كيف تنظر روسيا للحرب في الشرق الأوسط؟

تاريخ النشر : 2024-10-07 18:46:00 أخر تحديث : 2024-11-21 13:55:44

كيف تنظر روسيا للحرب  في الشرق الأوسط؟

اغتيال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله

حملت وزارة الخارجية الروسية إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تصعيد الصراع في الشرق الأوسط. وأعلنت موقفاً مستنكراً بشدة لعملية اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله في بيروت.


وقالت في بيان، "إننا ندين بشدة جريمة قتل سياسية أخرى ترتكبها إسرائيل. وهذا العمل العنيف محفوف بعواقب وخيمة أكبر على لبنان والشرق الأوسط بأكمله".


حين سلم أمين مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو رسالة من الرئيس فلاديمير بوتين إلى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وأخرى إلى مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي في 18 سبتمبر (أيلول) الماضي، أسر له بصوت خافت "ننصحكم بالتروي، وعدم التورط في حرب تريدكم إسرائيل أن تواجهوا خلالها القوات الأميركية بهدف تحييدكم، لأن الصهيونية تعتبركم خطراً وجودياً عليها وعلى تل أبيب".


هذه العبارة رددها أمين مجلس الأمن سيرغي شويغو على مسامع جميع المسؤولين الإيرانيين حينما وصل في الخامس من أغسطس (آب) الماضي إلى طهران، عقب ثلاثة أيام من اغتيال إسرائيل زعيم حركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران، في زيارة مفاجئة لم يعلن عنها مسبقاً، إذ استقبله على الفور رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان، وبعد ذلك أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي أكبر أحمديان ورئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية محمد باقري.


وجاءت زيارتا شويغو الأخيرتان إلى إيران على خلفية تهديد الجمهورية الإسلامية، وجماعة "حزب الله" اللبنانية الموالية لإيران، بالرد على مقتل الزعيم السياسي لحركة "حماس" الفلسطينية إسماعيل هنية في طهران وقائد "حزب الله" فؤاد شكر في بيروت. بعدما توعدت طهران بالانتقام من إسرائيل "في الوقت المناسب وفي المكان المناسب وبالطريقة المناسبة".


اغتيال نصرالله


وبعد اغتيال إسرائيل لأمين عام "حزب الله"، حسن نصرالله في 27 سبتمبر الماضي، أحست روسيا مجدداً أن الأمور المتدحرجة في الشرق الأوسط تكاد تتجاوزها وتفلت من يديها إلى غير رجعة، فأدانت بأشد العبارات جريمة الاغتيال ووصفتها بأنها عملية اغتيال سياسي.


وحملت وزارة الخارجية الروسية إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تصعيد الصراع في الشرق الأوسط. وأعلنت موقفاً مستنكراً بشدة لعملية اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله في بيروت. وقالت في بيان، "إننا ندين بشدة جريمة قتل سياسية أخرى ترتكبها إسرائيل. وهذا العمل العنيف محفوف بعواقب وخيمة أكبر على لبنان والشرق الأوسط بأكمله".


وكما أشارت وزارة الخارجية الروسية، فإن تصرفات الجيش الإسرائيلي ستؤدي حتماً إلى موجة جديدة من العنف. ودعت إسرائيل إلى وقف عدوانها على لبنان.


وخلص البيان إلى أنه "في الوضع المتفجر الحالي، يجب على الأعضاء المسؤولين في المجتمع الدولي أن يفعلوا كل ما في وسعهم لمنع المنطقة من الانزلاق إلى مواجهة مسلحة واسعة النطاق".


ومن نيويورك قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في 28 سبتمبر الماضي، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن مقتل زعيم "حزب الله" اللبناني حسن نصرالله جريمة قتل سياسية. مضيفاً "إن أساليب الاغتيالات السياسية التي أصبحت ممارسة شبه روتينية، كما حدث مرة أخرى أمس في بيروت، مثيرة للقلق للغاية".


