خالد مشعل:رفض أي وقف لإطلاق النار لا يتضمن رفع الحصارعن غزة وقطر لاتتاجر بالدم الفلسطيني وتاريخها مع القضية الفلسطينية معروف

تاريخ النشر : 2014-07-23 23:32:46 أخر تحديث : 2024-10-23 10:04:42

خالد مشعل:رفض أي وقف لإطلاق النار لا يتضمن رفع الحصارعن غزة وقطر لاتتاجر بالدم الفلسطيني وتاريخها مع القضية الفلسطينية معروف
روافد نيوز/الدوحة/متابعة/

أكد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أنّ المقاومة الفلسطينية بذكائها وشجاعتها وصبرها أثبتت أنّها أقوى من جيش الاحتلال الإسرائيلي وانها هي التي تحاصر إسرائيل اليوم.

 photo_1327833740155-1-0

وجدد شروط المقاومة لوقف إطلاق النار مطالبا برفع الحصار عن غزة قبل البحث في أي اتفاقٍ للتهدئة قائلا "انه اذا كان البعض يتحدث عن نزع سلاح المقاومة فان نزع سلاح إسرائيل يجب أن يكون قبل نزع سلاح المقاومة".

 

وقال ان الأمريكيين والغربيين يعلمون أنّ نتنياهو يفشل عسكرياً فينتقم من المدنيين، وليس صحيحاً أنّ المقاومة في غزة تتدرّع بالمدنيين وأنّ نتنياهو لم يصل إلى المقاتلين فقتل المدنيين.

 

ورفض مشعل في مؤتمر صحفي عقده بالدوحة اليوم الالتفاف على مطالب المقاومة والشعب قائلا "ان أيّة تهدئة إنسانية مدعومة ومُعزّزة ببرنامج إغاثة حقيقي يُقدّم لأهل غزة.. ونحن أحرص عليها ولا نوصد بابها، ولكنّنا لنْ ننخدع بتوظيفها".

 

وأشاد بموقف كل من قطر وتركيا، مؤكّداً أنّهما لا يُتاجران بالدم الفلسطيني وتاريخهما مع القضية الفلسطينية معروف، مشددا على أنّ حماس ليس لديها تحفّظ على دور أحد.

 

واستبعد تغيير واشنطن لمواقفها، مؤكدا ان الشعوب العربية ستجبرها على ذلك، مضيفا ان الانسحاب من طرف واحد لن يثني المقاومة.

 

وقال مشعل إن المقاومة بتصديها للعدوان الإسرائيلي أثبتت أنها لم تكن نائمة أو مشغولة بتجارة الأنفاق، بل أبدعت في الأنفاق والإعداد للمواجهة وكانت تخدم وتسهر من أجل الشعب الفلسطيني.

 

وفيما يتعلق بدعوة منظمة التحرير الفلسطينية، إلى اجتماع للإطار القيادي المؤقت للمنظمة في القاهرة، قال مشعل: "سمعنا عن ذلك في وسائل الإعلام ولم نتلق دعوة رسمية للمشاركة في الاجتماع".

 

ورفض مشعل وصف "المستوطنين الإسرائيليين الذين تصلهم الصواريخ الفلسطينية بـ"المدنيين"، وقال "إن المستوطنين ليسوا مدنيين فهم مسلحون يقيمون على أرض ليست لهم ويخربون ويقتلون المدنيين الفلسطينيين".

 

وقال مشعل إنّ ما يجري هو عدوانٌ وليس حرباً بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مُضيفاً أنّ "نتنياهو ألبس حماس تهمة اختطاف المستوطنين الثلاثة ونكّل بالضفة وبالقدس، وترك المستوطنين يحرقون محمّد أبو خضير، وهي جريمةٌ كان ينبغي على أوباما وكلّ قادة الغرب أنْ يحترموا القيم الأخلاقية والإنسانية وأن يردعوا نتنياهو ومستوطنيه بسبب هذه الجريمة البشعة".

 

غزة تدافع عن نفسها

 

وتابع: "نحن أمام جيش الاحتلال والعدوان الإسرائيلي، اعتدى على غزة، وفي غزة شعبٌ حيٌّ ورجالٌ قاوموا المحتلين والمعتدين، شعب غزة يُدافع عن نفسه، شعب فلسطين يُدافع عن نفسه، والمقاومة تُدافع عن شعبها. نحن ضحية، نحن نردّ العدوان. اعتُدي علينا منذ عشرات السنوات بالاحتلال وبالاستيطان وبالتهويد والقتل والحروب.. ومازال قادة العدو وجيشهم ومستوطنوهم يقتلون شعبنا. دائماً في العرف القانوني يُغفر للضحية طريقتها في ردّ العدوان، ومع ذلك فإنّ مقاومة شعبنا عاقلةٌ وراشدة؛ ردّت على العدوان بقدره، فلمّا تحوّل جيش الاحتلال والعدوان الإسرائيلي الى هدم البيوت والعمائر على رؤوس أصحابها، ردّت المقاومة بكلّ شجاعةٍ".

