الكرد يستغلون تردي الأوضاع الأمنية لتعزيز حلمهم بالاستقلال

تاريخ النشر : 2014-06-19 11:54:41 أخر تحديث : 2024-09-18 16:03:25

الكرد يستغلون تردي الأوضاع الأمنية لتعزيز حلمهم بالاستقلال
روافدنيوز/بغداد/ حمزة الخيلاني0013

 

ترديا امنيا تتسارع وتيرته يوما بعد وتقترب نيران المعارك أكثر من بغداد، يستغل الأكراد هذه الأوضاع من اجل تعزيز تواجدهم في محافظتي كركوك وديالى ومناطق سهل نينوى، تلك المناطق التي طالما كانت هدفا لطموحاتهم وأحلامهم.
وقال الخبير الاستراتيجي محمد الفيصل لموقع روافدنيوز, ان "تحرك الكرد نحو تلك المناطق خطوة طموحة وجرئيه الا أنها تعد مخاطرة كبيرة"، مبينا ان "الكرد عززوا تواجدهم في تلك المناطق لعدة أمور، منها إرسال رسالة الى الداخل والخارج بأننا قادرون على الانفصال ولدينا القدرة على ذلك، في محاولة لخلق رؤية لدى المجتمع الدولي اذا ما أردنا الانفصال نحتاج الى الاعتراف، وحكومة المالكي غير قادرة على حماية نفسها فكيف لها ان تحمي الكرد".
وأضاف "يبدو ان اقليم كردستان كان ينتظر هذه الفرصة، حتى وان تكلفه بعض الجهد والخلاف والصراع مع الحكومة المركزية، لكنه يعتبرها غنيمة يمكن من خلالها تنفيذ والحصول على ما حلم به طوال السنوات الماضية".
وأشار الى ان "الكرد ألان نفذوا خطتهم بكل حذافيرها من الناحية الميدانية بعد سيطرتهم على محافظة كركوك وبعض المناطق المتنازع عليها، لذلك نستطيع القول ان الكرد الان في حالة من النشوة التي قد تمنحهم قوة اكبر للعودة والمطالبة بضم كركوك الى اقليم كردستان، ولا اعتقد ان الكرد سيقبلون الخروج من كركوك عسكرياً بعد هذه الإحداث، لأنهم سيتحججون بحماية ابناء القومية الكردية في تلك المحافظة، ويتهمون المركز بعدم توفير الحماية لهم".
وزاد ان "الكرد في مرحلة الاعداد لمفاوضات طويلة الأمد مع بغداد حول كركوك بعد انتهاء الأزمة الحالية".
ومن الواضح أن الأمر أكبر من ذلك، فوسائل الإعلام الكردية تشيد بهذه الخطوة وتعتبرها توحيدا تاريخيا للأراضي الكردية.
ويشهد العراق تدهورا امنيا ملحوظا دفع برئيس الحكومة نوري المالكي في (10 حزيران 2014)، الى اعلان حالة التأهب القصوى في البلاد ودعوة البرلمان الى اقرار قانون الطوارئ، وذلك بعد سيطرة مسلحين من تنظيم "داعش" على محافظة نينوى بالكامل، وتقدمهم نحو محافظة صلاح الدين وسيطرتهم على بعض مناطقها، فيما عجز البرلمان في (14 حزيران 2014) بعقد جلسة طارئة لمناقشة الوضع الأمني وإعلان حالة الطوارئ في البلاد.
من جهته اكد أمين عام وزارة البشمركة في اقليم كردستان الفريق جبار ياور، ان قوات البيشمركة منتشرة في جميع إنحاء المناطق المتنازع عليها، والتي تمتد من خانقين حتى مدينة الموصل.
وقال الياور في أتصال خص به مراسل روافدنيوزان "البشمركة لن تترك مواقعها في هذه المناطق لاي سبب من الأسباب كونها خالية من قوات جيش العراقي، ونحن علينا حماية هذه المناطق وليس بنيتنا تركها للمسلحين من داعش وغيرهم".
وأشار إلى ان "الوضع في محافظة كركوك مستتب امنيا، وليس هناك أي مواجهات تذكر"، لافتا الى ان "قوات البيشمركة والاسايش قاموا بالسيطرة على جميع المداخل المؤدية إلى المحافظة، وقبل يومين من الان كانت هناك بعض المواجهات بين البيشمركة والمسلحين أدى الى مقتل اثنين من افراد البيشمركة في منطقة ربيعة".
وفيما يخص ناحيتي السعدية وجلولاء، فقد بين الياور ان "منطقة السعدية تسيطر عليها الجماعات المسلحة، وفيما يخص جلولاء فهي تحت سيطرة البيشمركة، وتحصل مواجهات مع المسلحين على الطريق الرابط بين جلولاء والسعدية بين الحين والأخر".
الى ذلك قال خبير امني رفض الكشف عن اسمه ان "الاكراد يسعون الى بناء منظومة دفاع قد تدفعهم الى زيادة عديد افراد قواتهم العسكرية وفتح باب التطوع"، مبينا ان "انشغال حكومة المركز بقتال داعش في المناطق المتوترة فرصة تستغلها كردستان لتعزيز قدراتها العسكرية والسيطرة بشكل كامل على المناطق المتنازع عليها"، مشيرا الى انه "الكرد قد يستعملون عاملي الضغط والأموال لإفراغ المناطق المتنازع عليها من السكان من غير القومية الكردية".
وتعد مدينة كركوك التي يسكنهما خليط من الأكراد والعرب والتركمان قضية شائكة في السياسة العراقية.
وتم الاعتراف بوضع المدينة الخاص كمدينة متنازع عليها في الدستور عقب الإطاحة بنظام صدام حسين، حيث دعا إلى "تطبيع" وضع المدينة من خلال، عودة العرب الذين تم توطينهم في المدينة إبان عهد صدام إلى الجنوب، وإعادة توطين الأكراد الذين تم تهجيرهم، إجراء إحصاء للسكان، إجراء استفتاء حول انضمام المدينة لإقليم كردستان الذي يتمتع بالحكم الذاتي.
لكن ذلك لم يحدث أبدا، وظلت كركوك وكذلك المناطق الأخرى المتنازع عليها على طول خطوط التماس بين العرب والأكراد نقاطا للاحتكاك بين قوات البشمركة الكردية والجيش العراقي.
لكن هذا الأخير قد انسحب، تاركا كركوك كثمرة ناضجة في يد الأكراد.
وفي ظل تفسخ بقية مناطق العراق بسبب النزاعات، وحالة الارتباك التي تعانيها حكومة بغداد، فمن الواضح أنه لا يزال هناك وقت طويل قبل أن تستطيع أية سلطة عراقية تحدي السيطرة على تلك المدن، التي طالما اعتبروها الجوهرة الحقيقية في التاج الكردي.
وأغضبت حكومة إقليم كردستان الحكومة المركزية في بغداد، بعد أن أبرمت بشكل منفرد عقودا لتصدير النفط والغاز إلى جارتها الشمالية تركيا عبر أراضيها.
وطورت حكومة أربيل علاقة شراكة قوية مع تركيا، بالرغم من الشكوك التاريخية التركية إزاء القومية الكردية.
ويبدو الآن أن الاستيلاء على كركوك، المدينة والمحافظة بحقولها الغنية بالنفط سيعزز الاتجاه نحو الاستقلال الكامل لإقليم كردستان./انتهى

أخبار ذات صلة

حقوق النشر محفوظة موقع وكالة روافد نيوز الاخبارية وليس كل ماينشر يمثل يالضرورة رأي الوكالة

تطوير مزيان مزيان | Zaina CMS