سجلات بيزنطية حول كسوف الشمس تلقي الضوء على التاريخ الغامض لكيفية تغير دوران الأرض

تاريخ النشر : 2022-09-17 11:26:01 أخر تحديث : 2024-04-24 18:12:23

سجلات بيزنطية حول كسوف الشمس تلقي الضوء على التاريخ الغامض لكيفية تغير دوران الأرض

لتحسين فهم الاختلاف في دوران الأرض في القرنين الرابع والسابع الميلادي، قام فريق بحث بتحليل السجلات البيزنطية من هذه الفترة لتحديد الكسوف الكلي للشمس حول شرق البحر الأبيض المتوسط.


ووقع تحديد خمسة أحداث كسوف كلي بمعلومات موثوقة عن الموقع والتوقيت والاكتمال، في 346 و418 و484 و601 و693 ميلادي.


وتعد مشاهدة كسوف كلي للشمس تجربة لا تُنسى، وربما كانت أكثر إثارة للإعجاب عبر التاريخ، قبل أن نتمكن من فهم كيفية حدوث هذه الظاهرة والتنبؤ بها بدقة.


ولكن السجلات التاريخية لهذه المشاهد الفلكية الرائعة كانت أكثر من مجرد فضول، فهي توفر معلومات لا تقدر بثمن عن التغيرات في حركة الأرض.


وفي الدراسة الجديدة المنشورة في Publications of the Astronomical Society of the Pacific، قام الباحثون اليابانيون بمسح سجلات من الإمبراطورية البيزنطية لتحديد أحدث الكسوف الكلي للشمس ومواقعها، والتي لوحظت حول شرق البحر الأبيض المتوسط ​​في القرنين الرابع والسابع الميلادي، وهي الفترة التي تكون فيها سجلات كسوف الشمس التي تم تحديدها مسبقا نادرة بشكل خاص. وهذه السجلات ضرورية لفهم تنوع دوران الأرض عبر التاريخ.


 ومع ذلك، نظرا لأن الأشخاص الذين سجلوا هذه الأحداث في العصور القديمة غالبا ما أهملوا المعلومات الأساسية التي تهم علماء الفلك المعاصرين، فإن تحديد الأوقات والمواقع ونطاقات الكسوف التاريخي الصحيح يعد عملا شاقا.


ويوضح الأستاذ المساعد كوجي موراتا، الأستاذ المساعد في جامعة تسوكوبا، أنه "على الرغم من ضياع روايات شهود العيان الأصلية من هذه الفترة في الغالب، فإن الاقتباسات والترجمات وما إلى ذلك، التي سجلتها الأجيال اللاحقة تقدم معلومات قيمة. وبالإضافة إلى معلومات الموقع والتوقيت الموثوقة، كنا بحاجة إلى تأكيد الكسوف الكلي: ظلام النهار لدرجة ظهور النجوم في السماء. وتمكنا من تحديد الأوقات والمواقع المحتملة لخمسة أحداث كسوف شمسي كلي من القرن الرابع إلى القرن السابع في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط ​، في 346 و418 و484 و601 و693 ميلادي".


والمتغير الرئيسي الذي تلقي الضوء عليه هذه المعلومات الجديدة هو "دلتا تي" (ΔT)، وهو الفرق بين الوقت المقاس وفقا لدوران الأرض والوقت المستقل عن دوران الأرض.


وبمعنى أوضح، تعكس "دلتا تي" الفرق بين مقياسين زمنيين، التوقيت العالمي والتوقيت الأرضي، والذي ينتج عن انحراف في طول اليوم.


وبالتالي، فإن الاختلافات في "دلتا تي" (ΔT) تمثل الاختلافات في الطول الفعلي ليوم واحد على الأرض.


وإذا أخذنا كسوف 19 يوليو 418 كمثال، فقد أبلغ نص قديم عن حدوث كسوف شمسي كلي لدرجة أن النجوم ظهرت في السماء، ووقع تحديد موقع المراقبة على أنه القسطنطينية.


وكان نموذج "دلتا تي" السابق لهذا الوقت، من شأنه أن يضع القسطنطينية خارج المسار الكلي لهذا الكسوف. لذلك، يمكن تعديل "دلتا تي" للقرن الخامس الميلادي بناء على هذه المعلومات الجديدة.


ويقول الدكتور موراتا: "تملأ بياناتنا الجديدة من دلتا تي (ΔT) فجوة كبيرة"، وأوضح أنه استنادا إلى النتائج، فإن "دلتا تي" يجب أن تزداد في القرن الخامس وتنخفض في القرنين السادس والسابع. وهذا يعني أنه خلال هذه الفترة، تغيرت سرعة دوران الأرض، في البداية كانت أقل من المتوقع، ثم ازدادت.


وتلقي هذه البيانات الجديدة الضوء على تباين دوران الأرض على مقياس زمني مئوي، وبالتالي تساعد في تحسين دراسة الظواهر العالمية الأخرى عبر التاريخ، مثل مستوى سطح البحر وتقلب حجم الجليد./انتهى

المصدر: روافدنيوز/ متابعة

أخبار ذات صلة

حقوق النشر محفوظة موقع وكالة روافد نيوز الاخبارية وليس كل ماينشر يمثل يالضرورة رأي الوكالة

تطوير مزيان مزيان | Zaina CMS