التشكيلية المغربية لمياء الكرماعي.. التشكيل ينطلق من البياض لابراز فكرة أو رسالة أو نظرية

المعرفة  بالاشياء فن، بيد أن  كيفية التعلُم فن آخر قائم بذاته، وهذا يعني العقل بالحقيقة وتذوق الجمال الذي يوصلنا إلى الفن باعتباره أداة وسلاح سحري في يد الانسان وصراعه في البقاء ذلك هو الفن التشكيلي الملامس للواقع الممزوج بالماضي والحاضر والمستقبل.

ضيفة لقاءانا هذا الفنانة التشكيلية المغربية الطموحة لمياء الكرماعي سنخوض معها في هذا اللقاء البدايات والانطلاقة الحقيقية لفن جديد على المغرب.

لكل إنسان بدايات وهوايات، نبذة مختصرة عن نفسك وبداياتك في الرسم؟

فنانة صديقة للبيئة بامتياز.. أرسم على العلب الفارغة وأكياس النفايات

لمياء الكرماعي فنانة تشكيلية مغربية عصامية من مواليد مدينة الدار البيضاء ، فاعلة جمعوية، دكتورة في علم الاقتصاد و التسيير، سيدة أعمال في مجال التعليم الرقمي،

بدأت الرسم منذ الطفولة في سن 13، حيث كنت أرسم الطبيعة و الشخصيات الكرتونية كما كنت أقوم بتدوير كل ما يجود به المطبخ من علب فارغة و أكياس المشتريات، كنت أعتبر نفسي صديقة البيئة بامتياز.

مدارس الفن التشكيلي كثيرة ومتعددة لأي واحدة تنتمي الفنانة "لمياء الجركاعي".؟

أنتمي للسريالية الرمزية ولوحاتي تجسد الأفكار والأحلام 

- أنتمي إلى المدرسة السريالية الرمزية المتقدمة، حيث اعتمدت في لوحاتي، على تجسيد الأحلام و الأفكار بطابعي الخاص الذي مكنني من استعادة ما في ذاكرتي بالدرجة الأولى مع استخدام رموز و ألوان تعطي للفكرة المجسدة أبعادا و قراءات نقدية جادة و متنوعة.

هل لكِ علاقة بالفن السريالي وهل تجسدت تلك العلاقة في لوحاتك؟

- بالتأكيد لي علاقة بالفن التشكيلي السريالي، بما أن أعمالي تنتمي إلى المدرسة السريالية الرمزية التي تتمحور حول الشخوص او الرموز كالذهب، القمر ، السلسلة.. التي لها دلالات في الرسالة المقصود إيصالها.

دمج الواقع بالتجارب العاطفية للوصول الى السلام الذي يبحث عنه الفنان هل يمكن القول بانه تجسد في لوحاتك؟

افرغ الشحنات والهواجس... التشكيل حررني من كل القيود

- بحكم أنني زوجة و أم لطفيلين و بحكم عملي وما يترتب عنه من ضغوطات ورهانات، فأنا أحتاج إلى طاقة و جهد أستمدهما من الفن التشكيلي الذي حررني من كل القيود المهنية والمجتمعية ومكنني من الاشتغال بكل جرأة و أريحية استطعت من خلالهما إفراغ الشحنات والهواجس كأفكار على اللوحة ومن تم تشكيلها وتزيينها بالألوان حتى تصير في أبهى حلة.

ما الذي يميز لوحاتك عن بقية الفنانين وهل ابتعدت عن الشكلية المتبعة لدى الفنانين في تناول موضوعاتهم؟

أبحث عن فضاء رحب يتماشي مع شخصيتي البوهيمية

-طريقة تناول المواضيع التي من خلالها أحاول تبسيط الفكرة للمتلقي لتصله بأبهى حلة، اشتغالي على مقاسات كبيرة، فأنا إنسانة تبحث عن فضاء رحب من الحرية و الاندماج يتماشى مع شخصيتي البوهيمية التي تحب الحركية.

