اليونسكو : قطر من الدول الأولى الداعمة للتراث العالمي
تاريخ النشر : 2014-06-21 13:52:01 أخر تحديث : 2024-11-21 11:38:31
روافد نيوز/الدوحة/وكالات/متابعة/
الدوحة –قنا
تقدمت السيدة ايرينا بوكوفا مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بالشكر الجزيل لدولة قطر على الدعم اللامحدود الذي تقدمه للمنظمة من أجل دعم وصون التراث العالمي وحمايته من الخطر، مؤكدة أن دولة قطر تعتبر من الدول الأولى الداعمة في هذا المجال، والذي تجسد خلال الأيام الماضية في إعلان الحكومة القطرية بدعم صندوق الطوارئ للتراث العالمي بمبلغ 10 ملايين دولار.
كما تقدمت مدير عام اليونسكو بشكر سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء متاحف قطر رئيس الدورة الثامنة والثلاثين للجنة التراث العالمي والتي تستضيفها الدوحة خلال الفترة من 15 إلى 25 يونيو الجاري، على استضافة دولة قطر لأعمال هذه الدورة وقيادة سعادتها لأعمالها، معربة عن امتنانها البالغ لرؤية دولة قطر وايمانها بحماية وصون التراث العالمي.
وأضافت بوكوفا ، خلال كلمة لها ألقتها في الجلسة العامة التي ترأستها عصر اليوم سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، " إن دعم دولة قطر في هذا المجال يرمز في المقام الأول إلى عمق الشراكة والتعاون بين قطر واليونسكو، والتي جسدتها بشكل كبير مبادرات سعادة الشيخة موزا بنت ناصر بصفتها المبعوث الخاص للتعليم لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)".
وقالت: " إن دعم دولة قطر للمنظمة جاء في وقته، حيث تتصاعد التهديدات حول العالم على مواقع التراث الانساني".. معربة عن أسفها البالغ على الأوضاع المأساوية التي تتعرض لها كل من العراق وسوريا على سبيل المثال.
وحذرت بوكوفا خلال كلمتها من مخاطر التطرف واستهداف المتطرفين لمواقع التراث الانساني، لافتة إلى أن استهداف التراث هو استهداف للهوية والثقافة الانسانية، داعية إلى ضرورة حماية هذه المواقع من مثل هذه التهديدات.
وشددت على أن التطرف يتخذ من تدمير الثقافة سلاحا له لإضعاف وإذلال الهوية الانسانية، وذلك بهدف تحقيق أهداف طائفية تسعى إلى تدمير العالم، مشيرة إلى أن هجمات المتطرفين تتعدى المواقع إلى الأشخاص المسؤولين عن حماية التراث الانساني، مثل الاعتداء الأخير الذي تعرض له مدير منتزه "فيرونجا" الوطني بجمهورية الكونغو الديموقراطية.
وأكدت بوكوفا أن التراث الانساني في أقطار عديدة يتعرض اليوم للهدم والنهب من قبل مجموعات وعصابات تستغل ما قد تتعرض له بعض المجتمعات في الوقت الراهن من اضطرابات اجتماعية، متخذة من هذا الضعف مدخلا لاستهداف الذاكرة التاريخية وتراث الشعوب، مثل ما تعرض له المتحف الإسلامي في القاهرة من هجوم ونهب.
وأضافت في هذا السياق : " إن الإرث الانساني يقع اليوم ضحية للنزاعات الأيديولوجية والهجمات الغادرة، حيث يستخدمه البعض كأداة تنشر الكراهية وتعزز الخلافات بين الشعوب بدلا من جعله مطية للحوار والتفاهم والسلام والوصال بين مختلف الشعوب".
ودعت مدير عام اليونسكو إلى ضرورة الاستجابة بقوة لدعوات حماية التراث العالمي من مثل هذه التهديدات، معتبرة أن حماية التراث من التهديد ما هو إلا حماية لأرواح البشر، وهو السبيل الأمثل لاستعادة المجتمعات عافيتها واستئناف الحوار.