 

وأشار إلى أنّه بالرغم من أنّه "كان هناك من يظنّ أنّ غزة منهَكة وأنّ شعبها مستنزفٌ ومقاومتها محاصرةٌ من القريب والبعيد، وراهنَ على كسرها وتسجيل انتصارٍ استعراضيٍّ لحساباتٍ انتخابية وحزبية داخلية، ولِيخلط الأوراق في الساحة الفلسطينية ويُفسدَ المصالحة، لكنّ نتنياهو وجيشه تفاجأوا بأنّ غزة أقوى منهم وأنّ الشعب الفلسطيني أقوى من الاحتلال والعدوان، وأنّ مقاتلي المقاومة الفلسطينية أذكى وأشجع وأصبر وأطول نفساً وأكثر قدرةً على الإبداع منهم".

 

المصالحة الوطنية

 

ولفت خالد مشعل إلى أنّ ذهاب حماس إلى المصالحة الوطنية لم يكُن وليد ضعفٍ، بل على العكس كان إدراكاً منها لأهمّية تلك الخطوة، وأضاف أنّه "في عالمٍ لا يحترم إلا القوّة والمصالح وآخر همّه القيم والأخلاق، أثبتت المقاومة أنّها لم تكن نائمةً، ولم تكن تُمارس تجارة الأنفاق بل إبداع الأنفاق، أثبتت أنّها كانت تُعدُّ وتُطوّر وتبني وتُهرّب وتخدم وتسهر من أحل شعبها.. وجاءت لحظة الحقيقة. وقال: "لا نتمنّى الحرب ولا نتمنّى استمرارها ولكنّنا لن ننكسرَ أمامها فنحن نُدافع عن شعبنا".

 

وأضاف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في المؤتمرالصحفي: "اليوم يرى الشعب ماذا فعلت المقاومة، وضُخّ الدم في روح أبناء فلسطين جميعاً: ابن حماس، وابن الجهاد، وابن الشعبية، وابن الديمقراطية، وفتح، وكلّ القوة.. لا نشكّ في وطنية أبناء شعبنا، كلّهم انطلقوا على طريق الجهاد والمقاومة ومواجهة المحتل وتحرير الأرض واستعادة القدس".

 

وأكد أنّ أحداً لن يستطيع نزع سلاح المقاومة، وأنّ ذلك لنْ يحدث إلا بشرطين: "انتهاء الاحتلال والاستيطان، ونزع سلاح إسرائيل".

 

ووصف ما تشهده غزّة في الوقت الراهن بأنّه "كارثة كبيرة" بل "ملحمة"، مُبيّناً: "حتى الآن، أكثر من 680 شهيداً، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ.. وأكثر من ألف بيتٍ هُدّم تهديماً كاملاً، وأكثر من 15 ألف بيت هدّم تهديماً جزئيا، بالإضافة إلى المجازر وقصف وتدمير المساجد.

 

وشدّد مُخاطباً الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وجميع قادة العالم، على أنّ الشعب الفلسطيني هو الضحية وليست إسرائيل، مُستنكراً: "مجلس الأمن هبّ سريعاً إلى عقد جلسةٍ من أجل التحقيق في ظروف إسقاط الطائرة المدنية الماليزية — ولا شكّ أنّ هذا يؤلمنا جداً لأنّهم أهلنا وماليزيا عزيزة علينا بشعبها الكريم وقيادتها الكريمة، ونُعزّيهم وعزّيناهم من قبل — هذه قضية إنسانية بامتياز، ولكنْ ماذا عن هذه الجرائم اللا أخلاقية بامتياز عندما يُقتل أهل غزّة بهذه البشاعة والأمريكيون والغربيون يعلمون أنّ نتنياهو يفشل عسكرياً فينتقم من المدنيين، وليس صحيحاً أنّ المقاومة في غزة تتدرّع بالمدنيين.. الصحيح: أنّ نتنياهو لم يصل إلى المقاتلين فقتل المدنيين".

 

وأكّد: "نحن الضحية رغم انتصارنا، نحن الضحية رغم صمودنا، فنحن الذين ندافع عن أرضنا وشعبنا".

 

وفي ظلّ ما سمّاها بالكارثة الإنسانية، دعا مشعل الدول والحكومات والشعوب والمنظّمات الإنسانية ومنظّمات المجتمع المدني إلى أنْ تهبّ سريعاً لنجدة غزّة لأنّ إغاثتها حدٌّ أدنى من أداء الواجب، وأضاف: "أدعو اليوم أنْ تُفتح المعابر التي هي ملك العرب، وأن يُسمح للقوافل والإغاثة والفرق الطبية وأدوات الإيواء لـ150 ألف مُهجّر داخل غزّة الذين يُقيمون الآن في المدارس المتبقّية.. نُريدُ وقوداً ومواد غذائية وكهرباء، هذا واجب الجميع".

