بلجيكا : مركز الغري يستضيف النسخة الـ(13) لمؤتمر الإمام الصادق (ع)

تاريخ النشر : 2023-05-21 12:32:15 أخر تحديث : 2024-07-24 16:05:47

بلجيكا : مركز الغري يستضيف النسخة الـ(13) لمؤتمر الإمام الصادق (ع)

استضاف مركز الغري بمدينة انتويربن البلجيكية النسخة الثالثة عشر لمؤتمر الإمام الصادق (عليه السلام) والذي حمل عنوان (فكر الإمام الصادق... ودوره في حال المشكلات المعاصرة).

 المؤتمر  الذي نظمته مؤسسة الإمام علي (ع) في لندن وبرعاية ممثل المرجعية الدينية العليا في أوروبا سماحة العلامة السيد مرتضى الكشميري، وبحضور جمع من رجال الدين والمفكرين والباحثين في الشأن الإسلامي وعلوم أهل البيت (ع) والذين حضروا من بلدان مختلفة للمشاركة فيه، فضلاً عن حضور أعضاء السلك الدبلوماسي لسفارة جمهورية العراق في بروكسل وأبناء الجالية  العراقية والعربية والمسلمة ومسؤولي المراكز الثقافية الإسلامية المنتشرة في دول الاتحاد الأوروبي.

وأستهل المؤتمر بقراءة آيات من الذكر الحكيم للقارئ الحاج علي الطريحي القادم من هولندا.


 الدكتور "سعيد بلال" الذي أدار جلسات المؤتمر  تطرق في بادئ الأمــر إلى نهج وفكر الإمام الصادق (ع) القائم على أسس إنسانية وزرع المحبة في نفوس المجتمع والابتعاد عن كل ماهو مثير للاستفزاز والضغينة وبث روح الفرقة بين المسلمين.  


وأستهل المؤتمر بقراءة آيات من الذكر الحكيم للقارئ الحاج علي الطريحي القادم من هولندا، فيما تطرق الدكتور سعيد بلال الذي أدار جلسات المؤتمر إلى نهج وفكر الإمام الصادق (ع) القائم على أسس إنسانية وزرع المحبة في نفوس المجتمع والابتعاد عن كل ما هو مثير للاستفزاز وبث روح الفرقة بين المسلمين.  


وأوصى راعي المؤتمر وممثل المرجعية الدينية العليا في أوروبا السيد مرتضى الكشميري بعد تعزية العالم بذكرى شهادة الإمام جعفر الصادق (ع)ـ العالم الإسلامي والغربي من مختلف الأديان بوصيتين، (على أرباب الفكر والمعرفة أن يستفيدوا من علوم الإمام الصادق (ع) ففيها ما ينفعهم في دينهم ودنياهم، وعلى وسائل الإعلام الحرة المرئية وغير المرئية أن يتعرفوا على معالم هذه المدرسة وينشروا للملأ كموزها وذخائرها الربانية.

وقال الكشميري في كلمة افتتاح المؤتمر الذي يقام بشكل سنوي حيث أقيم هذا العام في مدينة انتويربن البلجيكية بحضور جمع غفير من أرباب الفكر والمعرفة، إن "الإمام الصادق (ع) قمة شامخة من قمم الرسالة الإسلامية وينبوع من ينابيع العلم والمعرفة، وما عسانا أن نتحدث عنه في هذه العجالة، غير أن الذي ينبغي التنبيه إليه هو يجب على المعنيين بتربية أجيال المسلمين من علماء وأساتذة ومثقفين ومؤسسات تربوية وثقافية وإعلامية أن يعرفوا الأجيال على معالم مدرسة أهل البيت (ع) وفي مقدمتهم الإمام جعفر الصادق (ع)، لأنهم إذا لم يتعرفوا على هذه الشخصيات العلمية  العملاقة فكأنهم لم يتعرفوا على الإسلام الأصيل ولم يفهموه فهما واقعيا فإنها لامهم هم القنوات الحقيقة التي تربطنا بنبع الإسلام وتبع القرآن مباشرة لقوله تعالى (فأسالوا أهل الذكر أن كنتم لا تعلمون)، وهم المجسدون للإسلام تجسيدا حقيقيا وواقعيا، ويرفدونا  من منابعه النقية الصافية المرتبطة بالوحي عن طريق النبي الأكرم (ص) (ووال أناسا نقلهم وحديثهم  روى جدنا عن جبرائيل عن الباري).


