"صلح نووي" رغبات إيرانية – أمريكية متضاربة بشأن الاتفاق

تاريخ النشر : 2021-02-24 18:23:03 أخر تحديث : 2024-05-11 13:14:02

"صلح نووي" رغبات إيرانية – أمريكية متضاربة بشأن الاتفاق

رغبات إيرانية – أمريكية متضاربة بشأن الاتفاق النووي، الموقع بين إيران ومجوعة الدول (5+1) التي تضم الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا، حيث تسعى واشنطن للعودة إلى الاتفاق الذي غادرته في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب لكنها تضع شروط لهذه العودة، بالمقابل تضع طهران هي الأخرى شروطها بهذا الخصوص.


وما بين شروط الاثنين تسعى الدول الأوروبية إلى لملمة الطرفين وجمعهما على طاولة واحدة مجدداً، خدمة لمصالحها أولاً، ولإدامة الاتفاق ثانياً.


 


الأمر الذي لا يختلف عليه اثنان هو أن العودة الأمريكية إلى الاتفاقية النووية ستغير شكل المنطقة بالكامل.



عيون بغداد تترقب

بغداد التي لم تكن طرفاً مفاوضاً في الاتفاق النووي، تترقب بحذر تام تطورات الأوضاع بل إنها ربما ستكون من السعداء حال اجتمع الإيرانيون والأمريكيون على طاولة واحدة.



العراق ساحة تصفية الحسابات

يرى الأستاذ الجامعي والباحث في مجال العلاقات الدولية والشؤون الاستراتيجية، علي اغوان، إن "العودة الأمريكية إلى المفاوضات النووية، ستكون لها مردودات وانعكاسات ايجابية على المنطقة برمتها".


ويضيف اغوان، أن "المشكلة تكمن في ان العراق يصنف بأنه ساحة الفعل التي يتم فيه تصفية الحسابات بين الأطراف".

ويتابع، أن "العراق ليس لاعب في هذه المعادلة، ولا يعتبر جهة موثوق بها للدخول كطرف وسيط بين الجانبين".



إيران في وضع مريح

يؤكد الدبلوماسي الإيراني السابق، أمير موسوي، إن "إيران في وضع مريح، حيث تمكنت من تحويل فترة العقوبات المفروضة عليها إلى مرحلة نمو وتطور دفاعي".


وعن المفاوضات التي تقودها أوروبا للتقارب بين الإيرانيين والأمريكيين، يشير موسوي في حديث لـ السومرية نيوز، إلى إن "الاوروبيين غير جادين في تلك المفاوضات، وهم متأثرين بطمعهم في تمرير صفقات سلاح للسعودية، ويسعون أيضاً لخدمة مشاريع إسرائيل، وبالتالي طهران لا تثق بهم".


وفي الوقت ذاته، يعتقد موسوي، إن "أوروبا تخشى القطيعة مع إيران، لأنهم سيكونوا المتضرر الأكبر".


ويرى، إن "الشروط الإيرانية ستنتصر على الغرب في المفاوضات، لاسيما إن أمريكا الآن في وضع لا يحسد عليه فهي تعاني من أزمات اقتصادية، وكذلك أزمة جائحة فيروس كورونا، والانقسام الشعبي داخل الولايات الأمريكية كلها عوامل أدت إضعاف الموقف الامريكي الدولي"، مردفاً "حتى أوروبا تعاني من أزمات ضخمة، وبالتالي هذا الوضع يجعل إيران في وضع مريح".


ويلفت الدبلوماسي الإيراني إلى إن طهران تمتلك مواصفات "الصمود والمقاومة" وبإمكانها الضغط على الدول الأوروبية وجرهم لصحالها"، متوقعاً أن "تشهد الأسابيع المقبلة تطوراً مهماً بهذا الشأن".



هل سترفع العقوبات

ويكمل موسوي حديثه، قائلاً إنه "لا توجد طريق أخر أمام واشنطن سوى رفع العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية، لأن الأخيرة لن تقبل بأي مفاوضات أو تنازل عن حقوقها إلا برفع العقوبات وهذا الأمر حسم في الداخل الإيراني".



بين ترامب وبايدن

بدوره، يؤكد استاذ الدراسات الدولية في جامعة واشنطن، ادموند غريب، إن إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن مهتمة بالعودة للاتفاقية النووية، وتعتبرها فوزاً لها.


ويشير غريب، إلى أن "مجموعة خبراء يتفقون على إن إيران قادرة على صناعة سلاح ننوي خلال فترة قصيرة جداً، بينما يستبعد فريق أخر من الخبراء هذه الإمكانية".


ويمضي، قائلاً ان "جهات تضعط على واشنطن للعودة إلى الاتفاق النووي لكبح جماح تطور البرنامج النووي الإيراني لاسيما مع توقع بعض الجهات امتلاك إيران للسلاح النووي في مدة أطولها سنة".


