تحديد موعد افتتاح "نصب الشهيد" أمام المواطنين والوفود.. فما قصته التاريخية؟

تاريخ النشر : 2023-11-01 10:28:56 أخر تحديث : 2024-05-04 19:23:33

تحديد موعد افتتاح "نصب الشهيد" أمام المواطنين والوفود.. فما قصته التاريخية؟

تفتتح مؤسسة الشهداء مطلع العام المقبل، مبنى نصب الشهيد أمام المواطنين والوفود كمرفق سياحي، فيما تعمل حالياً على افتتاح متحف داخله.


وقال مدير الدائرة الاقتصادية والاستثمارية في المؤسسة علي هادي، إنّ ملاكات المؤسسة كانت قد باشرت منتصف العام الحالي أعمال تأهيل مبنى نصب الشهيد التابع للمؤسسة بعد أن تعرض للإهمال والتخريب إبان دخول القوات الأميركية واتخاذه مقراً لها، بحسب الصحيفة الصباح الرسمية.



وأضاف أنَّ الأعمال شملت تأهيل الأرضيات والإنارة والأعمال الزراعية وتأهيل الحدائق المحيطة بالنصب والنافورات والأرصفة وجميع المرافق الخدمية الملحقة به تمهيداً لافتتاحه أمام المواطنين والوفود كمرفق سياحي داخل العاصمة بداية العام المقبل.



وأوضح هادي أنَّ المؤسسة حرصت وحفاظاً على التصميم الأساس للنصب وعدم إجراء أي تغيير على المواصفات الأصلية له كونه معلماً مهماً من معالم بغداد، لافتاً إلى أن أعمال التأهيل الشامل للموقع تحتاج إلى مبالغ مالية كبيرة لا تتمكن المؤسسة من تغطيتها حالياً، بيد أنها ارتأت القيام بأعمال التأهيل الحالية كمرحلة أولى.



في السياق نفسه، بين أن المؤسسة تعمل على إنشاء متحف للشهداء داخل النصب يضم المقتنيات الخاصة بهم والتي تم العثور عليها من قبل ملاكات المؤسسة بالمقابر الجماعية أو التي قام ذووهم بتسليمها للمؤسسة من أجل أن تكون شاهداً على التضحيات التي قدموها على مر الأجيال.


هذه قصة نصب "الشهيد" أحد أهم معالم بغداد

نصب "الشهيد"، يعد من أبرز المعالم المعمارية في العراق، وتم بناؤه خلال الحرب العراقية الإيرانية ثمانينيات القرن الماضي تخليدا لذكرى الذين ارتقت أرواحهم دفاعا عن البلاد. ودعا مراقبون إلى إظهار النصب بشكل يليق بمكانته الكبيرة، مع ضرورة المسارعة بإصلاح الأجزاء المتضررة منه، وترتيبه، وتأهيله بالشكل المناسب.



وبدأ العمل في بناء نصب "الشهداء" عام 1983، وهو يمثل جميع شهداء البلاد الذين ضحوا بأرواحهم لصون كرامة العراقيين، ويقع في منطقة حيوية بالعاصمة.



المهندس سامان أسعد كمال هو الذي نفذ تصميمه، وكانت قبته من بنات أفكار التشكيلي إسماعيل فتاح الترك، وساهم في بنائه شركات أجنبية لاسيما اليابانية، والتصميم المعماري للنصب شعاعي يتألف من 3 وحدات أساسية: القبة، الراية التي تمثل الشهيد العراقي، الينبوع الذي يمثل ديمومة التضحية من أجل هذا البلد الذي يقدم دائما التضحيات للحفاظ على هذه الأرض والمقدسات وكرامة العراقيين.



ويتكون النصب من وحدات كثيرة ويشغل مساحة كبيرة، فهناك بحيرات على جانبي القبة من اليمين واليسار، إضافة إلى وجود الخندق الذي يضم المتحف ويحتوي على مقتنيات "الشهداء" ومآثرهم وبطولاتهم، إضافة إلى اللوحات المرسومة لهذا الغرض.



وتعرض نصب "الشهيد" إلى الإهمال والتخريب المتعمد وغير المتعمد، حاله حال أي شاهد حضاري أو نصب تذكاري في العراق بعد عام 2003.



كما يلفت أستاذ الآثار كاظم جبر سلمان، إلى عبقرية التصميم التي استخدمت في تشييده، والمبنية أساسا على فكرة الخداع البصري في النصب المقام على أرض واسعة مفتوحة مترامية الأطراف، ليستمتع من يدور وهو راكب بالسيارة حول النصب بخدع بصرية غاية في الروعة، وهي من خصائص فن العمارة التي عودنا عليها المعمار العراقي منذ فجر الحضارة في هذا البلد، بحسب الجزيرة نت.



ويبين سلمان أن شطري القبة يبدوان مغلقين عند بداية الشارع، ثم ينفتحان أحدهما على الآخر رويدا رويدا كلما اقتربنا منهما بحيث يبدو المنظر وكأنه أشبه ما يكون ببوابة تنفتح تمهيدا لخروج شيء ما، وما إن نصل إلى داخل النصب حتى نجد أنفسنا أمام صرح معماري جسدت فيه معالم رمزية الوطنية وقدسيتها.



ويشير إلى أن الفنان استوحى معالم القبة من طراز قباب بغداد المفتوحة في عصرها الذهبي خلال مدة الخلافة العباسية وكانت على ارتفاع 40 مترا، ورغم أن البعض اقترح عليه تشييدها وفقا ل‍قبة الصخرة في القدس فإنه فضل أن تكون عراقية ومن الإرث الحضاري لمدينة بغداد، فوقع الاختيار على القبة العباسية.



ويقف النصب -بحسب سلمان- فوق منصة دائرية قطرها 190 مترا، تحمل فوقها قبة مقسومة إلى نصفين ارتفاعها 40 مترا، فضلا عن وجود الراية التي ترتفع عن الأرض بطول 5 أقدام وتنغرس تحت الأرض بمقدار 3 أمتار وتبدو على شكل ثريا.



وتحيط بالبناء بحيرة صناعية واسعة، فضلا عن الخندق وجدار "الشهداء" أسفل الصرح، وبذلك يقدم المصمم فكرة مضمونها يعبر عن ساحة معركة يقف المقاتلون في مقدمتها يستشعرون الخطر و"استشهادهم" هناك لإبعاده عن الوطن وساكنيه، وتخلل الخندق جدار مشيد بالصفائح الرخامية والحجرية من الداخل والخارج نقشت عليه يدويا أكثر من 150 ألف اسم مع نقوش أشجار النخيل والمياه الجارية باعتبارها رموزا حضارية للبيئة العراقية. /انتهى

المصدر: روافدنيوز/ متابعة

أخبار ذات صلة

حقوق النشر محفوظة موقع وكالة روافد نيوز الاخبارية وليس كل ماينشر يمثل يالضرورة رأي الوكالة

تطوير مزيان مزيان | Zaina CMS