Image

وأضاف الكشميري، أنه "ولهذا فأي محاولة لتجاهل الرموز في ذهنية أجيال الأمة وأجيال المسلمين هي محاولة لطمس الإسلام نفسه، ومسخ هذه الأجيال وهذا ما نراه اليوم يحصل من خلال مخططين خطيرين رهيبين: المخطط الأول تجهيل هذه الأجيال بالشخصيات الأصيلة والحقيقية والتعتيم على الشخصيات الرائدة في تاريخ الرسالة وهذا التعتيم والتجهيل أنما هو محاولة لمسخ هذه الأجيال ومحاولة اقتلاعها وفصلها عن المنابع الإسلامية الحقيقة، المخطط الثاني: تطبيع هذه الأجيال على تقديس العناصر الدخيلة المنافقة والمزيفة حتى أحصى بعض الكتاب خمسون ومائة صحابي مختلق تتداولها كتب المسلمين دون أن يعرفوا أو يحققوا من الموضوعات التي وضعت لأهداف سياسية ومصلحيه ومزاجية، والشيء الخطير في هذا العصر أن المؤسسات الإعلامية والثقافية والتربوية في بلاد المسلمين تحاول أن تربي أجيال المسلمين على تقديس  هذه الذوات الوافدة من هنا وهناك، رجال الشرق والغرب والمغنيين والمغنيات والأقزام في تاريخ البشرية، بينما الشخصيات الحقيقة من أئمة أهل البيت (ع) وأتباعهم والمخلصين غائبة  عن ذهنيات ووعي هذا الجيل، فترى الإعلام والصحافة والمناهج المدرسية ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة لا تتعرض لائمة أهل البيت (ع) وأتباعهم، حتى لا يتربى الجيل على معرفة جهادهم وتضحياتهم من اجل الرسالة".


Image


ImageImage

وأشار الكشميري إلى، أن "هذا نهج ومخطط رهيب لمسخ شباب الأمة وإقصائها عن مسيرتها الحقيقية التي رسمها لعا النبي (ص) والأئمة (ع) بقوله (مثل أهل بيتي في أمتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هل) وقوله (مثل أهل بيتي في أمتي مثل النجوم كلما آفل نجم طلع نجم) وقول الإمام الصادق (ع) لسلمه ابن كهيل والحكم بن عتيبة (شرقا وغربا لن تجدا علما صحيحا الا شيئا يخرج عندنا أهل البيت) وعنه (ع) (أما انه ليس عند احد علم ولاحق ولا فتيا إلا شئ اخذ عن علي بن أبي طالب عليه السلام وعنا أهل البيت، وما من قضاء يقضى به حق وصواب الا بدء ذلك ومفتاحه وسببه وعلمه من علي عليه السلام ومنا)".


Image

وزاد، أن "من هذا المؤتمر نحمل المعنيين من العلماء والخطباء والمبلغين والتربويين والأدباء والمؤسسات الإسلامية والثقافية بكل فصائلها، مسؤولية تربية أبنائنا على خط اهل البيت(ع)  ومنهجهم والتعرف على الشخصيات الرائدة في الرسالة الإسلامية، وما انعقاد هذا المؤتمر الا لتعريف الأمة بقمة من القمم الرائدة في الرسالة الإسلامية الا وهو الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) الذي هو من اهل بيت  اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وواحد من أولئك النجباء الأصفياء وقائد الإسلام والرسالة والأمة ومن المعنيين بقوله تعالى (وَجَعَلْنَٰهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِمْ فِعْلَ ٱلْخَيْرَٰتِ وَإِقَامَ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءَ ٱلزَّكَوٰةِ ۖ وَكَانُواْ لَنَا عَٰبِدِينَ) (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون)".

وقال الكشميري، أن "الحديث عن هذا الإمام لا ينتهي ولا ينضب لأنه (ع) بحر ر سواحل له وقمة لا نهاية لها، وما عسانا أن نقول ونحن أصحاب الأنظار الكليلة من ان نبلغ القمم الشامخة، وما عسانا أن نستجدي من حياة الإمام (ع) التي كلها عطاء وفيض الهي لا ينضب".

