ريع النفط وعدم تنوع الاقتصاد.. ما علاقته بـ"13 مليون امرأة مفقودة في الخليج"؟
تاريخ النشر : 2024-09-14 07:42:35 أخر تحديث : 2024-11-23 08:22:32
استعرض تقرير اقتصادي، مدى الغياب الواضح للتوازن بين الرجال والنساء في سوق العمل بدول الخليج، فيما اعتبر ان استبعاد النساء المتعلمات يمنع اقتصادات الخليج من اكتساب وجهات نظر متنوعة ضرورية لتنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط.
وتقول مجلة سيوورلد، ان دول الخليج الغنية بالنفط، المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، بالرغم من ارتباطها في كثير من الأحيان بالرفاهية والترف، فإن اختلال التوازن بين الجنسين يكمن تحت السطح، غالبًا ما تغيب النساء عن المشهد الاقتصادي وبحلول سن الرشد، يتحول هذا التوازن بشكل كبير، مع 58 امرأة فقط لكل 100 رجل في جميع دول الخليج، وفي قطر، يكون التفاوت أكبر، مع 38 امرأة فقط لكل 100 رجل.
ويرجع هذا الخلل إلى حد كبير إلى تدفق العمال الأجانب الذكور، الذين يشكلون ما يصل إلى 95% من القوة العاملة في بعض دول الخليج. وقد صاغ الحائز على جائزة نوبل أمارتيا سين مصطلح "النساء المفقودات" في عام 1990 لوصف السكان الذين لا تحظى النساء بتمثيل ديموغرافي كاف، ووفقاً للتحليل باستخدام بيانات البنك الدولي، فإن ما يقرب من 13 مليون امرأة "مفقودات" في منطقة الخليج.
وتشير الى انه في حين أن 40% من النساء في سن العمل في الخليج يعملن، فإنهن غالبا ما يكسبن أجورا أقل من نظرائهن من الرجال، ويرجع هذا جزئيا إلى عدم اعتبارهن المعيلات الأساسيات لأسرهن، وعلاوة على ذلك، تواجه النساء صعوبة في الحصول على التدريب المهني، حيث يتردد أصحاب العمل غالبا في الاستثمار في تطويرهن بسبب المخاوف من أنهن قد يتركن العمل لأسباب عائلية.
وتؤكد أن التكلفة الاقتصادية المترتبة على استبعاد ملايين النساء من قوة العمل كبيرة، فقد أشارت دراسة أجريت في عام 2013 إلى أن إزالة الحواجز أمام توظيف النساء من الممكن أن يعزز النمو بشكل كبير في بلدان جنوب البحر الأبيض المتوسط. ومن الممكن أن يؤدي وجود قوة عمل أكبر إلى جعل الأجور أكثر تنافسية، وتعزيز فرص العمل في الخارج، وتحفيز الإنفاق والاستثمار المحلي، وفي الواقع، قدر تقرير صادر عن شركة ماكينزي آند كومباني في عام 2015 أن تعزيز المساواة بين الجنسين من الممكن أن يضيف ما يصل إلى 600 مليار دولار أميركي إلى الناتج المحلي الإجمالي السنوي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحلول عام 2025.
وبعيداً عن النمو الاقتصادي، فإن استبعاد النساء المتعلمات يمنع اقتصادات الخليج من اكتساب وجهات نظر متنوعة ضرورية لتنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط، وتشير الأبحاث إلى أن التنوع بين الجنسين في مكان العمل يؤدي إلى اتخاذ قرارات مالية أفضل، وعلاوة على ذلك، فإن الاعتماد بشكل كبير على العمال الأجانب، الذين يرسلون جزءاً كبيراً من أرباحهم إلى أوطانهم، يمثل استنزافاً اقتصادياً كبيراً. ووفقاً للبنك الدولي، بلغ إجمالي التحويلات المالية من دول الخليج 669 مليار دولار أميركي في عام 2023./انتهى
المصدر: روافدنيوز/ متابعة