ورأت بوكوفا أن حماية المواقع الأثرية وإعادة بناء ما هدم منها من الممكن أن يتحقق عن طريق الدعم المادي والسياسي من قبل دول العالم كافة، وضربت مثلا لما حدث في شيلي، حيث بذلت اليونسكو جهودا كبيرة لمكافحة النيران التي اندلعت في مقاطعة "فالباريزو"، وذلك للحد من الأضرار والمخاطر التي نتجت عن هذا الحريق.
كما ألمحت إلى تجربة اليونسكو في الفلبين أثناء اعصار هايان، مؤكدة أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم تعتزم تقديم الدعم الكامل للبحرين، حيث تتعرض أجزاء من مواقع صيد اللؤلؤ هناك إلى بعض المخاطر.
وأضافت مدير عام اليونسكو في ختام كلمتها : " في العام الماضي وجهت لجنة التراث العالمي نداءات عدة لإدراج بعض المواقع الأثرية السورية ضمن قائمة التراث المهدد بالخطر، وذلك نظرا لما تتعرض له من هجمات وتدمير، حيث أهابت اليونسكو بشركائها للنهوض بأعباء الحد من الدمار، والعمل ضد تهريب الآثار الثقافية والقيام بعمليات جرد للآثار لضمان حمايتها".
وفي وقت لاحق، أعلنت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو" إدراج قرية بتير الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة والتي يهددها جدار الفصل الإسرائيلي على قائمة "التراث العالمي".
وأعلن عن القرار إثر تصويت سري في إطار آلية عاجلة، حيث قوبل إعلان نتيجة التصويت بالترحيب من العديد من السفراء لدى "اليونيسكو" الذي بادروا بتهنئة نظيرهم ممثل فلسطين إلياس صنبر بعدما دافعوا عن القيمة الاستثنائية للقرية وأبرزوا الخطر الوشيك الذي يهددها خلافا لرأي خبراء المنظمة.
وقال صنبر أن "من صوتوا مع هذا القرار يقولون للمعارضين إن إسقاط الجدران وحده يضمن السلام والمصالحة واليوم، وفيما يتجاوز إدراج بتير، تتخذون قرارا شجاعا ضد الانغلاق والاستبعاد والهيمنة ،،إن هذه اللحظة ستظل محفورة في ذاكرة شعبي".
كما وافقت اللجنة أيضا على إدراج الموقع ذاته في قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر بعد اكتشاف أن الموقع قد أصبح عرضة للتدهور تحت تأثير التحولات الاجتماعية والثقافية والجغرافية السياسية التي يمكن أن تجلب ضررا لا يمكن إصلاحه لصحة وسلامة الموقع، مشيرة إلى ان بدء بناء جدار الفصل قد عزل المزارعين عن حقولهم التي يزرعون فيها لعدة قرون.
ومن ناحية أخرى بدأت اليوم اللجنة فحص 36 موقعا رشحت لإدراجها على قائمة التراث العالمي و كان الموقع الأول الذي ناقشته اللجنة هو موقع بتير في جنوب فلسطين أرض الزيتون والعنب باعتباره حالة طارئة.
وتقع بتير على بعد بضعة كيلومترات جنوب غربي القدس في المرتفعات الوسطى بين نابلس والخليل، ويضم مشهد تلة بتير سلسلة من الوديان معروفة باسم وديان ، مع المصاطب الحجرية المميزة، وبعضها المروية لإنتاج حديقة السوق، والبعض الآخر جاف ومزروعة بأشجار العنب وأشجار الزيتون ويدعم تطوير الزراعة في هذه المنطقة الجبلية من خلال شبكة من قنوات الري تغذيها المصادر الجوفية. ثم يتم استخدام النظام التقليدي للتوزيع لتقاسم المياه التي تم جمعها من خلال هذه الشبكة بين العائلات من قرية قريبة من بلدة بتير.
يشار إلى أن جدار الفصل الإسرائيلي في الضفة الغربية يعتبره الفلسطينيون رمزا للاحتلال حيث يطلقون عليه اسم "جدار الفصل العنصري".
يذكر أن الفلسطينيين كانوا قد حققوا في يونيو 2012 أول انتصار "تاريخي" تجلى في موافقة اليونيسكو على إدراج كنيسة المهد في بيت لحم بالضفة الغربية على قائمة التراث العالمي.
