باستثناء السويد؛ حيث لم تصل امرأة إلى منصب رئاسة الحكومة.
ومع ذلك، فإن هذا الأمر لا يشكل قاعدة عامة، إذ إن العديد من النساء وصلن إلى مناصب سياسية في جنوب آسيا وجنوب شرقها، وأميركا اللاتينية.
مثلت نساء الأسر الحاكمة علامة بارزة في تاريخ شبه القارة الهندية، على غرار أنديرا غاندي في الهند وبنازير بوتو في باكستان.
لكن في المقابل، فإن أفريقيا لا تزال متخلفة في هذا المجال، إذ كان يجب الانتظار حتى العام 2005 لانتخاب امرأة رئيسة في ليبيريا.
إلا أن هيئة الأمم المتحدة للمرأة تشير إلى أن أكثر من 30 % من وزارء الرأس الأخضر ورواندا وجنوب أفريقيا من النساء.
حتى في الولايات المتحدة، تواجه المرأة صعوبات أكثر في الوظائف الرفيعة المستوى ففي نيويورك لم يحدث أن تولت امرأة رئاسة البلدية، وبين 100 من رؤساء بلديات أكبر مدن في الولايات المتحدة، هناك 19 امرأة، بحسب فوكس.
نقطة تحول
أصبحت يوريكو كويكي (64 عامًا) في 31 يوليو أول رئيسة بلدية لطوكيو ما يشكل استثناء في بلد توجد فيه العديد من العقبات أمام النساء.
وستكون مسؤولة عن مهمة كبيرة لكن مرهقة قيادة العاصمة اليابانية إلى دورة الألعاب الأولمبية العام 2020.
وفي إيطاليا على سبيل المثال، باتت روما وتورينو تحت قيادة فرجينيا راغي وكيارا أبندينو.
وتقول صوفيا فنتورا أستاذة العلوم السياسية في جامعة بولونيا إن انتخاب المرأتين يشكل خطوة واضحة إلى الأمام لكنها ليست نقطة تحول في إيطاليا التي تبقى بلدًا ذكوريًا.
وتضيف: «نحن في مرحلة معقدة، مع خطوات إلى الأمام لكن النواقص الثقافية لا تزال قوية جدًا».
يرى الباحث الإسباني خوان خوسيه غارسيا اسكريبان، من جامعة مورسيا، أن وصول المرأة في الحياة السياسية يمكن أن يساعد على فرض نمط جديد.
وقال: «أعتقد أن الإسبان يرون بوضوح أكبر أنه من المعتاد أن تكون النساء قادرات على إدارة البلاد وإيجاد حلول للمشاكل، الاقتصادية مثلاً، بعد أن ساهم الرجال في خلقها بشكل كبير».
هذا الأسلوب المبتكر تجسده في الغالب نساء من الأحزاب اليسارية والحركات الإصلاحية، بحسب أرانتشا اليزوندو، الأستاذة في جامعة الباسك، مشيرة إلى رئيستي بلديتي مدريد، مانويلا كارمينا وبرشلونة، آدا كولاو.
وأضافت: «إنهن يخضن نقاشات غير مألوفة ويطرحن مواضيع ذات صلة بالحياة اليومية، إنهن يجسدن دعوة للتحول الاجتماعي».
وبين العقبات في طريقهن، هناك الصور الموجودة في أذهان الرأي العام، وفقًا لفوكس.
وتضيف: «في حالة هيلاري كلينتون، الأمور واضحة جدًا. نريد أن يكون الرجال حازمين لكن إذا كانت المرأة قوية، فإنهم يعتبرونها صاحبة شخصية صعبة وليس قوية».
ترى فوكس أن الأمور تغيرت منذ 60 عامًا، ففي العام 1937، وخلال الاستطلاع الأول لمؤسسة غالوب حول هذا الموضوع، كان 33 % فقط من الأميركيين على استعداد للتصويت لامرأة منذ العام 2012، أصبحت نسبتهم 95 %، ولكن القول سأصوت لامرأة لا يعني أنك ستصوت في الواقع للمرأة.