رغم نفي المملكة... لماذا تتهم أمريكا السعودية بالسعي لتطوير أسلحة نووية؟

تاريخ النشر : 2020-08-09 11:49:10 أخر تحديث : 2024-03-14 21:35:08

رغم نفي المملكة... لماذا تتهم أمريكا السعودية بالسعي لتطوير أسلحة نووية؟

مرة أخرى عاد الحديث في الإعلام الأمريكي عن مساعي المملكة العربية السعودية نحو امتلاك طاقة نووية، من أجل الاستخدام العسكري غير السلمي، بيد أن المملكة دائما ما تنفي ذلك.


وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن وكالات المخابرات الأمريكية تفحص وتدقق في جهود المملكة العربية السعودية لبناء قدرتها على إنتاج الوقود النووي بالشراكة مع الصين الذي يمكن أن يضعها على طريق تطوير أسلحة نووية.


وتتنافس السعودية وإيران على النفوذ في الشرق الأوسط منذ فترة طويلة، وكلتاهما تقدم نفسها ممثلة لطائفة في العالم الإسلامي (السعودية عن السنة وإيران عن الشيعة)، كما أنهما تلعبان دورا في الصراعات الدائرة في المنطقة، كالحرب في اليمن.


اتهامات أمريكية


ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين أن وكالة الاستخبارات الأمريكية نشرت في الأسابيع الأخيرة تحليلا سريا حول الجهود التي تبذلها السعودية بالتعاون مع الصين لبناء قدرة صناعية لإنتاج الوقود النووي، إذ أثار التحليل مخاوف من احتمال وجود جهود سعودية صينية سرية لمعالجة اليورانيوم الخام إلى شكل يمكن تخصيبه لاحقًا إلى وقود أسلحة.


وكجزء من الدراسة حدد المسؤولون هيكلا تم الانتهاء منه حديثا قرب منطقة لإنتاج الألواح الشمسية بالقرب من الرياض، والذي يعتقد عدد من المحللين الحكوميين والخبراء الخارجيين أنه قد يكون واحدا من بين عدد من المواقع النووية غير المعلنة.


ونقلت الصحيفة عن المسؤولين أن هناك شعورا بالاطمئنان لأن الجهود النووية السعودية لا تزال في مراحلها المبكرة، خصوصا أن المحللين الاستخباريين لم يتوصلوا بعد إلى استنتاجات مؤكدة بشأن بعض المواقع الخاضعة للتدقيق، وقالوا إنه حتى إذا قررت السعودية متابعة برنامج نووي عسكري، فسوف تمر سنوات قبل أن تتمكن من إنتاج رأس نووي واحد.


وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد تحدثت، الثلاثاء، عن أن المسؤولين الغربيين يتخوفون من منشأة ثانية في السعودية، في الصحراء الشمالية الغربية للمملكة، مشيرة إلى أنها كانت جزءا من برنامج مع الصينيين من أجل استخراج "كعكة اليورانيوم الصفراء" من اليورانيوم الخام.


فبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، قالت مصادر مطلعة إن المنشأة التي لم يتم الكشف عنها علنًا، تقع في منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة في شمال غربي المملكة.


وأضافت المصادر أن هذه المنشأة أثارت مخاوف بين المسؤولين الأمريكيين وحلفائهم، من أن البرنامج النووي الوليد للمملكة يمضي قدما، في الوقت الذي تبقي فيه الرياض خيار تطوير الأسلحة النووية مفتوحا.


وبحسب الصحيفة، فعلى الرغم من أن الرياض لا تزال بعيدة عن تلك النقطة، فإن المنشأة تبدو مثيرة القلق في الكونغرس الأمريكي. ومن المحتمل أيضًا أن تسبب حالة من الذعر في إسرائيل، حيث يراقب المسؤولون بحذر الأنشطة النووية السعودية.


حرب اقتصادية


الدكتور شاهر النهاري، المحلل السياسي السعودي، قال إن "‏القصة قديمة متجددة في تاريخ المملكة العربية السعودية والإعلام الأمريكي الذي تنقلب جميع توجهاته ونواياه بين فترات حكم الجمهوري والديمقراطي".


