بفعل الحرب.. رجل واحد لكل 7 نساء في سوريا و"الزوجة الثانية" تزدهر

تاريخ النشر : 2023-12-16 11:37:41 أخر تحديث : 2024-05-15 20:04:15

بفعل الحرب.. رجل واحد لكل 7 نساء في سوريا و"الزوجة الثانية" تزدهر

تسببت الحرب في سوريا بموت وهجرة ملايين الرجال من سوريا، الامر الذي أدى لأن يتفوق عدد النساء على الرجال بشكل كبير، حيث تقدر دراسات مختصة أن عدد الرجال في سوريا حاليا يبلغ رجلا واحدا لكل 7 نساء.

ويشير تقرير مختص الى ان التجول في شوارع دمشق يكفي ليلاحظ الإنسان غلبة المرأة وغياب الرجل في البلد الذي مزقته الحرب، وبعد 12 عاماً من الحرب، انضم عشرات الآلاف من الرجال إلى الجيش، وقُتل كثيرون آخرون أو أُجبروا على الفرار من البلاد، تاركين وراءهم النساء، اللاتي يفوق عددهن الآن عدد نظرائهن من الرجال.


ولم تقم سوريا بإجراء تعداد سكاني منذ عام 2004، لكن دراسة أجراها مركز جسور للدراسات عام 2023، أظهرت أن عدد سكان سوريا يبلغ 26.7 مليون نسمة، منهم أكثر من 9 ملايين يقيمون في الخارج.

وقال مصدر في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل إن النساء يشكلن الآن 60 في المائة من السكان، مبينا انه "لقد انضم المزيد من النساء إلى القوى العاملة حتى تستمر الحياة في البلاد".

وكشف أن عدد النساء يفوق عدد الرجال في السوق بنسبة سبعة إلى واحد، متوقعا أن يرتفع الرقم إلى عشرة إلى واحد في المستقبل.



النساء غير المتزوجات

لقد خلقت الحرب مشاكل لا حصر لها في سوريا، بما في ذلك انخفاض معدلات الزواج. كشفت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل سلوى عبد الله في عام 2021 أن عدد الرجال الذين يتزوجون أقل فأقل، مما رفع عدد النساء غير المتزوجات إلى أكثر من 70 بالمائة.

"من سأتزوج؟" تتساءل المهندسة المعمارية سوزان، 33 عاماً، التي تنحدر من بلدة صغيرة في محافظة طرطوس الساحلية.

"لم يبق رجال في مدننا. الرجال الوحيدون الذين نراهم هم ملصقات الشهداء التي تم لصق صورهم على جميع أنحاء الجدران. وأضافت: "الأصوات الذكورية الوحيدة التي نسمعها هي أصوات أحبائنا الذين يعيشون في الخارج".

وقالت إنه لا توجد امرأة واحدة لديها خاتم في إصبعها للدلالة على الخطوبة أو الزواج. وعلقت قائلة: "فقط عدد قليل من المحظوظين تمكنوا من الحصول على زوج".

علاوة على ذلك، كشفت عن اتجاه جديد في القرى المجاورة حيث توافق النساء على أن يصبحن الزوجة الثانية للرجال المتزوجين بالفعل، وتحدثت عن صدمتها عندما علمت أن صديقتها وافقت على الزواج من رجل يكبرها بـ 25 عاما.

وقال مصدر قضائي لوكالة AWP إن 40 بالمئة من تراخيص الزواج الجديدة في دمشق هي في الواقع طلبات زواج ثان، وقال عالم الاجتماع نصري كيالي إن إحدى نتائج الحرب هي ارتفاع معدل تعدد الزوجات.

وأضاف أن الحرب أدت إلى تفاوت كبير بين الرجل والمرأة، حتى أن بعض النساء وافقن على مضض على تعدد الزوجات رغم سلبياته.

وحذر من أن الخلل بين الرجل والمرأة سيكون له تداعيات اقتصادية واجتماعية في سوريا ويحوله من مجتمع شاب إلى مجتمع شيخوخة.



الخدمة العسكرية

كشف ريان (28 عاماً)، المتخرج حديثاً في دمشق، أنه لم يحصل على الدرجات الكافية التي تسمح له بمتابعة الدراسات العليا، ما يسمح له بإعفائه مؤقتاً من الخدمة العسكرية الإلزامية.

وأضاف: "عندما لا يكون لديك ما يكفي من المال للفرار إلى الخارج، فإنك تضطر إلى الانضمام إلى الجيش". "أنت مجبر على تأجيل أحلامك وخططك وطموحاتك."

ويصف الدستور السوري الخدمة العسكرية بأنها “واجب مقدس”، بمجرد أن يبلغوا 18 عامًا، يجب على كل ذكر قادر بدنيًا أن يلتحق بالجيش لمدة تتراوح بين 18 شهرًا وسنتين من الخدمة. وبعد تسريحهم، يظلون في الاحتياط لمدة سبع سنوات تقريبًا.



ومع ذلك، أدت الحرب إلى تعديلات على قوانين التجنيد، مما جعل فترة الاحتياط يمكن أن تمتد إلى ما بعد سبع سنوات، مما يعني أنه يمكن استدعاء أي ذكر للجيش. وقد أجبر هذا العديد من السوريين على الفرار إلى الخارج بدلاً من الانضمام إلى الجيش ومخاطره أثناء الحرب.

وكشف ريان أنه سيلجأ إلى لبنان لتجنب الخدمة العسكرية. وقال: "لا أريد مغادرة بلدي، لكن لم أجد أي خيار آخر"، مضيفاً أنه بمجرد وصوله إلى لبنان، سيسعى إلى المرور إلى تركيا.



الهجرة

عبد الله، 40 عاماً، هو واحد من ملايين السوريين الذين لم يعد بإمكانهم تحمل الأزمة الاقتصادية الخانقة والبطالة في بلادهم. وقال إن الهجرة أصبحت خيارا "لا مفر منه".

يعمل عبد الله محاسباً في شركة استيراد وتصدير في دمشق. وقال إن راتبه لا يكفي لإعالته وزوجته وطفليه لأكثر من ثلاثة أيام. ولم ينجح حتى الآن في العثور على وظيفة ثانية.

وكشف أن الأسرة تحتاج إلى ما لا يقل عن 6 ملايين ليرة سورية (نحو 430 دولاراً) لشراء الضروريات شهرياً. وقال إنه اضطر لبيع بعض مجوهرات زوجته الذهبية لتغطية نفقاته. وأضاف: "الآن، لم يعد لدينا أي شيء نبيعه".

وقالت زوجته مريم (35 عاما) إنها لا تعارض سفر زوجها إلى الخارج لكسب لقمة العيش.

وذكرت أن اثنين من زميلاتها في العمل لديهما أيضًا أزواج يبحثون عن فرص في الخارج نظرًا للظروف الصعبة في سوريا.

وأشارت إلى أن أدنى راتب يمكن لزوجها أن يتقاضاه في الخارج أفضل بكثير من الراتب الضئيل في سوريا، والذي قالت إنه بالكاد يغطي مصاريف النقل.

قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن الصراع في سوريا أدى إلى سقوط ما يقرب من 90 بالمئة من السكان في براثن الفقر./انتهى

المصدر: روافدنيوز/ متابعة

أخبار ذات صلة

حقوق النشر محفوظة موقع وكالة روافد نيوز الاخبارية وليس كل ماينشر يمثل يالضرورة رأي الوكالة

تطوير مزيان مزيان | Zaina CMS