كيف هي الموصل وأهلها ؟وكيف ترى نشاط الفصائل المسلحة المناهضة لداعش"
تاريخ النشر : 2014-11-09 19:00:26 أخر تحديث : 2024-11-18 01:32:13
بغداد/روافد نيوز/ فلاح الناصر... منذ سيطرة داعش على مدينة الموصل في العاشر من حزيران وتفاصيل الحياة اليومية لأهالي المدينة تلك التفاصيل البسيطة والجزئية التي تتعلق بالممارسة الطبيعية للحياة، القوانين والأحكام القاسية التي تطبق باسم الشريعة الإسلامية لم تعرف طبيعتها بعد، فيما تنشط فصائل مسلحة من الضباط السابقين ومقاتلي العشائر ضد التنظيم. الاستياء يتنامى بين السكان، الموصل تلك المدينة الضاربة بعمق التاريخ سكانها خليط من العرب والأكراد والتركمان والمسيح والايزيديين لم تعد موطناً لذلك التلون، الكثيرين قتلوا وآخرون هربوا، من تبقى اجُبر على العيش ضمن أحكام داعش المتشددة، فيما يعيش المقاتلون حياة رفاهية ويعتبرونها هبةٍ من الله. وقال مصدر محلي لوكالة روافد للأنباء/ اينانيوز/ ان حركة الضباط الأحرار في محافظة نينوى بدأت تنشط بشكل كبير في التصدي للتنظيم"، مبينا ان بعض عشائر المحافظة كـ"شمر ، واللهيب" تعمل الان بشكل لقتال داعش". واضاف أن "عدد افراد حركة الضبط الاحرار بلغ ٦٩٠ مقاتلا"، مشيرا الى ان "هؤلاء أعلنوا رفضهم لتواجد داعش في مدينة الموصل"، مبينا ان "مقاتلي حركة الضباط الأحرار يعانون من قلة السلاح والذخيرة ويحتاجون الى دعم كبير ومساندة من قبل الحكومة المركزية". وزاد ان "الضباط وابناء العشائر يعملون بشكل منفرد وكلا على حدا ، وان لاوجود لاي اتصال بين الحكومة المكزية ببغداد وبينهم بس تعقيد المشهد الامني". وبين ان "هؤلاء يعملون بشكل سري وينتظرون توجه انظار الحكومة الى الموصل ليشكلوا حلقة قوة تعمل من الداخل بينما تعمل الحكومة من الخارج، وبهذا الشكل يكون تحرير المحافظة أسهل وأسرع". يشار الى ان حركة "الضباط الأحرار" هي احدى الحركات التي تشكلت عقب سيطرة تنظيم "داعش" على اجزاء واسعة من محافظة نينوى في حزيران الماضي وتضم في صفوفها ضباطا من الجيش السابق والحالي، وقد تبنت عدد كبير من العمليات التي ادت الى تصفية قيادات بارز في "داعش". أهالي الموصل بمعظمهم باتوا على طرفي نقيض مع تنظيم داعش، يرون مدينهم تحرق أمام أنظار العالم، وهم لا يملكون القدرة على منع ذلك، ولا يستطيعون مواجهة تنظيم شرس لا يتردد بقتل أي احد، حتى بمجرد اختلاف الرأي معهم. ويقول ابو عمر الكردي لوكالة روافد نيوز/ التي تحاول كسر حاجز الصمت وتسلط الضوء على حياة المدنيين في مدينة الموصل ان "تنظيم داعش في المدينة فرض قوانين وأحكام تتماشى مع مفهومه المتشدد عن الإسلام والذي يتضمن فرض عقوبات شديدة القسوة ومعاملة متزمتة مع النساء وموقفا متطرفا ضد أي شكل من أشكال المعارضة أو المقاومة". وينوه ابو عمر وهو أسم مستعار ان "عناصر تنظم داعش يسكنون في منازل المدنيين ممن نزحوا من المدينة بعد انهيار الوضع الأمني ويتصرفون فيها كما يحلوا لهم وكأنها ملك صرف او هبة من الله، هم يقولون ان تلك غنائم حرب وفق شرع الله بما انها ملك للمرتدين في، إشارة إلى كل من يختلف معهم في الرأي". ويضيف "لم يعد هناك بيت للمكون المسيحي ألا اتخذته عناصر داعش مسكناً، و نهبوا كل ما فيه من أثاث ومقتنيات، ولم يتركوا في بعض البيوت شيئا يذكر، بل بلغ من الآمر مبلغاً ان يعرضوا تلك المنازل للبيع ويحولون ملكيتها للمشتري يتضمن اسم البائع ما يسمى "الدولة الإسلامية في العراق والشام". ويلفت ان "السكان يعيشون رعباً لم يختبره احد من قبل تخيل نفسك ان تعيش بمدينة تعود للقرون الوسطى، لا تستطيع ان تشغل التلفاز لتسمع أغنية او تتابع مسلسلاً، فهذا وفق أحكامهم زندقة تستوجب الجلد او الرجم وقد تصل إلى القتل، الحياة شبه معطلة هنا نتجن الخروج ألا للحالات القصوى فردود أفعال داعش غير محسوبة انتقامية، فهم خارج السيطرة يعملون بلا ضوابط ومن الممكن ان تتعرض للقتل اذا ما حاولت التكلم معهم او مناقشتهم بأي امر". ويبين ان "الكارثة السكان بدؤوا يعتادون تلك الحياة ويتكيفون معها وكل الخوف ان يتربى أطفالنا على تلك الحياة التي تعتمد لغة الدم، وكأن الزمن توقف في مديني الأيام تتكرر وتسير ببطء قاتل، نعيش