 

ولمّح إلى أنّ "من يتألم صدقاً أو ادّعاء على هذا البعد الإنساني فيطرح التهدئة الإنسانية، فحماس أحرص الناس على التهدئة الإنسانية"، مُشيراً إلى التهدئة التي حدثت الخميس الماضي ودامت لعدّة ساعاتٍ تمّ خلالها نقل الجرحى وإغاثة الناس، مؤكّداً: ان "أيّة تهدئة إنسانية بهذا المعنى، ليست التفافاً على مطالب المقاومة والشعب.. أيّة تهدئة إنسانية مدعومة ومُعزّزة ببرنامج إغاثة حقيقي يُقدّم لأهل غزة.. أهل غزة ونحن أحرص عليها ولا نوصد بابها، ولكنّنا لنْ ننخدع بتوظيفها".

 

وقال إنّ وزير الخارجية الأمريكي هو الذي طلب من وزيري خارجية قطر وتركيا التحرّك نحو حماس، مُشدّداً: "لن نقبل من أحد المتاجرة بالدم الفلسطيني".

 

وأشاد بموقف كل من قطر وتركيا، مؤكّداً أنّهما لا يُتاجران بالدم الفلسطيني وتاريخهما مع القضية الفلسطينية معروف، وأضاف أنّ حماس ليس لديها تحفّظ على دور أحد.

 

جرائم حرب

 

وتوعّد نتنياهو وقادته العسكريين بالملاحقة بتهم ارتكاب جرائم حرب، مؤكّداً ثقته بأنّ هذا الجيل من الشباب الفلسطيني المقاوم سيحسم معركته معه وجنوده، وقال إنّ هذه المعركة الشرسة على الأرض توازيها معركة أخرى في ميدان السياسة.

 

وأشار إلى أنّ الجميع يُريد من حماس القبول بوقف إطلاق النار، ولكنّها ترفض هذه القاعدة في التحرّك، ورفضتها منذ اليوم الأول، وتُجدّد اليوم رفضها لها، وأضاف: "ونقول لمن يُراهن على الزمن إنّنا سنرفضها في المستقبل".

 

وتابع: "آن للحصار أن ينتهي، ولن نقبل بغير كسر الحصار المستمر منذ عام 2006"، مُضيفاً: "إنّ من يتباكى على الدم الفلسطيني المُراق اليوم فعليه أنْ ينظر إلى الآثار الناجمة عن الحصار والتي تفوق من تمّ قتلهم في الحروب.. إنّ لشعبنا الحق في الحياة.. والقتل بالتجويع والحصار كالقتل بالرصاص والنار".

 

وأكّد أنّ حصار الشعوب الحرّة يُحوّلها إلى قوّة انفجارٍ في وجوه المحتلين والمحاصرين، وأنّ غزّة تحوّلت إلى كتلة نارٍ في وجه المعتدين والمحاصِرين، وأنّ الشعب الفلسطيني سينفجر في وجه المعتدين.

 

ودعا خالد مشعل إلى ضرورة وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال والابتعاد عن التباكي على الشعب والعمل على فتح المعابر. والسماح بدخول مواد المساعدة والإغاثة والكهرباء والمساعدات الإنسانية إلى غزة ومن ثم وبعد انتهاء الحرب تبدا مرحلة إعادة الاعمار كما دعا الفلسطيين شعبيا ورسميا الى تنسيق المواقف وتوحيد الرؤى لتعزيز المقاومة والحفاظ على ابداعاتها وانجازاتها الكبيرة.

 

وردا على سؤال حول لقائه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الدوحة وأوجه الاتفاق والخلاف بينهما؟ قال: نعم كانت هناك عدة نقاط تم بحثها اتفقنا في بعضها واختلفنا في أخرى خاصة فيما يتعلق بالمبادرة المصرية وطلبنا من عباس تنسيق موقفنا بهذا الشأن بحيث يقوم على تلبية مطالب الشعب الفلسطيني أولا ومن ثم الاتفاق على وقف إطلاق النار كما طلبنا منه مسألة الالتحاق بميثاق روما ومحكمة الجنايات الدولية لملاحقة ومساءلة المجرمين الصهيانة أمثال نتنياهو ويعالون وغيرهما

 

وحذر مشعل من ان هناك من يحاول اللعب من تحت الطاولة للالتفاف على المطالب المقدمة لتحقيق تهدئة إنسانية لكنا نؤكد ان احدا لن يثنينيا عن مواقفنا ولن يتمكن من الالتفاف على موقفنا، فنحن نحمل الأمانة من اجل تحرير شعبنا وكسر الحصار ولابد من تحقيق ذلك عاجلا ام آجلا، مؤكدا ان للمقاومة نفسا وصبرا على مجاراة الحرب على نحو لا تملكه إسرائيل.. ورغم اننا لا نتمنى اطالة الحرب الا اننا مستعدون لها مهما طال أمدها لأننا نملك الارداة والقوة.

 

وردا على سؤال بشأن احتمال إقدام إسرائيل على وقف إطلاق النار من جانب واحد، أجاب: "سيكون لكل حادث حديث وسنواصل المقاومة وسنحمي شعبنا وأرضنا".

أخبار ذات صلة

حقوق النشر محفوظة موقع وكالة روافد نيوز الاخبارية وليس كل ماينشر يمثل يالضرورة رأي الوكالة

تطوير مزيان مزيان | Zaina CMS