واعتبر رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني آنذاك أنها المرة الأولى التي تمارس فيها فلسطين حقها السيادي كدولة.
الدوحة –قنا
تقدمت السيدة ايرينا بوكوفا مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بالشكر الجزيل لدولة قطر على الدعم اللامحدود الذي تقدمه للمنظمة من أجل دعم وصون التراث العالمي وحمايته من الخطر، مؤكدة أن دولة قطر تعتبر من الدول الأولى الداعمة في هذا المجال، والذي تجسد خلال الأيام الماضية في إعلان الحكومة القطرية بدعم صندوق الطوارئ للتراث العالمي بمبلغ 10 ملايين دولار.
كما تقدمت مدير عام اليونسكو بشكر سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء متاحف قطر رئيس الدورة الثامنة والثلاثين للجنة التراث العالمي والتي تستضيفها الدوحة خلال الفترة من 15 إلى 25 يونيو الجاري، على استضافة دولة قطر لأعمال هذه الدورة وقيادة سعادتها لأعمالها، معربة عن امتنانها البالغ لرؤية دولة قطر وايمانها بحماية وصون التراث العالمي.
وأضافت بوكوفا ، خلال كلمة لها ألقتها في الجلسة العامة التي ترأستها عصر اليوم سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، " إن دعم دولة قطر في هذا المجال يرمز في المقام الأول إلى عمق الشراكة والتعاون بين قطر واليونسكو، والتي جسدتها بشكل كبير مبادرات سعادة الشيخة موزا بنت ناصر بصفتها المبعوث الخاص للتعليم لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)".
وقالت: " إن دعم دولة قطر للمنظمة جاء في وقته، حيث تتصاعد التهديدات حول العالم على مواقع التراث الانساني".. معربة عن أسفها البالغ على الأوضاع المأساوية التي تتعرض لها كل من العراق وسوريا على سبيل المثال.
وحذرت بوكوفا خلال كلمتها من مخاطر التطرف واستهداف المتطرفين لمواقع التراث الانساني، لافتة إلى أن استهداف التراث هو استهداف للهوية والثقافة الانسانية، داعية إلى ضرورة حماية هذه المواقع من مثل هذه التهديدات.
وشددت على أن التطرف يتخذ من تدمير الثقافة سلاحا له لإضعاف وإذلال الهوية الانسانية، وذلك بهدف تحقيق أهداف طائفية تسعى إلى تدمير العالم، مشيرة إلى أن هجمات المتطرفين تتعدى المواقع إلى الأشخاص المسؤولين عن حماية التراث الانساني، مثل الاعتداء الأخير الذي تعرض له مدير منتزه "فيرونجا" الوطني بجمهورية الكونغو الديموقراطية.
وأكدت بوكوفا أن التراث الانساني في أقطار عديدة يتعرض اليوم للهدم والنهب من قبل مجموعات وعصابات تستغل ما قد تتعرض له بعض المجتمعات في الوقت الراهن من اضطرابات اجتماعية، متخذة من هذا الضعف مدخلا لاستهداف الذاكرة التاريخية وتراث الشعوب، مثل ما تعرض له المتحف الإسلامي في القاهرة من هجوم ونهب.
وأضافت في هذا السياق : " إن الإرث الانساني يقع اليوم ضحية للنزاعات الأيديولوجية والهجمات الغادرة، حيث يستخدمه البعض كأداة تنشر الكراهية وتعزز الخلافات بين الشعوب بدلا من جعله مطية للحوار والتفاهم والسلام والوصال بين مختلف الشعوب".
ودعت مدير عام اليونسكو إلى ضرورة الاستجابة بقوة لدعوات حماية التراث العالمي من مثل هذه التهديدات، معتبرة أن حماية التراث من التهديد ما هو إلا حماية لأرواح البشر، وهو السبيل الأمثل لاستعادة المجتمعات عافيتها واستئناف الحوار.
ورأت بوكوفا أن حماية المواقع الأثرية وإعادة بناء ما هدم منها من الممكن أن يتحقق عن طريق الدعم المادي والسياسي من قبل دول العالم كافة، وضربت مثلا لما حدث في شيلي، حيث بذلت اليونسكو جهودا كبيرة لمكافحة النيران التي اندلعت في مقاطعة "فالباريزو"، وذلك للحد من الأضرار والمخاطر التي نتجت عن هذا الحريق.