واسترسل الكشميري، أنه "أرى نفسي مضطرا إلى طرح بعض اللقطات عن حياة الإمام العظيم ذي الشأن الكبير، ان دراسة حياة الإمام الصادق (ع) تحتاج الى عدة متخصصين، لان لمدرسته جوانب متعددة لا يستطيع مفكر أو عالم أن يستوعبها، وعلى سبيل المثال للإمام(ع) مدرسة طبية وأراء في الصحة العامة، فالفقيه والمتحدث والمؤرخ لا يستطيع أن يتحدث عن هذه المسائل بالروعة التي يتحدث عنها أصحاب الاختصاص من الأطباء".

1- للإمام (ع) مدرسة في الكيمياء والفيزياء والطبيعيات، فالخطيب والمبلغ لا يستطيع أن يطرح هذه الأفكار بالتحليل الدقيق كما يطرحها أرباب الفت في هذه العلوم.

2- للإمام (ع) أراء في عالم الفلك، فمن الذي يستطيع أن يطرح الأفكار بشكل دقيق غير الفلكي الذي له خبرة واسعة في هذا العلم وفي هذا المجال. 

3- للإمام (ع) أراء في علم وظائف أعضاء الإنسان، والتي تحدث عنها بشكل مسهب، فلا يستطيع الفقهاء والخطباء ان يتحدثوا عنها بمثل ما يتحدث عتها أصحاب الاختصاص في هذا العلم.


ImageImageImageImage

4- للإمام (ع) نظريات في علم الوراثة وفي الطب النفسي وطب الأطفال والتربية والأخلاق وغيرها، فلابد من وجود ذوي اختصاص يشرحون هذه العلوم والمعارف.

واستطرد الكشميري، "الخلاصة إننا لا نستطيع فهم شخصية الإمام (ع) وآفاق مدرسته الا من خلال لجان تخصصية توضح لنا ما تركه من تراث ضخم في شتى المجالات، مضافا إلى ما ذكرناه فأن الإمام الصادق صاحب منهج علمي وهذا المنهج العلمي لابد أن يتوفر له متخصصون لدراسته سواء كان في مجال التجربة العلمية أو من خلال المنهج في مناقشة ومعالجة الأفكار والنظريات، وقد ربى الإمام(ع) تلامذته على هذا المنهج العلمي في مناقشتهم للأفكار والاتجاهات والتيارات، فهذا المنهج العلمي يحتاج إلى دراسة مستوعبة يجدر بالمتخصصين أن يوضحوها ويشرحوها تماما هذا أولا".

ثانيا: إن الإمام (ع) هو أول من وضع نظام التخصص ووضع الأسس الرصينة لها، لا كما يدعي البعض من علماء الغرب هم الذين اقترحوا المنهج التخصصي والتجريبي، فالإمام الصادق(ع) هو الذي وضع المنهج العلمي في مناقشة النظريات والآراء.

ثالثا: إن الإمام (ع) لم يذكر هذه العلوم فحسب بل ربى لها تلامذة أذكياء فمثلا:

أ- في علوم الشريعة من الفقه والأصول والحديث، كان زرارة وأبي بصير وأبان بن تغلب الذي روى عن الإمام(ع) ثلاثين ألف حديث ومحمد بن مسلم والذي روى عن الإمام ستة عشر إلف حديث وجميل الدراج وآخرون من أفذاذ المدرسة حتى قال قائلهم (رأيت في نسجد الكوفة 900 شيخ كلهم يقول حدثني جعفر بن محمد الصادق)، ولوجود هذه الكوكبة من العلماء والفقهاء نرى كثرة الحديث المروي عن الإمام الصادق (ع) بحيث لم يروي عن احد المعصومين بقدر ما روي عنه، حتى جمع المتأخرون من علماء الشيعة عشرات المجلدات من مختلف المعارف وقد بلغ عدد طلاب هذه المدرسة في زمن الإمام الصادق (ع) أربعة آلاف طالب.

ب- في الفلسفة وعلم الكلام كان هشام بن الحكم ومؤمن الطاق ومحمد الطيار وغيرهم.

ت- في الحكمة وأسرار الكون وأسرار وجود الإنسان كان المفصل بن عمر صاحب كتاب توحيد المفضل.

ث- في الكيمياء كان جابر بن حيان الذي الف في هذا العلم وفي الفيزياء والطب زهاء 500 رسالة كلها من إملاء الإمام الصادق (ع) وقد ترجمها الغربيون واستفادوا منها وأفادوا الآخرين، ولكن من المؤسف قل ما يطرح جابر وغيره من تلامذة الإمام (ع) في مدارس المسلمين وكتبهم وصحفهم وقنواتهم.

