حماس قد تحقق كل المكاسب في حربها مع إسرائيل ومحللون: الخاسر الأول والأخير من هذه الحرب هو أبو مازن
تاريخ النشر : 2014-07-14 13:47:39 أخر تحديث : 2024-11-21 12:47:26
روافد نيوز/متابعة/
لا يبدو ان لدى حركة حماس، التي تعاني أزمة اقتصادية وعزلة سياسية من حلفائها لا سيما مع تهميش مصر لها، الكثير لتخسره في جولة النزاع الدامي الدائر حاليا مع اسرائيل، كما يرى محللون سياسيون.
وحتى اليوم السادس من اندلاع موجة العنف هذه قتل نحو 166 قتيلا فلسطينيا وأصيب أكثر من إلف جراء مئات الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة.
ويرى المحللون بأنه على الرغم من استهداف قدرات حماس العسكرية وقادتها في هذا التصعيد إلا أن الحركة كانت أضعف قبل ذلك، ولا يوجد أمامها سوى تحقيق المكاسب من هذه الجولة.
مقاومة بلا ظهير
ومنذ الإطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي في مصر العام الماضي، الذي قدم دعما كبيرا لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وجدت حماس نفسها مهمشة من قبل النظام المصري الجديد الذي حظر أنشطتها في مصر.
كما قامت مصر بهدم مئات الأنفاق بين غزة وسيناء والإبقاء على معبر رفح مغلقا اغلب الوقت، مما تسبب بخسائر مادية كبيرة لحركة حماس التي كانت تدير هذه الأفاق.
وقامت حماس في 23 من إبريل بتوقيع اتفاق مصالحة مع منظمة التحرير الفلسطينية أنهى 7 سنوات من الانقسام بين غزة والضفة الغربية.
ومع أن حماس تخلت عن حكمها لقطاع غزة لصالح حكومة وفاق وطني فلسطينية، إلا أن المصالحة الفلسطينية بدت هشة خصوصا بعد أزمة دفع رواتب 50 ألف من موظفي غزة التي حملت حماس مسؤوليتها لحكومة الوفاق.
ويقول مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية، في جامعة الأزهر، في مدينة غزة "مهما كانت نتائج الحرب لا يوجد لحماس ما تخسره فهم ليسوا في الحكومة حتى يخسروها ولا يوجد لهم دخل مادي مثلا من الأنفاق والضرائب ليخسروه".
بل يرى المحلل السياسي أكرم عطا الله أيضا أن "هذه الحرب يمكن أن تحقق أهدافا لحماس مثل تصويب علاقتها المختلة والمتوترة مع مصر".
ويتابع "حماس ترجو من بعد هذه الحرب أن تظهر أنها الأقدر على الدفاع عن شعبها".
ويعتقد أنه "إذا ما تحقق رفع الحصار والأزمة الاقتصادية بعد الحرب فهذا سيجعل حماس في وضع أقوي شعبيا وماليا".
ويشرح أبو سعدة أن "حماس تريد من هذه الحرب إنهاء عزلتها السياسية وإنهاء الحصار المفروض على غزة إضافة إلى إنهاء الوضع الاقتصادي الكارثي الذي تمر به وإعادة نفسها إلى الخارطة السياسية بعد التهميش لأكثر من عام بعد عزل مرسي".
ويتابع أن "أي انجاز تحصل عليه حماس من هذه الحرب سيكون بمثابة نصر".
وترى حركة حماس فرصة في هذا النزاع الدائر حاليا لتعزيز شعبيتها في الشارع الفلسطيني.
أبو مازن هو الخاسر
ويقول عدنان أبو عامر، وهو أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة، في غزة "أن حماس ترى ان الحرب على ما فيها من خسارة ودماء قد تعيدها إلى واجهة الأحداث، فالمجتمع الدولي أرادها مهمشة وهذا لا يرضي حماس بالتأكيد".
وبحسب أبو عامر فان "الخاسر الأكبر من كل ما يحصل هو أبو مازن" في إشارة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وتابع "انتهاء هذه الحرب بانجاز سياسي قد يجعل حماس أكثر قدرة على إدارة الاتفاقيات مع اسرائيل والمجتمع الدولي".
وقد تستفيد حماس من التصعيد الجاري عبر تحقيق تقارب مع مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لأنه قد يدفع مصر إلى استعادة دورها كوسيط في المفاوضات للتوصل إلى تهدئة.
وحول ذلك، يقول أبو سعده، أن حماس تهدف أيضا "من هذه الحرب إلى إحراج مصر من خلال شلال الدم الذي يسيل في غزة فهي تسعى من خلال الحرب لفتح خط اتصال على مستوى عال مع مصر".
وقلل المحللون من أثار الضربات الإسرائيلية لقدرات حماس العسكرية مشيرين إلى أن الحركة قد تعيد مخزونها من الصواريخ المصنعة محليا.
ورأى أبو سعده أنه في حال "استطاعت حماس تحقيق انجاز سياسي من الحرب مثل إنهاء الحصار، فان الناس سيعتبرون ذلك كانتصار".