هل سينهي الاتفاق الإيراني – السعودي الحروب بالوكالة في العراق؟

تاريخ النشر : 2023-03-14 08:56:01 أخر تحديث : 2024-04-19 01:36:40

هل سينهي الاتفاق الإيراني – السعودي الحروب بالوكالة في العراق؟

نشرت صحيفة ميدل ايست مونتير البريطانية، تقريراً صحفياً بعنوان "هل شرب بن سلمان السم لإنهاء الانقسام مع إيران؟"، بعد عودة المفاوضات بين طهران والرياض مؤخراً.


وذكر التقرير: "لا شك في أن إعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران هي أنباء رئيسية فاجأت الجميع تقريبًا رغم تسريبات عن وساطة عمانية إقليمية أخرى. منذ أبريل 2021، على سبيل المثال، استضافت بغداد خمس جولات من المحادثات بين البلدين المتقاتلين على النفوذ الإقليمي وقيادة العالم الإسلامي. لكن المنفعة الوحيدة كانت الهدنة في اليمن، التي لا تزال صامدة إلى حد ما".



وبينت الصحيفة: "وفجأة، أعلنت بكين عن اتفاق تم برعايتها للسعودية وإيران لاستعادة العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح سفارتيهما في غضون أشهر. لماذا بعد شهرين وليس على الفور؟ هل هذا لاختبار المياه وإظهار النوايا الحسنة؟ هل هذه رسالة ل‍واشنطن وتل أبيب بأنهم ينتظرون ردا؟ أم أن هناك أهداف أخرى؟".



وأضافت، أن "هناك العديد من الأسئلة الأخرى المحيطة بهذه القضية. لماذا الآن وماذا ستكون التداعيات الإقليمية؟ لماذا الصين وليس عمان أو العراق؟ هل يعني ذلك إنهاء الحروب الإقليمية بالوكالة في العراق، واليمن، وسوريا، ولبنان؟ هل الاتفاق تكتيكي أم استراتيجي؟ هل يعني هذا أن السعودية تتجه نحو الشرق بعيداً عن واشنطن نتيجة سياسات الرئيس الأمريكي جو بايدن تجاه المملكة؟ نعم، زار بايدن الرياض في يوليو الماضي لاسترضاء ولي العهد والحاكم الفعلي محمد بن سلمان، لكنه لم يحصل على ما يريد، وقال صراحة إن الولايات المتحدة لن تترك فراغًا في الشرق الأوسط تملأه الصين أو روسيا، وأنه لن يسمح لهم بالتسلل إلى الشرق الأوسط. زار الرئيس الصيني شي جين بينغ المملكة في ديسمبر، ولاقى ترحيبا حارا".



وذكر التقرير: "ومع ذلك، فقد رحبت الولايات المتحدة على ما يبدو بالاتفاق السعودي الإيراني، وفقًا للمتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي. وقال إن واشنطن تأمل أن يعني ذلك إنهاء الحرب في اليمن ويساعد على تخفيف التوتر في الشرق الأوسط. ومع ذلك، أعرب عن شكوكه فيما يتعلق بمدى التزام طهران بالاتفاق: "يبقى أن نرى ما إذا كان الإيرانيون سيحترمون جانبهم من الصفقة".



