التحالفات الأمريكية تواجه اختبار الاضطرابات في العالم واشنطن التي تقف ضد الدولة الإسلامية تجد نفسها في الخندق نفسه مع سوريا وإيران

تاريخ النشر : 2014-07-19 19:36:38 أخر تحديث : 2024-05-12 09:23:02

التحالفات الأمريكية تواجه اختبار الاضطرابات في العالم واشنطن التي تقف ضد الدولة الإسلامية تجد نفسها في الخندق نفسه مع سوريا وإيران
روافد نيوز/واشنطن/وكالات/متابعة/

واشنطن - وكالات

قبل انتخابه رئيسا للولايات المتحدة، وعد باراك أوباما أمام 200 ألف برليني، حلفاءه "بكسب ثقتهم" وتعزيز العلاقات التي شابها التوتر في عهد سلفه جورج بوش، لكن بعد 6 سنوات على هذا الوعد ما زال أمام الرئيس عمل شاق.

تراجع العلاقات مع أوروبا

وتتعرض تحالفات الولايات المتحدة في العالم وخصوصا في أوروبا لضغوط من جديد، وقد أثارت المعلومات التي كشفها المستشار السابق لدى الاستخبارات ادوارد سنودن، أزمة حقيقية مع ألمانيا.

ويبدو الوضع متناقضا تماما مع 2008، فحينها كان الرجل الذي ترشح للانتخابات الرئاسية يلقى ترحيب الأوروبيين، وبعد عام تماما منح جائزة نوبل للسلام.


لكن بتوجهه بسرعة إلى آسيا، تراجعت العلاقات مع أوروبا وجاءت فضيحة عمليات التنصت التي تمارسها وكالة الأمن القومي حتى على الهاتف النقال للمستشارة أنجيلا ميركل لتثير الغضب والدهشة.

 وكشف استطلاع للرأي، أجراه معهد بيو ونشرت نتائجه مؤخرا، أن شعبية الرئيس أوباما في أوروبا، لم تتراجع يوما من قبل إلى هذا المستوى وان كانت الآراء فيه ايجابية بما في ذلك في ألمانيا، مقارنة بأي رئيس أمريكي آخر


وقالت المحللة في المركز الفكري للدراسات الاستراتيجية والدولية، هيذر كونلي، إن "أوروبا كانت تتوقع الكثير من اوباما (...) لكن منذ سنوات شهدنا تراجعا في هذه الآمال".

والعلاقات مع فرنسا أفضل، فباريس وواشنطن تعاونتا للإطاحة بمعمر القذافي في ليبيا عام 2011 وفي مكافحة الإرهاب في أفريقيا، وقد لقي الرئيس فرنسوا هولاند استقبالا حافلا هذه السنة خلال زيارة الدولة التي قام بها.

بريطانيا.. علاقة ذات وجهين

لكن الآفاق تبدو ملبدة بعد فرض غرامة تبلغ حوالي 9 مليارات دولار فرضت على مصرف بي إن بي باريبا، والبيع المتوقع لأربع سفن حربية فرنسية من طراز ميسترال إلى روسيا في أوج الأزمة الأوكرانية


وتبقى "العلاقة الخاصة" مع الحليف البريطاني، لكن بريطانيا التي تركز على علاقتها ذات الوجهين مع الاتحاد الأوروبي والاستفتاء حول استقلال اسكتلندا، تبتعد عن الساحة الدولية.

ولم يلب الحليف البريطاني رغبة الولايات المتحدة الخريف الماضي عندما اخفق رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، في الحصول على موافقة البرلمان على توجيه ضربات إلى النظام السوري بعد اتهامه باستخدام أسلحة كيميائية


ولم يكف باراك أوباما عن وصف حلف شمال الأطلسي بأنه "أقوى حلف في العالم" لكن الولايات المتحدة تشعر أيضا بالاستياء من قلة النفقات العسكرية الأوروبية.


وفي الأزمة الأوكرانية، توجه واشنطن باستمرار انتقادات لعدم حماس الأوروبيين لفرض عقوبات على روسيا.

 في الشرق الأوسط غيرت الحروب الأهلية وأعمال العنف الديني والانقلابات والثورات تحالفات الولايات المتحدة.


وتواجه الولايات المتحدة صعوبة في إدارة التغيرات في السلطة في مصر الحليفة الثابتة للولايات المتحدة منذ عقود، لكن المعضلة التي تواجهها واشنطن تتلخص في سؤال: هل يجب إعطاء الأولوية للوزن الاستراتيجي لمصر أو استبعادها بسبب وضع حقوق الإنسان فيها؟


اصطفافات غير مألوفة

 وجاء الرد واضحا من أوباما بالدعوة التي وجهها إلى القاهرة للمشاركة في القمة الأفريقية في أغسطس في واشنطن.

 وفي بلدان أخرى، لا تثير خيارات السياسة الخارجية وخصوصا بشأن سوريا، للإدارة الأمريكية ارتياح بعض الحلفاء.

 فقد اضطر أوباما لزيارة السعودية في مارس لطمأنة الرياض بشأن علاقاتها مع واشنطن.

وفي البحرين مقر الأسطول الخامس الأمريكي، وقع حادث دبلوماسي صغير مؤخرا يتمثل بطرد المبعوث الأمريكي لحقوق الإنسان.

أما الحليفة الأقرب إلى واشنطن، "إسرائيل" فلا تتردد ابدأ في التذكير بتشكيكها بالإرادة الأمريكية في التوصل إلى اتفاق دولي حول إيران، بشأن البرنامج النووي الإيراني.

 ودفع تضاعف الأزمات واشنطن إلى اصطفافات خارجة عن المألوف.

فواشنطن التي تقف ضد جهاديي الدولة الإسلامية في العراق، تجد نفسها في الخندق نفسه مع سوريا وإيران.

 وتبقى آسيا حيث تستغل واشنطن الاستياء من الطموحات البحرية للصين من أجل نسج علاقات وثيقة.

 ويقضي المحور الآسيوي من سياسة أوباما بتعزيز التحالفات مع اليابان وكوريا الجنوبية والفيليبين واستراليا بينما تبتعد بورما تدريجيا عن الصين بدفع من واشنطن.

 وقال دبلوماسي أمريكي رفيع المستوى، إن المنطقة شعرت بالاطمئنان بعد زيارة أوباما في أبريل الماضي، التي أكد خلالها ضمانات الحماية الأمريكية لليابان وأوضح الشروط التي ستدافع فيها واشنطن عن الفيليبين.

145504_0151164_0لكن الصين تنظر باستياء إلى تحركات القوات الأمريكية في استراليا والفيليبين والمناورات البحرية الأمريكية مما يثير مخاوف من تفاقم المنافسة مع بكين.

أخبار ذات صلة

حقوق النشر محفوظة موقع وكالة روافد نيوز الاخبارية وليس كل ماينشر يمثل يالضرورة رأي الوكالة

تطوير مزيان مزيان | Zaina CMS