قوة التعامل مع اللون: فاختياري للألوان الفاقعة أو المشعة يكون أكثر شدا للانتباه و الاهتمام بالنسبة للمتلقي والناقد الجمالي وكذا مقتني أو مجمع  الأعمال الفنية، حرية التطبيق وتبسيط الفكرة للمتلقي.

التراث والموروث الشعبي للبلدان يحتل حيز كبير في نفوس الناس فهل تجسدت تلك المسميات في لوحاتك وأيهما اقرب اليك الفن الشعبي أم التشكيلي الذي يربط الخيال بالواقع؟

التشكيل ينطلق من البياض لابراز فكرة أو رسالة أو نظرية

- بكل تأكيد.. فأنا كفنانة أفتخر بهويتي المغربية العربية الإسلامية والأفريقية وذلك يظهر جليا في لوحاتي من حيث الأفكار وطريقة التعامل مع الألوان وكذلك الشخصيات، حيث تجد المرأة حاضرة كما الرجل في صورة تكاملية دون إغفال جانب التضامن الأسري، كما قمت باستحضار الهندام المنتمي لفترة ما من الزمن تعبيرا عن عراقة بلدي وتجذره في التاريخ ليبقى الفن التشكيلي جسر تواصل بين الماضي و الحاضر.

بالنسبة لي، الفن التشكيلي لا يمكن تمييزه عن باقي الفنون و لايمكن تقسيمه إلى أبعاد، فكل فن يتلاقى في شخصية معينة، وشخصيتي أكثر ميولا إلى الموسيقى او الغناء او الرقص او التشكيل او كتابة الشعر لكنني وجدت نفسي أكثر تحررا و أكثر عطاء في الفن التشكيلي؛ فهو  الذي ينطلق من البياض لابراز فكرة أو رسالة أو نظرية.

هل سبق لكِ المشاركة بمهرجانات أو معارض اقيمت خارج المغرب ومافائدة المشاركة فيها ؟

شاركت في معارض وطنية ودولية، أعمالي تعدت حدود المجال الوطني استفدت تجربة الاحتكاك حيت  اعطتني الخبرة وفكرة الرأي الآخر حيت تبتعد عن المفهوم المتوارث وتبحث عن الرأي الآخر  لأنها مقياس أو ميزان لإعمالك.

أين يكمن طموحك في الفن وهل تعتقدين انكِ بالاتجاه الصحيح لتحقيق طموحك؟

-النجاح مقرون بالاجتهاد والعمل المتواصل، وأنا أسير في هذا الإتجاه، التميز بالنسبة لي كفنانة تشكيلية عصامية هو ما أنا فيه الآن وما أشتغل عليه من أفكار وألوان مما مكنني من وضع بصمتي الخاصة فاستطعت تجميع ما تفرق عند غيري.

ما هي رسالتك لمن يحب الفن التشكيلي وخصوصاً المبتدئين؟

نحن نجسد الافكار بالرسم ويجب ان نتقبل النقد

-رسالتي الفنية هو أن الفن التشكيلي تعبير عن أحاسيس وتصالح مع الذات وتجاوب معها هو ربح معنوي أكثر منه مادي، انفتاح على العالم ولقاءات حقيقية بعيدة عن المجاملات لمساندة التوجه الصحيح للفنان، على الفنان ان يؤمن بأن مستقبله الفني بيده وليس بيد الآخرين وبأن أعماله الفنية هي سبب نجاحاته وهي من ستتكلم باسمه وليس العكس، و بما أننا نجسد افكارا عبر اللوحات فعلى الفنان ان  يتقبل النقد فعندما تتقبل النقد فأنت إنسان ناجح انطلاقا من أن الفكرة تناقش عبر الرأي وحرية تعبير .

هل من كلمة في ختام هذا اللقاء؟

- أشكر قناة روافد نيوز في شخص الأستاذ عباس الصالحي الذي أتاح لي فرصة هذا اللقاء ليكون جسر تواصل بيني وبين القراء والنقاد والمتلقين والمهتمين بالعمل الفني التشكيلي بالمغرب وعبر العالم.