ووفقاً له، فإن التطور المأسوي وغير المقبول للأحداث في الصراع العربي الإسرائيلي، في اليمن والبحر الأحمر وخليج عدن والسودان وغيرها من النقاط الساخنة في أفريقيا يعكس حقيقة لا تقبل الجدل، هي أن "الأمن يمكن أن يكون متساوياً للجميع وغير قابل للتجزئة بالنسبة إلى الدول أخرى، وإلا فإنه لن يكون موجوداً لأحد".


وشدد لافروف على أن روسيا تحاول منذ أعوام إدخال هذه الحقيقة البسيطة إلى وعي واشنطن ولندن وبروكسل في سياق الأمن الأوروبي.


بوتين وبزشكيان


في نهاية يوليو (تموز) الماضي قال السكرتير الصحافي للرئيس الروسي ديمتري بيسكوف، إن الرئيس فلاديمير بوتين يستعد للقاء الأول مع بزشكيان. وأضاف "الجانب الإيراني لديه بالفعل دعوة مفتوحة لزيارة روسيا، ونأمل في أن يأتي الرئيس الجديد إلى قمة مجموعة (بريكس) التي ستعقد يومي 22 و24 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري في مدينة قازان الروسية. سنكون سعداء برؤيته، والرئيس بوتين يستعد للاتصال المرتقب". نحن نتحدث عن قمة على هامش القمة.


وأكد السكرتير الصحافي للرئيس الروسي دميتري بيسكوف، أن الرئيس فلاديمير بوتين يرحب بالرئيس بزشكيان، وبالاتصالات الرائعة مع القادة الإيرانيين، "سنرى ما سيحدث، والرئيس بوتين سيقدم عرضاً للاتصال".


وبالتوازي، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) المنتهية ولايته ينس ستولتنبرغ، لصحيفة "التايمز" البريطانية، في وقت كان سيرغي شويغو ينهي جولته على بيونغ يانغ وطهران، إنه منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، أصبحت موسكو وبكين وطهران وبيونغ يانغ "متحدة أكثر فأكثر".


Image


من دون إذن الأميركيين كان من المستحيل اغتيال هنية وقادة "حماس" و"حزب الله"


وفي حديثه عن دفعة الصواريخ الباليستية التي يزعم الغرب أن طهران نقلتها إلى موسكو، لفت المسؤول الأطلسي إلى أن روسيا لا تتسلمها "مجاناً". وأضاف "نحن قلقون من أن روسيا قد تشارك التكنولوجيا التي ستساعد إيران في برامجها الصاروخية". وأكد ستولتنبرغ أن روسيا تدفع ثمن ما تحصل عليه، وهذا يعزز قدرات إيران.


وإضافة إلى برامجها الصاروخية، يخشى الساسة ووكالات الاستخبارات الغربية من أن روسيا قد ترد من خلال تبادل التكنولوجيات السرية التي يمكن أن تجعل إيران أقرب إلى إمكانية تطوير أسلحة نووية. لكن يمكن النظر إلى التعاون المتنامي بين موسكو وطهران من زاوية مختلفة.


ويشير الخبراء إلى أنه إضافة إلى رغبة إيران الطويلة الأمد في الحصول على ناصية صناعة أسلحة نووية، هناك مهمة عسكرية أخرى لطهران تتمثل في تعزيز طيرانها ونظام الدفاع الجوي غير الكامل، خصوصاً في سياق التوتر المتزايد في الشرق الأوسط، لا سيما في الحرب التي تشنها إسرائيل ضد لبنان، وخصوصاً "حزب الله" المرتبط عضوياً بطهران.


وفي نهاية العام الماضي، أعلنت إيران رسمياً أنها توافقت مع روسيا على صفقة شراء طائرات هليكوبتر هجومية روسية من طراز "مي-28" ومقاتلات "سو-35" وطائرات تدريب قتالية من طراز "ياك -130".