وأضاف، في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "السعودية يحق لها كأي دولة قادرة بشريا وماديا وعسكريا أن يكون لها مفاعلاتها النووية وسلاحها النووي، ولكن المملكة العربية السعودية تحترم القوانين الدولية المنظمة لامتلاك الأسلحة النووية، ولا تريد الدخول في مناطق خبث والتفاف".


وتابع "هذا ما يجعل الكثير من الجهات الخارجية العدوة تخشى من تنامي قوة السعودية وتشكك في عدم استحقاقها وقدرتها في الحصول وصيانة وحماية  السلاح، والمملكة العربية السعودية قادرة على امتلاك السلاح النووي".


وأكد أن "السعودية نفت ذلك‏ في عدة مناسبات ورغم ذلك فإن الدبلوماسية ‏الأمريكية تستخدم هذا الاعتقاد حينما يكون مفيدا لها في حربها الجلية الاقتصادية مع الصين ‏في محاولة للضغط المباشر عليها ومنعها من تكوين أي علاقات اقتصادية أو عسكرية يمكن أن تتم بين الصين والمملكة العربية السعودية".


‏واستطرد "وهنا لابد من الإشارة إلى أن المملكة العربية السعودية دولة سلم ونماء وعمار وخيرات لجميع أصدقائها وعندما تمتلك مفاعلا أو سلاحا نوويا فإنها لا تنوي عاستخدامه في غير أغراضه السلمية وأغراضه الأمنية للحفاظ على ثرى وسماء المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي التي تعتبر مطمعا لعدة دول إقليمية تحاول نشر الخراب وزعزعة الأوطان الآمنة وأيضا أطماع بعض الدول العظمى".


وأشار إلى أنه "من المفترض أمريكيا أن يكون امتلاك ذلك في السعودية زيادة قوة وسلام لحليفتها السعودية وأمر تكاملي مريح لأمريكا ونقطة ثقة دائمة، بل من المفترض أنها قد قامت بهذا العمل منذ عقود لدولة حليفة صديقة غنية".


من جانبه قال سعد بن عمر، مدير مركز القرن السعودي للدراسات الاستراتيجية، إن "الجميع يعلم بأن المملكة لديها رؤيتها الخاصة 2030، وتهدف فيها إلى تنويع مصادر الطاقة، لذا تسعى إلى مسألة تخصيب اليورانيوم".


وأضاف، وفقا لـ"سبوتنيك"، أن "السعودية تملك أكثر من محطة توليد كهربائية تعتمد في وقودها على الطاقة النووية، وهو ما دفع المملكة للإعلان أكثر من مرة أن من حقها الحصول على الوقود النووي، عن طريق تخصيب اليورانيوم للاستخدامات السلمية".


وبشأن المخاوف التي يحاول أن يسوقها البعض بشأن الاستخدام غير السلمي لتلك الطاقة، قال إن "المملكة موقعة بالفعل على اتفاقية التفتيش النووي من قبل المنظمة، لكن هناك أصوات داخل الكونغرس تحاول أن تدخل الصفقة في لعبة الانتخابات الأمريكية".


وأشار مدير مركز القرن للدراسات الاستراتيجية إلى أن "المملكة لا يهمها من يحكم أمريكا، لكن يهمها في المقام الأول الحصول على وقود لمفاعلاتها النووية المولدة للطاقة".


وهدد ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، بأن بلاده ستطور وتمتلك سلاحا نوويا إذا امتلكت منافستها الإقليمية إيران قنبلة نووية.


وقال ابن سلمان في حوار مع برنامج 60 دقيقة على شبكة "سي بي إس" الأمريكية، في مارس/ آذار من عام 2018، إن السعودية "لا تريد الحصول على الأسلحة النووية"، لكنه استطرد موضحا: "لكن دون شك إذا طورت إيران قنبلة نووية، فسوف نتبعها في أسرع وقت ممكن./انتهى

المصدر: روافدنيوز/ متابعة

أخبار ذات صلة

حقوق النشر محفوظة موقع وكالة روافد نيوز الاخبارية وليس كل ماينشر يمثل يالضرورة رأي الوكالة

تطوير مزيان مزيان | Zaina CMS