خارج نطاق العالم ونعتقد انه نسي الموصل ولم يعد يفكر بها". يذكر أن مدينة الموصل الخاضعة كليا لسيطرة "داعش" شهدت، في (4 تموز 2014)، تفجير مرقد "الإمام السلطان عبد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب" بعدد من العبوات الناسفة جنوب شرق الموصل، كما فجر مسلحون في (25 حزيران 2014) بعبوات ناسفة مقام الإمام العباس في قرية الكبة (10 كم شمال الموصل)، وفجروا حسينيتين في قرية شريخان العليا والسفلى (15 كم شمال الموصل)، فيما المطلوبون بحسابات داعش هم العاملون في السياسة أو في الجيش والشرطة أو السلك القضائي أو في مجلس محافظة نينوى أو المرشحون لعضويته وإن لم يفوزوا، أو ممن يعتقدون أنهم تسببوا في القبض على عناصر من التنظيم ومحاكمتهم قبل سقوط المدين، لكن معظم هؤلاء فرّ خوفا من أحكام الإعدام التي قد يصدرها التنظيم ضدهم. سهى عبد الأمير طالبة في كلية الطب بجامعة الموصل تقول: "أعيش كما يعيش الآلاف غيري مرحلة احتضار بطيء، ليس بسبب ذلك الوحش الذي يسكن مدينتي، فهو بالرغم من كونه هلامي، يتشعب دون أن يستقر في مكان ثابت، إلا أنه غير قابل للعلاج، فالأفعال الإجرامية لعناصر التنظيم تطال المدنيين المسالمين البسطاء، فيما أصيب الكثيرون بالذعر ، وهم يشاهدون تنفيذ أحكام الإعدام ضد ناشطين وحتى ناشطات في الطرقات والساحات العامة أمام أعين الجميع وعلى مرأى ومسمع الكل". وتضيف سهى ان "الجامعة تحولت إلى أشبه ما يكون بجامع فرض علينا النقاب ولا يسمح لنا بالوقوف مع الرجال او حتى المناقشة او رفع الأصوات، الحديث بين الفتيات يتم بهمس خوفا من بطش التنظيم". وتزيد آن "تعيش تحت سيطرة داعش يعني انك ميت فقد تتلقى طعنة او رصاصة لمجرد الشك بأنك تقصف ضد أفكارهم، الحديث الجاني في الحرم الجامعي قد يتحول الى مؤامرة بحسب وجهة نظرهم وهو أمر كفيل بإنهاء حياتك، أنا بحسب أفكارهم عورة لا يمكن لها ان تكون جزء من المجتمع والسماح لي بإكمال الدراسة هدفه فقط مساعدة التنظيم اذا ما اقتضى الأمر، وهو أمر لا تخيير فيه بل هو فرض واجب التطبيق، وجود داعش أنهى كل أشكال ومظاهر الحياة فيها، مدينتي الشاخصة، كأن الزمان فيها قد توقف، الحقيقة قد تصعقكم، أصحاب اللحى والدشاديش القصيرة يكثرون في الشوارع يوما بعد يوم، يتمركزون ويثبتون مواقعهم، دون أن تسهم الضربات الجوية للتحالف الدولي في تغيير الوضع على الأرض، ما تغير بالفعل هو حياتنا فقد تضاعف الذعر وأصبح الواقع الذي نعيشه كل يوم أكثر رعباً". ويشهد العراق وضعاً أمنياً استثنائياً منذ إعلان حالة الطوارئ في (10 حزيران 2014)، حيث تتواصل العمليات العسكرية الأمنية لطرد تنظيم داعش من المناطق التي ينتشر فيها في محافظتي نينوى وصلاح الدين، بينما تستمر العمليات العسكرية في الأنبار لمواجهة التنظيم. وعلى صعيد ذي صلة قال عميد كلية العلوم السياسية بجامعة النهرين عامر حسن فياض ان "ما يسمى( تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) ظهر للمرة الأولى في نيسان عام 2013 بعد اندماج ما يسمى(تنظيم دولة العراق الإسلامية) التابع للقاعدة و وما يسمى بـ(تنظيم جبهة النصرة السورية)، وبدأ نشاطهم في سوريا وفي تطور مفاجئ استطاع التنظيم في حزيران عام 2014 من السيطرة على مدينة الموصل والرمادي ووسع التنظيم سيطرته الى محافظة صلاح الدين ومحافظة ديالى ومحافظة الانبار في محاولة منه للوصول الى بغداد". وأضاف، إنّ "أهم مصادر التمويل المادية للتنظيم هي الأفراد والمنظمات الداعمة بالمال والمصدر الثاني هو النفط وبالاخص بعد استحواذه على الموصل ومناطق عدة في شرق سوريا، إما المصدر الثالث فهو سرقة المصارف الحكومية عند دخوله الى المدن العراقية فضلاً على استيلائه على الأسلحة والمعدات العسكرية في المناطق التي استولى عليها في سوريا والعراق. وبين الباحث ان "أهم الأسباب التي أدّت الى توسع خطر الجماعات الإرهابية في العراق هو عدم اكتمال جاهزية الجيش العراقي، فضلاً على العوامل الداخلية الأخرى التي أدّت الى اتساع قدرة تنظيم (داعش) وإيجاد حواضن له احدها الاحتجاجات التي بدأت في المحافظات الغربية العراقية اواخر عام2012 التي كانت في بدايتها سلمية"./انتهى