إشارات توريط إيران


ووصفت وسائل إعلام روسية عملية اغتيال نصرالله بالوحشية، وقالت "ألقت إسرائيل 83 طناً من القنابل الجوية لقتل زعيم (حزب الله) أسقطتها على بيروت عاصمة لبنان. هذه هي واحدة من أقدم المدن في العالم. أقدم بكثير من كييف. بيروت موجودة منذ القرن الـ15 قبل الميلاد. وهي مدرجة في القائمة الرسمية لمدن العالم إلى جانب موسكو وسانت بطرسبورغ ولندن ونيويورك وغيرها».


تسمى يروت بباريس الشرق الأوسط، ويعيش فيها مليونا شخص. لكن كل هذا لم يمنع إسرائيل من قصفها الوحشي، الذي لم يقتل أعضاء "حزب الله" فحسب بل عديداً من المدنيين، بما في ذلك الأطفال.


يمكن أن يكون لديك أي موقف تجاه طريقة الحرب هذه، لكن لا يمكنك إلا أن تدرك مدى فعاليتها. وبفضل الهجوم الضخم بأجهزة الاستدعاء والهجمات على مراكز صنع القرار، تمكنت إسرائيل حرفياً من قطع رأس "حزب الله" وتعطيل جزء كبير من قوته البشرية. لقد تم النصر في الحرب حتى قبل أن تبدأ، إذ تم إنقاذ حياة عديد من الجنود الإسرائيليين واليهود المدنيين، ولم تهتم تل أبيب برأي المجتمع الدولي. لا يتم الحكم على الفائزين.


هذا ما يبدو عليه شعار "نحن لا نتخلى عن أنفسنا"، بالمتفجرات وليس على الملصقات، وسياسة "إنقاذ الشعب" اليهودي التي تحاول جر إيران إلى حرب عالمية لا تريدها ولا تخطط لها.


الأسئلة اللعينة


كان الهجوم باستخدام المتفجرات المدسوسة بأجهزة النداء وأجهزة الاتصال اللاسلكي أحدث عملية تتوج جهود إسرائيل لتوريط إيران في الحرب وجرها إلى دوامة التصعيد في الشرق الأوسط. ففي الأول من أبريل (نيسان) الماضي، شنت القوات الجوية الإسرائيلية غارة جوية على القنصلية الإيرانية لدى سوريا، مما أسفر عن مقتل جنرالين في "الحرس الثوري" الإسلامي وخمسة ضباط كانوا يرافقونهم. وفي 30 يوليو (تموز) الماضي، نفذ ضربة مفاجئة على أهداف لـ"حزب الله" في بيروت، أسفرت عن تصفية أحد أبرز قادة الجماعة فؤاد شكر. وفي اليوم التالي اغتالت إسرائيل زعيم حركة "حماس" إسماعيل هنية بعد قصف مقر إقامته في طهران. وعلى هذه الخلفية هناك تقارير منتظمة عن ضربات للجيش الإسرائيلي في لبنان وسوريا واليمن.


خبراء في شؤون المنطقة متفقون على أن تل أبيب تثير الصراع وتنوي جر دول عدة في المنطقة إليه في وقت واحد. وبعد تفجير العبوات الناسفة في أجهزة النداء، وعدت إسرائيل مباشرة بتحويل اهتمامها إلى لبنان وإطلاق عملية واسعة النطاق ضد "حزب الله". كل هذا يشير إلى أن عملية تفجير أجهزة النداء والاتصال اللاسلكي كانت مجرد مرحلة من مراحل استعداد تل أبيب للصراع مع لبنان.


 

المصدر: روافدنيوز/متابعة

أخبار ذات صلة

حقوق النشر محفوظة موقع وكالة روافد نيوز الاخبارية وليس كل ماينشر يمثل يالضرورة رأي الوكالة

تطوير مزيان مزيان | Zaina CMS