كما ألمحت إلى تجربة اليونسكو في الفلبين أثناء اعصار هايان، مؤكدة أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم تعتزم تقديم الدعم الكامل للبحرين، حيث تتعرض أجزاء من مواقع صيد اللؤلؤ هناك إلى بعض المخاطر.
وأضافت مدير عام اليونسكو في ختام كلمتها : " في العام الماضي وجهت لجنة التراث العالمي نداءات عدة لإدراج بعض المواقع الأثرية السورية ضمن قائمة التراث المهدد بالخطر، وذلك نظرا لما تتعرض له من هجمات وتدمير، حيث أهابت اليونسكو بشركائها للنهوض بأعباء الحد من الدمار، والعمل ضد تهريب الآثار الثقافية والقيام بعمليات جرد للآثار لضمان حمايتها".
وفي وقت لاحق، أعلنت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو" إدراج قرية بتير الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة والتي يهددها جدار الفصل الإسرائيلي على قائمة "التراث العالمي".
وأعلن عن القرار إثر تصويت سري في إطار آلية عاجلة، حيث قوبل إعلان نتيجة التصويت بالترحيب من العديد من السفراء لدى "اليونيسكو" الذي بادروا بتهنئة نظيرهم ممثل فلسطين إلياس صنبر بعدما دافعوا عن القيمة الاستثنائية للقرية وأبرزوا الخطر الوشيك الذي يهددها خلافا لرأي خبراء المنظمة.
وقال صنبر أن "من صوتوا مع هذا القرار يقولون للمعارضين إن إسقاط الجدران وحده يضمن السلام والمصالحة واليوم، وفيما يتجاوز إدراج بتير، تتخذون قرارا شجاعا ضد الانغلاق والاستبعاد والهيمنة ،،إن هذه اللحظة ستظل محفورة في ذاكرة شعبي".
كما وافقت اللجنة أيضا على إدراج الموقع ذاته في قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر بعد اكتشاف أن الموقع قد أصبح عرضة للتدهور تحت تأثير التحولات الاجتماعية والثقافية والجغرافية السياسية التي يمكن أن تجلب ضررا لا يمكن إصلاحه لصحة وسلامة الموقع، مشيرة إلى ان بدء بناء جدار الفصل قد عزل المزارعين عن حقولهم التي يزرعون فيها لعدة قرون.
ومن ناحية أخرى بدأت اليوم اللجنة فحص 36 موقعا رشحت لإدراجها على قائمة التراث العالمي و كان الموقع الأول الذي ناقشته اللجنة هو موقع بتير في جنوب فلسطين أرض الزيتون والعنب باعتباره حالة طارئة.
وتقع بتير على بعد بضعة كيلومترات جنوب غربي القدس في المرتفعات الوسطى بين نابلس والخليل، ويضم مشهد تلة بتير سلسلة من الوديان معروفة باسم وديان ، مع المصاطب الحجرية المميزة، وبعضها المروية لإنتاج حديقة السوق، والبعض الآخر جاف ومزروعة بأشجار العنب وأشجار الزيتون ويدعم تطوير الزراعة في هذه المنطقة الجبلية من خلال شبكة من قنوات الري تغذيها المصادر الجوفية. ثم يتم استخدام النظام التقليدي للتوزيع لتقاسم المياه التي تم جمعها من خلال هذه الشبكة بين العائلات من قرية قريبة من بلدة بتير.
يشار إلى أن جدار الفصل الإسرائيلي في الضفة الغربية يعتبره الفلسطينيون رمزا للاحتلال حيث يطلقون عليه اسم "جدار الفصل العنصري".
يذكر أن الفلسطينيين كانوا قد حققوا في يونيو 2012 أول انتصار "تاريخي" تجلى في موافقة اليونيسكو على إدراج كنيسة المهد في بيت لحم بالضفة الغربية على قائمة التراث العالمي.
واعتبر رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني آنذاك أنها المرة الأولى التي تمارس فيها فلسطين حقها السيادي كدولة.