الطيبون والأشرار في حرب إسرائيل وغزة!

تاريخ النشر : 2023-10-13 08:10:25 أخر تحديث : 2024-05-04 14:44:29

الطيبون والأشرار في حرب إسرائيل وغزة!

على الرغم من أن أغلب وسائل الإعلام تقف مع إسرائيل بطريقة متحيزة، وتتعمد إغفال ما ترتكبه في حق الفلسطينيين إلا أن بعض الأصوات تخرج من هذه الجوقة وتتحدث بلغة أخرى.


هذه المعضلة يكشف عنها المحلل السياسي مارك وينغفيلد في مقال نشر في موقع "baptistnews" بعنوان: "لا يوجد طيبون في هذه الحرب".


يرى وينغفيلد أن "جميع وسائل الإعلام تقريبا حين يتعلق الأمر بفهم الاحداث في إسرائيل وفلسطين والإبلاغ عنها، تخذل الأمريكيين الذين يسعون إلى فهم واضح لواحد من أكثر الألغاز السياسية واللاهوتية استعصاء على الإطلاق".


الكاتب يلفت إلى أن معظم وسائل الإعلان الامريكية تتناول  القضية على الشكل التالي: إسرائيل هي "الشخص الطيب" في هذا الصراع، والفلسطينيون، وخاصة حماس، هم" الأشرار".


وينغفيلد يرى أن ذلك يعود إلى "الاجتهاد في السعي من أجل انقسامات بسيطة، لكن هذا ببساطة مستحيل هنا، على الرغم مما تقوله وزارة الخارجية الأمريكية. ما فعلته حماس يستحق الإدانة، لكن ما فعلته إسرائيل وما زالت تفعله يستحق أيضا الإدانة".


المحلل السياسي يخاطب في هذا السياق "المدافعين" عن إسرائيل  بشكل مطلق قائلا: "صفوا إسرائيل بأنها ضحية في الحرب الحالية بين شعب إسرائيل وحماس، لكن لا تصورهم بقبعات بيضاء".


وينغفيلد يستشهد بالقسيس والكاتب ويندل غريفين، وهو مدافع متحمس عن الفلسطينيين وخاصة المسيحيين منهم، وينقل عنه قوله إن "إدارة بايدن تواصل النهج الأمريكي المستمر منذ عقود لدعم النظام الإسرائيلي... هذا النهج يتجاهل النموذج غير المبرر أخلاقيا للعدوان الإسرائيلي على غزة وفلسطين والفلسطينيين، والذي يتضمن نهب إسرائيل للأراضي والمياه الفلسطينية والاستعمار الاستيطاني والعنف ضد الفلسطينيين في انتهاك للقانون الدولي (قرارات الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف)، وعقود من سلوك الإبادة الجماعية تجاه الفلسطينيين".


غريفين يرى في الاقتباسات التي نُقلت عنه أن الحرب الحالية "هي أحدث نقطة اشتعال في نكبة الاستعمار الإسرائيلي والفصل العنصري والإبادة الجماعية المستمرة منذ 75 عاما ضد فلسطين والفلسطينيين، بتمويل ودعم من الولايات المتحدة. من وجهة النظر هذه، فإن الحرب الحالية للنظام الإسرائيلي في غزة أسوأ من المؤسف. إنه أمر لا يغتفر".


وينغفيلد يعلق على ذلك بالقول: "من غير المحتمل أن تسمع وجهة النظر هذه كل ساعة على شبكة سي إن إن. لكن هذا هو رأي العديد من المسيحيين التقدميين، وحتى بعض اليهود، في الولايات المتحدة اليوم".


يعود الكاتب إلى عرض أفكار مستنيرين آخرين، ويقتبس من أشلي أويست ليرد، وهي ناشطة أمريكية لاهوتية   قولها إن "ما يحدث الآن في فلسطين / إسرائيل هو نتيجة طبيعية لسنوات 75 من الاستعمار والقمع. من بين 2.1 مليون شخص يعيشون في قطاع غزة، ثلثاهم لاجئون من مناطق تم دمجها في دولة إسرائيل في عام 1948".


الناشطة تمضي في وصف هؤلاء اللاجئين الفلسطينيين بقولها إنهم "لم يحرموا فقط من حق العودة إلى ديارهم، ولكن منذ توقيع اتفاقيات أوسلو ، أصبحوا هم وجيرانهم من غزة أسرى حرب. إن سكان غزة، المحاصرين على قطعة صغيرة من الأرض، والمحرومين بشكل مزمن من الماء والكهرباء والتنمية الاقتصادية، يعانون من أسوأ ما عاشه الفلسطينيون. وعلى مدى السنوات الـ 15 الماضية، تعرضوا بالإضافة إلى ذلك لهجمات وقصف متكرر من قبل الجيش الإسرائيلي، ما أسفر عن مقتل وجرح آلاف الأشخاص".


يوست ليرد تشدد في هذا السياق على أنها "لا تتغاضى عن القتل من أي نوع، وتنعي مقتل مئات الإسرائيليين، تماما كما تنعي الموت المستمر للفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي".


الناشطة الكنسية الأمريكية تلفت إلى أن "إسرائيل دولة قومية تتلقى 3.8 مليار دولار سنويا من الولايات المتحدة ولديها رابع أقوى جيش على هذا الكوكب. يبدو أنه في حين أن الجميع حريصون على إدانة عنف حماس، فإن قلة قليلة منهم على استعداد لذكر العنف الذي تمارسه الدولة والذي يرتكب ضد الشعب الفلسطيني يوما بعد يوم".


أما الكاتب كيم روبنسون فيصف قطاع غزة في مقال نشر في موقع "libertarianinstitute" بأنه سجن ضخم وأنه بمثابة "بؤس كئيب"، وهو أيضا عبارة عن " مجموعة من السجناء محبوسين في طي النسيان".


روبنسون يتطرق إلى ما تفعله الحكومة الإسرائيلية الآن قائلا إن ردها تمثل في "تفجير المؤسسات والمباني السكنية بتحذير عام  بضرورة الإخلاء. ولكن الناس في الأراضي المحتلة لا يستطيعون الهرب؛ فهم أسرى تحت رحمة الحكومة الإسرائيلية.. تخضع المياه والغذاء للرقابة والقيود من قبل الحكومة الإسرائيلية. الفلسطينيون هم شعب يائس. وكما كان الحال من قبل ، فإن القمع سيقتل الأبرياء وينتهي بتجنيد متمردين جدد"./انتهى

المصدر: روافدنيوز/ متابعة

أخبار ذات صلة

حقوق النشر محفوظة موقع وكالة روافد نيوز الاخبارية وليس كل ماينشر يمثل يالضرورة رأي الوكالة

تطوير مزيان مزيان | Zaina CMS