هذه بعض ملامح جامعة الإمام الصادق (ع) التخصصية فأين المسلمون اليوم من هذه المدرسة وأين صحفهم وقنواتهم وفضائياتهم ومناهجهم التربوية، لتعرف الملا بهذه العلوم والمعارف الربانية لتنير لهم خارطة الطريق وفق المنهج الإسلامي الأصيل.

رابعا : يجب علينا إن تعرف الأجيال بأن فقهاء المذاهب الإسلامية كانوا كلهم تلامذة الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع)  أما مباشرة أو بالواسطة، فالإمام أبي حنيفة والإمام مالك ومحمد بن الحسن الشيباني وسفيان الثوري هؤلاء أقطاب الفكر الإسلامي في تاريخ المسلمين كانوا من تلامذة الإمام الصادق (ع)،


أما الإمام الشافعي فقد تتلمذ بالواسطة على يد الإمام(ع) لأنه تتلمذ على يد مالك والشيباني وسفيان وكلهم تتلمذوا على يد الإمام، أما احمد بن حنبل فقد تتلمذ على يد الشافعي والأخير تتلمذ على يد الامام (ع).


وخلاصة القول إن الإمام الصادق (ع) هو أستاذ المذاهب والفقهاء حتى قال ابن أبي الحديد (ان علم المذاهب الأربعة راجع إلى الإمام الصادق في الفكر) وقال المؤرخ الشهير أبو نعيم الاصفهاني (روى عن جعفر عدة من التابعين ومنهم يحي بن سعيد الأنصاري وأيوب السختياني وأبان بن تغلب وأبو عمر العلا ويزيد بن عبدالله بن الهاد وحدث عنه من الأئمة الأعلام مالك بن انس وشعبة بن الحجاج وسفيان الثوري وابن جريح وعبيدالله ىبن عمرو وروح بن القاسم بن عيين) إذا عرفنا هذا صح لنا القول بان العلوم الإسلامية الأصيلة كلها ترجع إلى الإمام الصادق(ع) والى مدرسته فقط، فأين المعنيون بشؤون الأمة لبيان ما ذكرناه من هذه الحقائق للشباب ليتعرفوا على قادتهم وسادتهم الحقيقيين ممن أمرنا بإتباعهم والسير على نهجهم لقول رسول الله (واني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ان تمسكتم بهما لن تضلوا) وما انعقاد هذا المؤتمر وطرح بعض الملامح فيه من المشاركين  الا ليتنور المسلمون وشبابهم بما قدمه أئمة أهل البيت (ع) من عطاء لا حدود له ولانهاية، بدءا من مولى الموحدين وإمام المتقين علي أمير المؤمنين وانتهاء بالإمام الحسن العسكري (ع) ولذا أقولها بصراحة إننا إذا فصلنا تاريخ أهل النبي (ع) وسيرتهم وتضحياتهم من اجل الرسالة مكون قد جهلنا الإسلام الحقيق وهذا ونسال المولى سبحانه وتعالى أن يوفقنا إلى الالتزام بنهج أهل البيت(ع).


Image


ImageImageImage

من جانبه قال السيد حسين الصدر في كلمة له خلال المؤتمر بعنوان (محورية الخالق في النموذج الديني للحياة وحمايته للأسرة في عصرنا الحالي، إن "تفسير الواقع الذي نعيش فيه له أساسان أو منهجان، أما الهي رباني ديني يعتمد على محورية الخالق، أو بشري يعتمد محورية الفرد".

وأضاف، أن "النموذج الديني للحياة يتبنى محورية الخالق فهو أساس الوجود وهو الذي يصف الواقع ويحدد الصواب و الخطأ، والنموذج البشري يتبنى محورية الفرد، فهو الذي يفسر ويحدد أوصافه وهذا النموذج السائد في المجتمعات الغربية".

وأشار إلى، أنه "نحن كمؤمنين يحب علينا الحذر من ان نتبنى محورية الفرد و"نشركها" في تفسيرنا للحياة وبذلك نسير إلى الفخ الذي وقع فيه الكثيرون وتاهوا في ألفاظ وأوصاف ومعاني لا حقيقة لوجودها في الواقع ولم تزدهم "سرعة السير الا بعدا" كما قال أمامنا الصادق (ع)".

