"صحيفة الواشنطن بوست "على الادارة الامريكية دعم العراق بالمزيد من المساعدات في مواجهة تنظيم داعش"
تاريخ النشر : 2015-05-29 10:24:32 أخر تحديث : 2025-01-26 02:22:24
واشنطن/وكالات/متابعة.....
أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ضرورة أن يعزز الرئيس الأمريكي باراك أوباما دعمه للقوات العراقية من خلال إرسال مزيد من المستشارين والمراقبين الجويين وتقديم المزيد من الدعم الجوي ، بدلا من القاء اللوم عليهم ، بل وينبغي عليه الإصرار على أن يفتح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ، قناة لنقل الأسلحة للوحدات السنية والكردية ، ولعل الأهم من ذلك هو أن يجعل أوباما أولويته ، القضاء على تنظيم "داعش" ، بدلا من الحد من انخراط الولايات المتحدة في العراق.
وقالت الصحيفة - في مقال افتتاحي أوردته على موقعها الالكتروني اليوم الجمعة - إن إدارة أوباما استجابت للمكاسب الأخيرة التي حققها داعش في العراق ، باتخاذ العديد من التدابير التصحيحية ، من بينها تسريع إيصال شحنة من الأسلحة المضادة للدبابات للقوات العراقية ، والتعهد بالضغط بقوة لتسليم الأسلحة للقبائل السنية ، بيد أن بعض المسئولين البارزين في الإدارة الأمريكية تبنوا موقفا دفاعيا ، وقاموا بإلقاء اللوم على العراقيين لفشلهم في الدفاع عن مدينة الرمادي بل وأصروا على أنه لا بديل لاستراتيجية الولايات المتحدة الحالية.
وأفادت بأن استجابة الولايات المتحدة أثارت غضب كبار المسئولين العراقيين، الذين يشيرون إلى أن الجنود العراقيين والمقاتلين القبليين دافعوا عن مدينة الرمادي لمدة 18 شهرا ، لافتة إلى أنها قد أبرزت منعطفا جديدا تتبناه حكومة العبادي تجاه إيران ، التي ترعى الميليشيات الشيعية الذين تم إرسالهم لاستعادة السيطرة على مدينة الرمادي، وقبل كل شيء، استبدال إلقاء اللوم بإعادة النظر والبحث من جانب أوباما في خطته لهزيمة داعش.
وكما أوضح البيت الأبيض، حققت الجهود بعض النجاحات، ومن بينها استعادة حوالي ربع الأراضي التي احتلها الإرهابيون في العراق العام الماضي ، وتم إثبات أن الرئيس الأمريكي أيضا محق بالقول أن أفضل نهج للولايات المتحدة هو الذي تم اعتماده، ألا وهو: المساعدة في تعزيز الحكومة العراقية والقوات المسلحة المستعدة والقادرة على هزيمة المتطرفين، بدلا من إعادة أعداد كبيرة من القوات البرية الأمريكية إلى البلاد، حسبما أوردت الصحيفة الأمريكية.
وأوضحت أن المشكلة تتمثل في أن أوباما قدم فقط دعم تعوزه الحماسة لاستراتيجيته، لافتة إلى أن في الوقت الذي يتواجد فيه 3 آلاف من المدربين الأمريكيين وقوات الدعم الأخرى في العراق، غير أنهم لا يسمح لهم بمرافقة القوات العراقية إلى الخطوط الأمامية أو تحديد أهداف الغارات الجوية ، وهي المهام الحاسمة التي أثبتت فعاليتها عندما ساعدت الولايات المتحدة، القوات المحلية الأفغانية، الإطاحة بحكومة "طالبان" في أفغانستان.
وتفتخر إدارة أوباما بعدد الغارات الجوية التي شنتها الطائرات الأمريكية وبلغ عددها 3 آلاف غارة منذ الصيف الماضي، ولكن كما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" مؤخرا ، تقل وتيرة العمليات الجوية في العراق بكثير عن الحملة ألأفغانية في عام 2001، حيث كانت أمريكا تشن ما يصل إلى 6 أمثال المتوسط اليومي من هذه الغارات الجوية، أو حتى العمليات الجوية الأخيرة لحلف شمال الأطلسي "الناتو" في ليبيا، والتي سجلت أكثر من ثلاثة أمثال عدد الهجمات اليومية في العراق.
وفي السياق ذاته ، يقول محللون عسكريون إن قوافل داعش العسكرية قادرة على التحرك دون عوائق عبر الصحراء من سوريا إلى العراق، في حين يقول الضباط العراقيون إن الطائرات الأمريكية فشلت في ضرب أهداف رئيسية في الرمادي، حسبما أوردت "واشنطن بوست".
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالتأكيد على أن الزلات العسكرية تقابلها إخفاقات سياسية، تتضح في عدم قدرة إدارة أوباما على حمل حكومة العبادي لتسليم شحنات الأسلحة اللازمة للقبائل السنية والقوات الكردية، ومع ذلك ترفض الإدارة الأمريكية في الوقت نفسه، تقديم المعدات مباشرة إلى هؤلاء المقاتلين، بحجة أن هذا من شأنه تقويض حكومة العبادي. وفي الوقت ذاته، يراقب مسئولون أمريكيون استمرار ايران تقديم الدعم الهائل المباشر للميليشيات الشيعية، بما في ذلك القوات التي صنفتها الولايات المتحدة كمنظمات إرهابية.