واستدركت الصحيفة، بالقول: "نحن نعلم أن الدبلوماسية الدولية تتطلب في كثير من الأحيان قول شيء وفعل شيء آخر، لذلك ربما يهدف هذا البيان إلى حفظ ماء الوجه للولايات المتحدة، وإعطاء الانطباع بأن الاتفاقية تم التوصل إليها بمعرفة واشنطن ومباركتها. من الواضح أنها لم ترض الولايات المتحدة وأغضبت إسرائيل، خاصة وأن السعودية تعتبر أحد حلفائها الخليجيين في محور استراتيجي ضد إيران. في حين لم يتم الإعلان صراحة عن تحالف سعودي-إسرائيلي، كانت المناقشات تجري خلف أبواب مغلقة لمدة عامين على الأقل. حتى أن المملكة العربية السعودية فتحت مجالها الجوي للطائرات الإسرائيلية منذ يوليو من العام الماضي. بافتراض إعادة فتح السفارات كما هو متفق عليه، هل سنرى طائرات حربية إسرائيلية تحلق فوق السعودية لضرب إيران؟ من الواضح أن الوضع أصبح أكثر تعقيدًا، ولا تزال المملكة قلقة من برنامج إيران النووي وتنتظر الضربة الأمريكية الإسرائيلية على منشآتها طوال العقد الماضي. وبالتالي، فإن الرياض الآن في موقف حرج، على الرغم من أنها تأمل على الأرجح في أن الهجوم على إيران لن يستخدم المجال الجوي السعودي حتى لا تتدخل بشكل مباشر ويواجه الانتقام الإيراني".



وأشارت الى، أن "الرياض قطعت علاقاتها مع طهران في يناير 2016، إثر هجوم على سفارتها في العاصمة الإيرانية وقنصليتها في مدينة مشهد، من قبل محتجين على إعدام المملكة رجل الدين الشيعي نمر النمر. إيران والمملكة العربية السعودية قوتان إقليميتان ومصدران رئيسيان للنفط يتمتعان بمواقع جيوسياسية واستراتيجية مهمة في الشرق الأوسط. غالبًا ما شاب علاقاتهم التوتر، مع مصالحة عرضية وتحسنات قصيرة العمر نسبيًا منذ حكم الشاه محمد رضا بهلوي. ومع ذلك، لم تكن خلافاتهما أيديولوجية، ولم يستخدم أي منهما الورقة السنية الشيعية إلا بعد انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979. كان كلا البلدين حليفين للولايات المتحدة التي نظمت علاقاتهما، ولكن بعد نجاح آية الله الخميني".



وأكدت الصحيفة: "ومنذ ذلك الحين، استندت سياسات طهران وعلاقاتها الخارجية إلى هذا العداء الذي تحركه أيديولوجية تعتمد على تصدير الثورة الإسلامية والتنافس مع السعودية على قيادة العالم الإسلامي. ودفع ذلك السعودية إلى دعم الرئيس العراقي السابق صدام حسين مادياً وعسكرياً في حربه ضد إيران التي استمرت ثماني سنوات حتى "شرب الخميني السم"، على حد تعبيره، ووضع حد لها".



وبين التقرير: "والآن يبدو أن ولي العهد السعودي (شرب السم) لإنهاء القطيعة مع إيران بعد أن فشل ذريعًا في حربه ضد اليمن التي استمرت ثماني سنوات دون تحقيق أي من أهدافها. وكان هو الذي هدد إيران بنقل المعركة إلى قلب طهران بعد أن تعرضت المملكة للقصف بصواريخ إيرانية يستخدمها الحوثيون اليمنيون وكلاء إيران في اليمن".



واتمت الصحيفة، أن "قرار بن سلمان التوجه نحو الشرق وإبعاد نفسه عن فلك الولايات المتحدة هو في حد ذاته خطوة استراتيجية تنطوي على مخاطر جسيمة داخليًا وقد تكلفه الكثير، بما في ذلك أرضه وربما عرشه. يد أمريكا على كل المؤسسات في المملكة ويمكن ل‍واشنطن أن تغير المشهد السعودي برمته. قد يكون هذا هو السبب، حسبما ورد، في عرض الأمير السعودي التطبيع مع إسرائيل مقابل الحماية الأمريكية، والمساعدة في برنامج نووي مدني ورفع القيود المفروضة على مبيعات الأسلحة"./انتهى

المصدر: روافدنيوز/ متابعة

أخبار ذات صلة

حقوق النشر محفوظة موقع وكالة روافد نيوز الاخبارية وليس كل ماينشر يمثل يالضرورة رأي الوكالة

تطوير مزيان مزيان | Zaina CMS