نيوزويك: بعد عام من مقتل سليماني.. هل تنزلق المنطقة إلى حرب؟

تاريخ النشر : 2021-01-03 13:38:50 أخر تحديث : 2024-10-22 22:34:52

نيوزويك: بعد عام من مقتل سليماني.. هل تنزلق المنطقة إلى حرب؟

قالت مجلة "نيوزويك" (Newsweek) الأميركية إنه في الذكرى الأولى لمقتل قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، وقبل أقل من 3 أسابيع فقط من مغادرة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، البيت الأبيض، فإن الأجواء في الشرق الأوسط مشحونة للغاية، وسط مخاوف من اندلاع حرب غير معروفة الأبعاد والعواقب، بسبب مخططات مسبقة أو أخطاء في التقدير.


وذكرت المجلة -في تقرير لمحررها للشؤون الدولية توم أوكونور- أنه بعد عام من مقتل سليماني في غارة أميركية خارج مطار بغداد الدولي، يؤكد لها مسؤولون من إيران وإسرائيل والعراق أن التوترات في جميع أنحاء المنطقة ما تزال عالية، وأن احتمال الانزلاق لنزاع مفتوح أمر وارد.


ونقلت عن المتحدث باسم البعثة الإيرانية الدائمة في الأمم المتحدة، علي رضا ميريوسفي، قوله إنه "بينما يبدو واضحا أن هناك سعيا من الولايات المتحدة للاستفزاز ونصب فخ لإيران؛ لتوفير ذريعة لبدء نزاع مسلح في الأيام الأخيرة لإدارة ترامب، إلا أن طهران مستعدة تماما للدفاع عن نفسها، وستقوم -إن حدث ذلك- بالرد بشكل علني وحاسم".


وقد شجبت البعثة الإيرانية ما أسمته المغامرات العسكرية للولايات المتحدة في المنطقة -في رسالة إلى مجلس الأمن عشية العام الجديد- منوهة إلى تحركات عسكرية أميركية رفيعة المستوى مؤخرا، خاصة مع تحليق القاذفة الإستراتيجية "بي-52" (B-52) في أجواء الخليج للمرة الثانية خلال أقل من شهر.


استعراض القوة


ويأتي استعراض القوة الأميركي هذا -بحسب المجلة- مترافقا مع تهديدات وجهها ترامب للقيادة الإيرانية عبر تويتر في أعقاب استهداف السفارة الأميركية في بغداد بهجمات صاروخية، يعتقد أنها لمليشيات مدعومة من إيران.


وقد أضحى هذا النوع من الهجمات الصاروخية -تضيف نيوزويك- أمرا روتينيا نسبيا؛ لكن آخرها تسبب بإلحاق أضرار بالمنشآت الموجودة في مجمع السفارة، وأثار غضب القائد العام للقوات المسلحة الأميركي، الذي زعم أن هناك "أحاديث عن هجمات إضافية ضد الأميركيين في العراق".


في المقابل، حذرت طهران على لسان وزير خارجيتها، جواد ظريف، الولايات المتحدة من أن إسرائيل تخطط لإشعال حرب في المنطقة من خلال تنفيذها هجمات على الأميركيين في العراق.


وقال ظريف مغردا "تشير معلومات استخباراتية جديدة من العراق إلى أن عناصر إسرائيلية محرضة تخطط لشن هجمات على الأميركيين، لتضع الرئيس ترامب المنتهية ولايته في مأزق أمام سبب زائف للحرب".


وأضاف "احذر الفخ يا ترامب.. أي ألعاب نارية ستأتي بنتائج عكسية خطيرة".


وذكرت المجلة أن إسرائيل -التي دعمت قتل سليماني، ووجهت إليها أصابع الاتهام في الوقوف وراء اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زاده- تبقى في حالة تأهب على حدودها المتنازع عليها مع كل من سوريا ولبنان، حيث تنشط عناصر حزب الله اللبناني.


ونقلت عن مسؤول إسرائيلي -لم تسمه- قوله "لا أعتقد أن الوضع هادئ هنا، أعتقد أن كل شيء متوتر للغاية، ونحن أكثر استعدادا من ذي قبل للتصدي لأي عمل عدائي ينفذه عناصر حزب الله".


وأضاف "نحن نعد أنفسنا بشكل مكثف جدا جدا، وليس فقط للرد على هجوم إرهابي؛ لكن أيضا للتعامل مع نزاع أكثر ضراوة، حيث يتعين على الجانبين القتال ضد بعضهما البعض".


كما نقلت المجلة عن متحدث باسم حزب الله اللبناني قوله إن قوات الحزب "مستعدة دائما وبشكل تام" للقتال إذا لزم الأمر.


لكن الخلاف الأميركي الإيراني واحتمالات التصعيد -كما ترى المجلة- لم يكونا يوما أوضح في أي مكان مما هو عليه الحال في العراق، الدولة التي تربطها علاقات وثيقة بكل من واشنطن وطهران.


فقد أعرب العراقيون "المحشورون" وسط الصراع عن إحباطهم من الافتقار الملحوظ للسيادة منذ أن اقتحمت المليشيات العراقية المدعومة من إيران مجمع السفارة الأميركية عشية رأس السنة الجديدة في 2019، وأمرت بعدها بأيام قليلة إدارة ترامب بقتل سليماني بدون علم مسبق للسلطات العراقية.


إهانة مضاعفة


وبحسب نيوزويك فقد شكلت عملية الاغتيال "إهانة مضاعفة" للعراقيين؛ لأنها لم تقتصر فقط على قتل قائد عسكري أجنبي لدولة شريكة، ولكن أيضا أطاحت بنائب زعيم قوات الحشد الشعبي، التي ترعاها الدولة العراقية، أبو مهدي المهندس.


وذكر مسؤول عراقي للمجلة -طلب عدم نشر اسمه- أن الحادث لم يساهم بشكل إيجابي في استقرار الوضع الأمني ​​في العراق، حيث إن الرجلين اللذين تم اغتيالهما "قادران بشكل فريد على السيطرة على مجموعة المليشيات الشيعية الموجودة في العراق إلى حد كبير".


وتؤكد المجلة أنه مع استمرار سقوط صواريخ الكاتيوشا على المواقع الأميركية في بغداد، تجد الحكومة العراقية صعوبة في التعامل مع هذه المليشيات غير النظامية، التي تُركت الآن "بدون قيادتها السابقة الأكثر توحيدا".


كما قوبلت محاولات رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، للسيطرة عليها "بنجاح محدود"، حيث انتهزت هذه المليشيات؛ مثل كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق، كل فرصة تتاح لها لإظهار شعبيتها ونفوذها وقوتها في تحدي الدولة.


وتختم المجلة بأن هذا "الضعف الواضح" للدولة العراقية في مواجهة القوى الأجنبية والمليشيات في الداخل ، أدى إلى تفاقم عدم الاستقرار في البلاد وتعزيز المخاوف من احتمال اندلاع الصراع./انتهى

المصدر: روافدنيوز/ متابعة

أخبار ذات صلة

حقوق النشر محفوظة موقع وكالة روافد نيوز الاخبارية وليس كل ماينشر يمثل يالضرورة رأي الوكالة

تطوير مزيان مزيان | Zaina CMS