وزاد، "وقد نتبنى العنوان الديني وعنوان والنموذج الرباني بشكل عام، لكننا نقع تحت ضغط المنهج الفردي الالحادي ونخضع له ونتبنى بعض تفسيراته للحياة، والمثال الواضح في عصرنا هذا هو تداول بعض المجتمعات في القرون الثلاث الأخيرة للفظ  "الهوية الجنسية" أو " التوجه الجنسي" في تفرعاته المتعددة من المغاير الجنسي (heterosexual ) والمماثل الجنسي ( homosexual) وغيرها، وعرضه كجزء من ذات الإنسان، وهذا الوصف هو مبني على محورية الفرد وكوته هو الذي يصف الواقع، وهم أحرار في تمسكهم بهذا النموذج "ولكم دينكم ولي دين" "لا تسالوا عما أجرمنا ولا نسأل عما تعلمون".

وبين، أنه "اما بالنسبة لنا، فلسنا ملزمين بهذا الوصف، ولا يوجد في ترثنا الديني أي إشارة إلى وجود "توجه جنسي" أو  "هوية جنسية" للفرد أبدا، بالنسبة لنا الممارسة الجنسية هي "سلوك" يمكن التحكم به، ولا يعبر عن هوية ذاتيه، وكل الممارسات الجنسية في نظر النموذج الديني هي ذنوب الا الزواج بيم الرجل والمرأة، والذي يتضمن شروطا محددة، فما يعبرون عنه حسب تفسيرهم للحياة انه توجه جنسي ذاتي واستجابة لأمر لا يمكن التحكم فيه، هو بالنسبة لنا احد أنماط السلوك التي يمكن التحكم بها، وهو ليس نابع من أمر ذاتي، بل هو شهوة يمكن توجيهها حسب إرادة الإنسان، فلا يوجد عندما مغاير جنسي أو مماثل جنسي أو غيرها بل هو الإنسان الذي كرمه الله تعالى بالعقل ودعاه إلى طاعته ولن يكون الله محورا لحياته، حاضرا معه في كل لحظاته وأفكاره وسكناته وحركاته، وان يسير الإنسان ويرجع ويكدح إلى ربه حتى يلقاه يوم القيامة فينال القرب والدرجة الرفيعة وبذلك تكون محورية الخالق والتمسك بها، هي المخرج الفكري الوحيد لنا لمواجهة الضغط الشديد الذي تتعرض له مجتمعاتنا ضمن هذه الهجمة المنظمة ضد الدين والتدين والقيم الدينية.  


ImageImage


من جهته قدم الدكتور تحسين فاضل عباس ورقة بحثية بعنوان، الإمام الصادق (ع) والنظرية الحديثة في فسلجة القلب.

وتنطلق فكرة الورقة البحثية من قول الإمام الصادق "العقل مسكنة القلب" ويقول الدكتور تحسين انه، إلى سنوات ماضية قريبة ، هذا الكلام غريب علميا فالدماغ وظيفيا لا يرتبط بالقلب ولكن الأبحاث العلمية الحديثة وجدت تأثير القلب في قرار العقل وسموا القلب بالدماغ المصغر لاحتوائه على شبكة عصبية معقدة ممكن ان تعمل بطرقة مستقلة عن الدماغ القحفي وله ذكرياته الخاصة.

ويضيف، أن "الاستشارة العاطفية من القلب تؤثر في قرار العقل وهناك ثلاثة مجالات رئيسة للذكاء العصبي يكون في الرأس والقلب والأمعاء، وفي عام 2004 ذكرت بعض البحوث تم القلب يؤثر على الهياكل العصبية للدماغ والتي تشارك بعمق في التنظيم المعرفي والعاطفي".


ImageImageImage


وقدم الدكتور قيس الكرام  مدير مركز الغري ورقة بحثية بعنوان استدلالات طبية في أحاديث الإمام الصادق (ع)، مع ذكر أحاديث للإمام مع الاستعانة بالخبرة الطبية كدكتور عائلة لإبراز الدلالات الطبية فيها.

الحديث الأول: "لو اقتصد الناس في المطعم لاستقامت أبدانهم"

الحديث الثاني: "النوم راحة الجسد والنطق راحة الروح والسكوت راحة العقل".

الحديث الثالث: "اجتنب الدواء ما تحمل بدنك الداء".


وأشار  في كلمته الى أن فكر ونهج الامام الصادق (ع) في تسيير أمور الحياة في كافة المجالات كانت هي المعيار التي استندت عليه فيما بعد شعوب العالم المختلفة والتي بحد ذاتها هي معيار للانسانية الحقيقية المتجلية في نفوس البشر بغض النظر الى الدين والمعتقد والطائفة.


