العيادات النفسية في العراق تشكو الإهمال والجهل المجتمعي

تاريخ النشر : 2014-07-26 22:48:31 أخر تحديث : 2024-09-17 04:45:57

العيادات النفسية في العراق تشكو الإهمال والجهل المجتمعي
روافد نيوز/أمير الغرواي/بغداد/.
كان صوت وبشاعة الانفجارالارهابي الذي حدث أمام أعين (عباس) البالغ من العمر (15 عام )أثره الكبير بإصابته بصدمة نفسية عنيفة، جعلت من الصمت دواءه والعزلة راحته، مادفع أهله الى زيارة كل العرافيين والدجلة ممن يدعون العلاج الروحاني والإلهي من الرب، متناسين الطب النفسي وعلاجه خوفا من نظرات وكلام الناس الجاهلة لهم .
والد عباس (مرتضى العبودي ) 41 عام، قال أن "بشاعة الأعمال الارهابية التي تحدث في العراق ولدت حالات إنسانية ونفسية محبطة والدليل حالة أبني المتردية".
وأضاف العبودي لوكالة/روافد نيوز/ أن "المجتمع العراقي ينظر الى الطب النفسي بنظرة جاهلية ترتبط بالوصمة الاجتماعية على كل مريض او طبيب نفساني، مشيرا على أن "هذا الشي هو من جعلهم يراجعون العرافيين والمشعوذين وزيارة الأولياء فضلا على طب الاعشاب وغيره، غير مبالين للطب النفسي خوفا من الناس بأن يتهمون أبنهم بالجنون".
وتابع العبودي على أنه "وبعد تردي حالة أبنه الصحية خضع الى الأمر الواقع وذهب به الى مراكز الأسناد النفسي في المستشفيات الحكومة ، وهو الان في تحسن كبير".
منظمة الصحة العالمية وفي تقريرها لعام 2006 أشارت الى ان العراق يأتي بالمرتبة 95 عالميا من حيث عدد الاطباء ويعتبر من الدول التي تعاني نقصا في القوى العاملة الصحية، وفي اقليم شرق المتوسط يقع تسلسل العراق في مؤخرة القائمة حيث ان معدل الاطباء في العراق الأوطأ ولايتأخر عن العراق الا المغرب واليمن والسودان، أما عدد الاطباء النفسيين في العراق فلا يتعدى 75 طبيبا .
من جهته قال الدكتور نبيل حمد الساجي أختصاص نفسية وباطنية ردا على سوالنا بخصوص الطب النفسي ومكانته في المجتمع العراقي أن "جهل المجتمع ونظرته المتخلفة للطب النفسي جعل من طلاب كلية الطب لايختصون به مما أحدث فجوة كبيرة في هذا الاختصاص".
وأضاف الساجي لـروافد نيوز/ أن "المجتمع العراقي من المجتمعات الشرقية المقيدة باالاحكام والاعراف القبلية والعشائرية والتي تنظر للمريض والطبيب النفساني على انهم مجانين وأن مايقومون به ليس طبا، مبينا على أن "مهنة الطب النفسي لاتلبي طموح الطبيب ماليا، وذلك لعدم وجود عيادات خاصة لهم، بسبب عزوف الناس لها، مشيرا على أنه "افتتح عيادة قبل سنين لكن سرعان ماأغلقها لعدم وجود مراجعين عليها".
أن المجتمع العراقي ورغم الانفتاح الكبير على العالم الخارجي، لازال محكوما تحت نظرة الوصمة الاجتماعية التي تلحق بالفرد وأسرته عند اصابته بمرض نفسي لذلك يخجل ويحرج الكثير عند مراجعة الطبيب او المستشفى النفسي وهذا يزداد مع ازدياد مستوى التخلف والجهل الاجتماعي للمجتمع محكوما بالظروف السياسية والاقتصادية .
ويرى الكاتب والباحث الأجتماعي كثم محمد المعموري أن "عدم وجود عيادات مختصة للطب النفسي وضعف المظومة النفسية في المستشفيات الحكومية والخاصة هو أمر معيب ومخجل على بلد يعتبر من اعرق واقدم بلدان العالم حضارة" .
وقال المعموري لـ/ روافد نيوز/ يجب لانضع اللوم في خانة المواطن والمجتمع فقط، بل الجزء الأكبر يقع على عاتق المؤسسات الصحية وذلك من خلال نشر الوعي والتثقيف لدور الطب النفسي وأبرازه من خلال الاعلانات والاعلام بأنه طب كباقي الأخنصاصات".
وأضاف أن "من الأسباب الاخرى هو عدم دخول طلاب الجامعات الطبية بأختصاص الطب النفسي وذلك لرؤيتهم بأنه لايؤمن مستقلهم بالعراق من مردود مالي وإجتماعي، مطالبا الحكومة ومنظمات المجتمع المدني والوزارات التعليمية بتوعية وتثقيف المواطن عن طريق الإعلام والوسائل الاخرى بضرورة الطب النفسي في حياة الشعوب، فضلا على أدراج مناهج تدريسية تربوية تخص الطب النفسي وعلاجه" .
من المفارقات التي يجب أن تكون نقطة أتكاز لتغير النظرة الجاهلية للوصمة الأجتماعية على الطب النفسي، أن العراق هو اول بلد بنى مستشفى مختص للامراض النفسية في المنطفة سنة 1949 ./أنتهى

أخبار ذات صلة

حقوق النشر محفوظة موقع وكالة روافد نيوز الاخبارية وليس كل ماينشر يمثل يالضرورة رأي الوكالة

تطوير مزيان مزيان | Zaina CMS