يوم مولد صاحب الظل الوارف

تاريخ النشر : 2024-08-05 10:42:23 أخر تحديث : 2024-10-20 21:44:43

يوم مولد صاحب الظل الوارف

حينما منّ الله علينا بإتباع نهج أهل بيت النبوة والتمسك بالعروة الوثقى وحبل النجاة ، كنا وقتها لا نعرف الكثير عن علوم أهل البيت التي غُيبت عنا ولم نعلم كيف وصل هذا الإرث المحمدي والسنة النبوية على الرغم من المحاربات والأساليب الاجرامية التي أتبعها اعداء الدين والمنظومات التكفيرية ، وشيئاً فشيئاً اتضحت الصورة ومن رواية لرواية فُك ذلك الابهام ومن طريق واحد تفتحت جميع السبل واصبحت طرقنا مضاءة بالانوار التي منحنا ايها اللطف الإلهي والتوفيق الرباني ببركة محمد وآل محمد صلوات الله عليهم.


من ضمن المصطلحات التي أثارتنا في بادئ الأمر ونحن نلج الى دوحة الروضة الفاطمية، لقب المرجع الأعلى وحجة الاسلام وآية الله وكذلك قدس سره ودام ظله وغيرها ، وعندما تعلمناها وعلمناها وعرفنا مثلا ان دام ظله الوارف تعني هو دام الظل الممتد والنبت الشديد الخضرة والناضر المهتز ودام ظله على الرعية وحفظناها هكذا واصبحنا نميز بين الاحياء والأموات من علمائنا. لكننا اليوم وجدنا معنا عملي وتطبيقي غير المعنى الاصطلاحي الذي تعلمناه وعلمناه. اتضح لنا أبعاد صاحب الظل الوارف فهو يعني صاحب الظل الذي هو إمتداد لظل الشجرة المحمدية بالعطاء والكرم والحنان والرأفة والعدل والحكمة.


اليوم وما يتعرض له العالم الاسلامي من مؤامرات وفتن وتخاذل ، يظهر لنا دور صاحب الظل الوارف الذي هو إمتداد لنهج آل بيت رسول الله صلوات الله عليهم ، وتجسيداً صريحاً لقوله تعالى ويأبى الله إلا أن يتم نوره، فتجده مثل جده الإمام السجاد عليه السلام كافلاً للمستضعفين ومخلصاً للمظلومين وبفضل مبادرته والدعاء الذي باركه خرج سجنا البحرين وتارة تجده معمراً للارض ومحييها بمشاريع الزراعة لصحراء في العراق تتناقلها اخبار ووسائل الأعلام إلينا ، وهذا تجسيد لدور قرأنا عنه في الاثر فهو مثل جده الامام الحسن عليه السلام ، وهو السلطان مثل جده الامام الرضا عليه السلام في الحكمة والصبر وتسعى لهّ الوفود وتنتظر حكمته الامم وخير مثال زيارة بابا الفاتيكان ، وكثيراً ما تجده مدافعاً عن علوم اهل البيت ومذكراً بها وحاثاً على التمسك بها مثل جديّه الامامين الباقر والصادق عليهما السلام . كل هذه الصفات تجسدت بصاحب الظل الوارف سماحة المرجع الأعلى السيد السيستاني دام ظله.


اليوم وسط ما يحدث من تحالف قوى الشيطان ، نجد هنالك من الاخوة المسيحيين في اوروبا من هو يبدي تعاطفاً مع اتباع اهل البيت وهذا بفضل ما يتمتع به السيد السيستاني داخل الاوساط الدينية في الكنائس وكذلك الحكمة والتسامح التي عرفها العالم عنه والتي غيرت الصورة للنمطية التي صدّرها الاعلام عن الاسلام والمسلمين. ربما نتسأل كيف لرجل في هذا العالم المليء بالتناقض يجتمع عليه الخصوم ويكون بالاجماع هو البوصلة التي تشير الى الصواب دائماً وذلك من خلال التجارب التي عُرفت عنه والتي بينة حكمته.


اليوم اليتيم والفقير والمظلوم في العراق وباكستان وايران والبحرين وافريقيا وفي مختلف البلدان ومن هو بلا علاج وبلا مأوى ولا معيل ، كلهم وبفضل صاحب الظل الوارف يجدون الرعاية والاهتمام وتُذلل الصعاب أمامهم عبر مؤسسات وهيئات بأشراف ورعاية سماحته ويجد الكافل والمعين والمعيل وكذلك نجد طلبة جامعات يدرسون بمبادرات مشابهة ونجد له دوراً وتدخلاً مباشراً في الكثير من الحالات الخاصة والدور التوجيهي للمواكب والارشادات التي تصدر عن سماحته التي تشذب وتهذب وتوجه الى رصد الظواهر الدخيلة والكثير من الاعمال والحالات الخاصة التي تكون له لمسة من لمسات العترة الطاهرة ، .وهنا لنا شهادة حق وعن تجربة شخصية فنحن لا ننسى دوره سماحته في رعاية استاذتنا العلوية ام نور في النجف الاشرف والتي تعاني من مرض خبيث يتطلب علاجها تكاليفاً عالية و رعاية خاصة في بعض المستشفيات وكذلك توفير السكن لها والذي كان بمبادرة منه وتنسيق بين مكتبه والعتبة العلوية المقدسة متمثلة بأمينها العام السيد عيسى الخرسان ، وكيف وقتها وجدت مناشدتنا الاذن الصاغية والقلب الرحيم واليد البيضاء المعطاء - كم جميل ان يمنحنا الله نحن ابناء الجالية المسلمة في فرنسا من فيض اهل البيت ليكون مثالاً حياً لكرمهم وعطفهم- فأساتذتنا التي نقلت لنا فقه فتاويه المُيسرة وجدنا عبر مناشدتنا جانباً تطبيقياً لاخلاق وكرم اهل بيت النبوة وترسيخاً لمفاهيم القران والدين الحنيف ، كل هذه الاعمال وما خُفي عنا وعرفه الله سبحانه وتعالى وراءها رجل في الظل لا نستدل عليه إلا من خلال العمل والفعل الذي نلمس ثماره تحت الظل الوارف. اليوم اكمل صاحب الظل الوارف عمر الرابع والتسعين عامًا من الحكمة والزهد والعطاء وعلى عكس البشر في جميع أنحاء العالم عندما نبارك مولده يكون لمباركتنا ميزة وكلمة لا تُقال لأحد سواه وهي دام ظلك الوارف لنا ولهذا الحياة.

المصدر: فرنسا/ روافدنيوز/ د. خولة الزلزولي

أخبار ذات صلة

حقوق النشر محفوظة موقع وكالة روافد نيوز الاخبارية وليس كل ماينشر يمثل يالضرورة رأي الوكالة

تطوير مزيان مزيان | Zaina CMS