مطاعم بغداد الشعبية موروث جميل يشعل غيرة الزوجات

تاريخ النشر : 2014-08-06 17:48:00 أخر تحديث : 2024-04-26 16:26:17

مطاعم بغداد الشعبية موروث جميل يشعل غيرة الزوجات
روافد نيوز/أمير الغرواي/بغداد/

من أجل (الباجة) الشهيرة، وشاي أبو الهيل الذي يليها يسبق ( أبو سامر) دوامه الرسمي بتناول هذا الفطور الدسم المعتاد علية في أحدى المطاعم الشعبية بالكرادة، والتي هي قريبة على مكان عمله، غير آبه بما تقدمه له زوجته من فطور شهي .
.
وقال أبو سامر( 57 عام) وهو موظف في الجنسية العراقية أن "أرتباطنا بالمطاعم الشعبية هو ارتباط روحي وخاصة نحن كبار السن لما لها من خصوصية وآثار ترتبط بالزمن الجميل ".
وأضاف للوكالة العربية الأوربية للأنباء/ أينا نيوز/ أن"مايقدم من طعام في المطاعم الشعبية يضاهي اكل البيت ويفوقه في الكثير من الأحيان، لانه يقدم من أيدي اقدم الطباخين في بغداد ومن لديهم الخبرة الكبيرة والكافية بطبخ الاكلات البغدادية الشهيرة والمعروفة"، موضحا بأننا"نفضل المطاعم الشعبية على المطاعم الضخمة والفاخرة لأنها جيدة من ناحية الأكل ونوعيته وسعره ايضا"، معربا عن اعتقاده بأن "رخص أسعار هذه المطاعم جاء لرخص إيجاراتها ولكثرة زبائنها ومرتاديها كذلك قربها من أسواق المخضر وأفران الصمون".
أن الاكلات البغدادية والتي تقدم في المطاعم الشعبية كثيرة والتي اشتهر بها العراقيون ووصل صيتها الى الدول العربيةوحتى العالمية هي كثيرة وأشهرها (السمك المسكوف والباجة والكباب على الفحم والبرياني والمطبك والباقلاء بالدهن والشوربة وأيضا الكبة العراقية الشهيرة.
غيرة اصبحت تلازم ربات البيوت من المطاعم الشعبية لانها تبعد ازواجهن من مشاركتهن وجبات الطعام .

 

 

 

كرعان
الى ذلك قالت المواطنة سهاد الفرطوسي 38 عام من سكنة الدورة أن "الوجبات الدسمة والشهية التي تقدمها المطاعم الشعبية بالاضافة الى رخص اسعارها اصبح تشكل هاجس يخفنا بسبب عزوف ازواجنا بتناول الطعام معنا".
وأضافت لوكالة/ روافدنيوز نيوز/ أن"مانعانيه من أزواجنا هو غيرة ليست من امراة اخرة لكنها من مطاعم تسرقهم منا "، موضحة بان "زوجها يخرج باكرا لكي يفطر في احدى المطاعم الشعبية القريبة من عمله وهذا يجعلها تشعر بالتقصير اتجاه زوجها"، مشيرة الى أن "في بعض الاحيان لاألوم زوجي لأنه تناول الطعام خارج البيت لأن مايقدم في المطاعم الشعبية يفوق طبخي بكثير وهذا أعتراف مني كربة بيت".
ويرى الباحث الأجتماعي قيصر الدايني أن "كثرة المطاعم الشعبية في بغداد وطعامة أكلها وما تحمل من موروث يقارع الحداثة والعصر، هو جانب أيجابي يجب الحفاظ عليه لانه يطرز تاريخ بغداد الجميل".
وأضاف الدايني لـ/ أينا نيوز/ أن "تاريخ الأكل العراقي وما له من تنوع في أنواع الأكلات الشهيرة هي ليست وليدة اليوم بل يرجع تاريخها الى العصور البابلية والعباسية"، مشيرا الى المفارقات التي تصنعها هذه المطاعم في قلوب النساء قائلا أن"ماتصنعه هذه المطاعم لهو أمر غريب لأنها تشعل الغيرة في جسد النساء وتصنع منهن نساء متملقات خشية تعود أزواجهن على الأكل خارج أسوار البيت وهي حالة أجتماعية جيدة يرغبها الرجل".

 

 

من جانبه أكد راجح العكيلي 43 عام من سكنة الكاظمية أن "من يتصور أن المطاعم الشعبية في بغداد سوف تهجر ولايوجد لها رواد أو زبائن فهو خاطىء ،بسبب أن العراقيين تواقون للاكل وهم لايستغنون عن اكلاتهم الشهيرة مهما كانت الظروف".
وأوضح العكيلي لـ/ أينا نيوز/ انني"من عاشقي الباجة والتي تعلمت على اكلها كل صباح في مطاعم الكاظمية ،ولاافكر ان اغير طبيعتي او فطوري اليومي "، مشيرا الى زوجته ضاحكا "سوف ياتي يوم وزرجتي تطردني من البيت لأنني تجاوزت حدود الزوجية وصار أكلي بالغالب في المطاعم الشعبية"، معربا عن أمله بان تكون هذه المطاعم رموزا للاجيال القادمة لما فيها من اصالة وتراث بغدادي اصيل".
أذن يمكننا القول أن العراقيون جميعاً ذواقين للأكل نتيجة لثراء مطبخهم وتنوع اكلاتهم جاء ذلك مع تنوع ملامح حضارة الشعب منذ ازمان العراق القديم مروراً بالآرامية والاسلامية العباسية والعثمانية والى يومنا الحالي، وتشير الدلائل حول عثور الآثاريين على 24 رقعة طينية تحتوي على أنواع أكل العراقيين في عهدهم القديم وهي 800 نوع من الأكلات والمشروبات فمن الخطأ القول بأن المطبخ العراقي خليط بين المطبخ التركي والإيراني فالدولمة وجدت في العهد البابلي وكانت تسمى الملفوف وباسطرما هي حشي المصارين وغيرها من أكلات اللحوم والطيور والاسماك والبقوليات وهكذا فقد استفادت منها إيران وتركيا ونقلتها عنهم، فهي أكلات أصيلة عراقية ثبتتها اكتشافات الآثاريين حديثاً، وهذا التنوع الثري هو الذي جعل وجبات الأكل في العراق متنوعة في الصباح والظهر والمساء./انتهى/بغداد/

أخبار ذات صلة

حقوق النشر محفوظة موقع وكالة روافد نيوز الاخبارية وليس كل ماينشر يمثل يالضرورة رأي الوكالة

تطوير مزيان مزيان | Zaina CMS