وبشأن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلنكن بشأن قدرة طهران على انتاج قنبلة نووية خلال اسابيع، أوضح إن هذه التصريحات فسرت على طريقتين الأولى "ايران تشكل خطر على العالم بامكانياتها على تصنيع نووي خلال فترة قصيرة، والثانية فسرت بصعوبة انتقال ايران بتخصيب اليورانيوم من نسبة 3.6% إلى 20%، حيث يعتقدون إن هذه "كذبة" ومن غير المعقول هذا التطور، خاصة أن الانتقال من نسبة 20% إلى 90% أسهل من الانتقال من 3.6% إلى 20% فيما يتعلق بالعملية النووية".



فشل عملية "الضغوط القصوى"

وتعتقد إدارة بادين إن الضغوط القصوى التي مارستها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب على إيران لم تجد نفعاً، وهناك من يؤيد العودة إلى الاتفاق مع رفع العقوبات لكن شريطة التزام طهران بعدم التدخل بالشؤون الإقليمية، أو تصنيع صواريخ بعيدة المدى، بحسب ادموند غريب.



وفيما يتعلق بعملية رفع العقوبات، يرجح غريب "رفع عقوبات جزئية وليست كلية"، موضحاً بالقول "سيكون من الصعب رفع كل العقوبات، هناك نحو 800 عقوبة مفروضة على إيران وبالتالي من المستبعد أن يتم رفع كل تلك العقوبات دفعة واحدة، قد ترفع العقوبات المتعلقة بالجوانب الإنسانية".



شكل المنطقة مع استمرار الخلاف وبدونه

يؤكد استاذ الدراسات السياسية في جامعة واشنطن، أنه "ستحدث متغيرات كبيرة حال عادت واشنطن إلى الاتفاقية النووية، وستكون هناك اثار بعيد الامد على وضع المنطقة لانها ستغير طبيعة العلاقة بين طهران وواشنطن، وهذا الأمر سيدفع طهران إلى تبني سياسيات مغايرة والتركيز على اوضاعها الداخلية".



زعل خليجي على واشنطن

المحلل السياسي السعودي سليمان العقيلي، يعتقد أن العودة الامريكية الى خطة العمل الشاملة بانها "ستمثل تهديداً للامن والاستقرار في المنطقة الخليجية بصورة خاصة والشرق الاوسط بشكل عام"، ويعزو سبب ذلك إلى أن هذه الخطة "شرعت لإيران كافة الوسائل للتوسع السياسي في المنطقة وتوسيع نفوذها، وكذلك اعتبرتها طهران ضوء اخضر امريكي - اوروبي للاستيلاء على المنطقة كيفما تشاء، صاحب ذلك تخفيف الالتزامات الامريكية المعروفة تاريخياً تجاه أمن الخليج الأمر الذي تسبب بمشكلات أمنية واختراقات قام بها الحرس الثوري ووتر العلاقة الايرانية – السعودية".


ويبين العقيلي، أن "حال عادت أمريكا لنفس الاتفاق المحدد نهايته في عام 2030 فان ذلك سيمثل ضوء اخضر لانتاج قنبلة نووية ايرانية ربما تعلن عنها طهران بعد العام 2030، وذلك سيفتح افاق تعاون غربي ايراني مصحوباً بغض النظر عن سياسة إيران الاقليمية المعتمدة في تصدير العنف والارهاب للدول العربية"، مشدداً على إن "واشنطن ستخسر الحليف الخليجي حال عادت إلى الاتفاقية النووية".



الخليج طرف في المفاوضات

ويستدرك العقيلي، بقوله "السعودية تتطلع لأن تكون الدول الخليجية كافة ممثلة بالمملكة او مجلس التعاون الخليجي مشاركين بالمفاوضات النووية". لان المشروع النووي الايراني، بحسب رأيه "لا يمثل تهديداً لاوروبا وامريكا فقط وانما يمثل تهديداً للمنطقة العربية من العراق الى عمان مروراً بالكويت والسعودية والبحرين وقطر والامارات".


ويعرب السياسي السعودي، عن قلقه من وجود المفاعل النووية الإيرانية ضمن مقتربات المنطقة الخليجية، حيث يقول "المشاريع النووية الايرانية هي قريبة من البحر وخاصة مفاعل بوشهر الذي تقع على سواحل الخليج واي اخفاق في السلامة النووية من قبل الادارة الايرانية او اي زلزال يضرب تلك المنطقة سيجعل منطقة الخليج أكثر المتضررين من الانبعاثات النووية"./انتهى

المصدر: روافدنيوز/ متابعة

أخبار ذات صلة

حقوق النشر محفوظة موقع وكالة روافد نيوز الاخبارية وليس كل ماينشر يمثل يالضرورة رأي الوكالة

تطوير مزيان مزيان | Zaina CMS