إلى ذلك قدم السيد محمد عامر ورقة بحثية بعنوان "منهج الإمام الصادق (ع) مع مخالفيه.

وقال عامر في كلمة خلال المؤتمر، إن "الأئمة هم مظهر رحمة الله، ومع أنهم احرص الناس على الدين، لم يتعاملوا مع مخالفيهم بهذا التشنج المعهود في أوساطنا، وأمروا بالموادعة وعدم استفزاز الآخر وتحمل الضيم".

وأضاف، أن "نهى الإمام الصادق (ع) عن الخوض فيما ابتلي به الآخرون من قضايا جدلية مثل مسألة خلق القرآن ومسألة القضاء والقدر، وكان يعلم أصحابة كيف يردوا على المخالفين في هذه القضايا اذا اضطروا إلى ذلك، وكان يأمر بالحوار الهادئ وإظهار الترابط فيما بين أبناء الأمة الخاتمة، والنهي عن الخصومة في الدين.

وزاد، أن "الإمام قال كونوا دعاة لنا بغير السنتكم... كونوا دعاة لنا صامتين".

وطرح عامر نماذج عن الحوار مع المخالفين، حوار الصادق مع ابي حنيفة وحواره مع الدصاني وحواره مع ابن أبي العوجاء وشهادة ابن المقفع وابن أبي العوجاء له عليه السلام  وتأهيله بعض أصحابه للقدرة على الرد على المخالفين ونهيه عن الخوض في ذلك".


فيما انشد الشاعر الدكتور إبراهيم العاتي قصيدة بعنوان "الإمام الصادق ينبوع العلم والمعرفة".


Image


وقدم الشيخ محمد جواد الدمستاني بحثا بعنوان الإمام الصادق (ع) في الأمن الاجتماعي 

وقال الدمستاني، إن "البحث يرتبط بعنوان المؤتمر والمتعلق بفكر الإمام الصادق عليه السلام، وعلاقته بالقضايا المعاصرة ويتناول الأمن وأهمية الأمن من روايات الإمام الصادق(ع)".

وأضاف، أن "الأمن أو لامان هو الشعور بالطمأنينة والحماية، والسلامة من الشرور والبعد عن المخاطر وعدم الضرر والخسارة وعدم الخوف والخشية، والأمن الاجتماعي هو سلامة المجتمع من تلك الأخطار والشرور والصراعات والحروب، وهو ضرورة لكل المجتمعات في كل عصر ومكان، فنعمة الأمن هي إحدى النعم الكبرى في المجتمعات وحيث لا أمن فلا طمأنينة ولا استقرار نفسي أو اجتماعي وقد يؤدي إلى حروب وصراعات".


وزاد، "هذه النعمة مستورة كما روي عن الإمام الصادق (ع) عن آبائه عن جدة رسول الله (ص) "نعمتان مكفورتان الأمن والعافية".


وأشار إلى أنه "في روايات الإمام الصادق (ع) عدد من الإشارات حول الأمن والأمان ومنها (إن نعمة الأمن هي أهم النعم في الدنيا)، وروي عنه عليه السلام  (النعم في الدنيا وصحة الجسم وتمام النعمة في الآخرة دخول الجنة)، وفي موضع آخر يشير الإمام (ع) إلى أن الأمن سبب رئيسي للاستقرار النفسي وراحة البال على المستوى الشخصي وبالتالي على مستوى المجتمع والأمة لان المجتمع مجموع الأفراد فقد روي عنه  عليه السلام قوله (خمس من لم تكن فيه لم يتهن بالعيش والصحة والأمن والغنى والقناعة والأنس الموافق)، وفي إشارة أخرى ذكر الإمام الصادق (ع) أن الأمن من ضروريات حوائج الناس، أي على مستوى المجتمع فقد روي عنه (ع) (ثلاثة أشياء يحتاج الناس طرا إليها الأمن والعدل والخصب".




وفي ختام المؤتمر، شكر ممثل المرجعية في أوروبا السيد مرتضى الكشميري، كل من حضر وتجشم عناء السفر والحضور من العلماء والمفكرين وشكر مركز الغري في انتويربن على استضافة المؤتمر./انتهى


 

المصدر: بلجيكا/ روافدنيوز/ رئيس التحرير

أخبار ذات صلة

حقوق النشر محفوظة موقع وكالة روافد نيوز الاخبارية وليس كل ماينشر يمثل يالضرورة رأي الوكالة

تطوير مزيان مزيان | Zaina CMS