نسبة عالية من الشباب تفكر بالهجرة هربا من الأوضاع الأمنية

تاريخ النشر : 2014-07-27 00:22:05 أخر تحديث : 2024-10-23 18:08:43

نسبة عالية من الشباب تفكر بالهجرة هربا من الأوضاع الأمنية
روافد نيوز/فلاح الناصر/بغداد/هربا من جحيم الأوضاع الأمنية نسبة عالية من الشباب في بغداد يفكرون بالهجرة، إلى دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وأستراليا، ووسط أمن غائب وأمل مفقود، التفكير في الهجرة يشكل الهاجس الأول لأغلب الشباب الذين لا يضيعون فرصة الهجرة إذا ما سنحت لهم.
ويشهد العراق تدهوراً امنياً استثنائياً دفع برئيس الحكومة نوري المالكي، في (10 حزيران 2014)، الى إعلان حالة التأهب القصوى في البلاد، وذلك بعد سيطرة مسلحين من تنظيم "داعش" على محافظة نينوى بالكامل، وتقدمهم نحو محافظة صلاح الدين وسيطرتهم على بعض مناطقها.
وقال علي الغزي (30) عاما يسكن منطقة الكرادة وسط بغداد ويسعى للحصول على فيزا سياحية لأي بلد أوربي ثم يكسرها ليبدأ حياة جديدة ان "الوضع الأمني المتردي والخوف من المستقبل وعدم توفر وظائف واقتصارها على شريحة معينة وأسباب أخرى كثيرة تدفعني إلى الهجرة"، مبينا ان "العراق لم يعد مكانا للعيش الحقيقي بسلام وصناعة انسان متوازن، يمكنه النظر الى المستقبل بتفائل، العراق الان ساحة حرب تقتل من يأتيه الدور دون تردد، حالة الفوضى التي نعيشهاتحتم علي السفر بعيدا والبحث عن ملاذ امن، حياتي تسرق مني من دون ذنب، العراق لم يعد ذلك البلد الذي يشدني للبقاء فيه".
اما محمد الدليمي 25 عاما وسكن منطقة الاعظمية وسط بغداد قال ان "حياتي مهددة عائلتي تتلقى تهديدات بالقتل يوميا العنف هو ما دفعني الى العزم على السفر لايهم ماهو المصير الذي ينتظرني لا استطيع الاستمرار هنا وسط مستقبل مظلم وحاضر قلق".
من جهته قال الصحفي فلاح الشامي ان "لايجد الشباب العراقي سوى طريق الهجرة إلى بلدان أوربية وعربية بداً، للتخلص من شبح الموت الذي يلاحقهم يومياً لاسيما في ظل التطورات الأمنية الراهنة على خلفية سيطرة مجاميع إرهابية وانتشارها في مناطق عدة بالمحافظات الغربية"، مبينا ان "غالبية الشباب يفكرون في الهجرة صوب أوربا سواء بطريقة غير شرعية أو شرعية، وهذا ينذر بكارثة إنسانية في العراق قد تكون نتائجها وخيمة، خاصة وان شريحة واسعة من المثقفين والمبدعين والطاقات الواعدة، اعدوا العدة للرحيل كونهم الخاسر الأكبر مما يجري وحياتهم ووفقاً للتدهور الأمني أصبحت مهددة وقد يواجهون الموت في أي لحظة".
وزاد ان " حالة اليأٍس وغياب الأمل وعدم وجود بوادر لانفراج للازمة

السياسية ذات الطابع السياسي، أوصد جميع أبواب الحياة الكريمة بوجه الشاب وأصبح مرغماً أن يبحث عن وطن أخر، ليجد فيه ابسط وسائل الراحة والحياة الكريمة التي لم يتوفر ابسطها في وطنه الذي مازال ينزف بسبب حماقات بعض تجار الدم:.
ومقابل مبالغ تتراوح بين العشرة آلاف، إلى الخمسة عشر ألف دولار، يستقل عراقيون ومهاجرون من بلدان أخرى، رحلات المصير المجهول في الكثير من الأحيان
من جهتا ترى الباحثة الاجتماعية هدى عجيل غضيب ان "انفتاح الحدود بعد اغلاق دام لثلاثة عقود مضت زائد الوضع المأساوي الذي يمر به البلد على مختلف الصعد ، السببان الرئيسان لهذا التفكير"، مبينة ان "هناك نوعين من الشباب مترف متعطش للسفر ويريد ان يغذي الفضول باكتشاف الجانب الأخر من العالم، بالرغم من انه يعيش حياة مترفة في العراق، وهناك المحرومون، وهؤلاء يبغون تحقيق أحلامهم في الخارج، بعد تحطمها في الداخل، وفي المحصلة النهائية فان ذلك كله سيتغير بمرور السنين، إذا ما استقرت أمور العراق و الشعور بالإشباع من قضية السفر بعد مزاولته وتوافره ، حيث سيغير هؤلاء الشباب إستراتيجية تفكيرهم ، وسيكون طلب السفر بالنسبة لهم للسياحة والترفية ، لا للهجرة والعيش في بلاد المهجر".
وزادت ان "واقع العراق عدم الاستقرار الأمني يعد احد أهم الأسباب التي تقف وراء رغبة الشباب بالهجرة، ومحاولة الهروب من الواقع حيث يحاول ان يبني له واقع جديد حتى لو كان هذا الواقع متذبذب".
الى ذلك قالت عضو المفوضية العليا لحقوق الانسان أن "التداعيات الأخيرة جعلت الشباب العراقي يفكر بالهجرة،هناك استهداف وتهميش، والشباب هدفاً سهلاً للمجاميع الإرهابية من خلال استهداف الملاعب والمقاهي".
وأوضحت ان "العراقيين يلجئون إلى الهجرة غير الشرعية وبالتالي يتم إبعادهم من هذه الدول بطريقة قسرية،"، داعية الحكومة الى "توفير أجواء سياسية مستقرة ليحقق الاستقرار الأمني والاقتصادي وبعدها التنمية الاقتصادية وهذا كفيل بأن يكون هناك استقرار اجتماعي ويساعد على تقليل الهجرة إلى الخارج".
وتشكل الهجرة الحلم الأساسي والأول لكل شاب عراقي تعب من الأزمات السياسية والاقتصادية المتلاحقة على البلاد، وفي الوقت الحاضر، تتم الهجرة عبر تركيا أو روسيا، ومن ثم تهريباً إلى الدول الأوروبية.

13529947981
ويتعر ض المهاجرون في بعض الأحيان، الى النصب والاحتيال في رحلة الهجرة، ما يربك خططهم ويضيّع عليهم الأموال التي رصدوها لتحقيق حلم الوصول إلى المنافي الأوربية./انتهى

أخبار ذات صلة

حقوق النشر محفوظة موقع وكالة روافد نيوز الاخبارية وليس كل ماينشر يمثل يالضرورة رأي الوكالة

تطوير مزيان مزيان | Zaina CMS