ذكرياتك عن الماضي قد لا تكون حقيقية

تاريخ النشر : 2019-12-21 18:40:24 أخر تحديث : 2024-04-19 05:31:33

ذكرياتك عن الماضي قد لا تكون حقيقية

روافدنيوز/ متابعة/ يتصور الكثيرون أن الذاكرة الخاصة بنا هي أشبه ما يكون بمسجل فيديو يلتقط مشاهد حية لما يحدث لنا يوميا، ثم يخزن تلك الملفات كما هي دون تغير، لكن بحسب فريق بحثي من جامعات فرنسية عدة فإن ذلك قد يكون غير صحيح. 


وفي الدراسة التي نشرت في 16 ديسمبر/كانون الأول الجاري في دورية "نيتشر هيومن بيهيفيور" أعلن هذا الفريق أن ذكرياتنا عن الأشياء قد تكون مشوهة من قبل ما تسمى الذاكرة الجمعية التي تعني اجتماع كم من المعارف والمشاهد والقصص في ذاكرة شخصين أو أكثر.


إنزال نورماندي


للوصول إلى تلك النتائج المثيرة للانتباه قرر الباحثون عمل فحص دقيق للتغطية الإعلامية الفرنسية للحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلى أكثر من 30 وثائقيا وتقريرا راديويا نشرت عن نفس الموضوع في الفترة بين 1980 و2010 ولاقت شهرة واسعة في البلاد.


بعد ذلك استخدم الفريق البحثي خوارزمية تم تطويرها للبحث عن أكثر المشاهد الخاصة بالحرب تشاركا بين الناس والجمل المتعلقة بها، مثل "عملية الإنزال في نورماندي" (يوم دي) التي تعد أكبر عملية غزو بحري في التاريخ إلى الآن.


ولفحص مدى تأثر ذاكرة الجمهور بالصورة العامة عن تلك المتوقعة تحديدا أخذت مجموعة من 24 متطوعا إلى المتحف والنصب التذكاري "دي كاين" في منطقة تحمل نفس الاسم تقع شمال غربي فرنسا، بعد ذلك عرضت عليهم مجموعة من الصور التي تحوي كلاما مكتوبا أسفلها، وبعض هذا الكلام رائج في التغطية الإعلامية ليوم الإنزال في نورماندي، والآخر ليس كذلك. 


هنا جاءت النتائج لتقول إن الخاضعين للتجارب قد ربطوا في ذاكرتهم بين الصور التي تحمل كلاما له علاقة بالتغطية الإعلامية لهذه الحادثة وبين الحادثة نفسها بغض النظر عن محتوى الصورة. 


ويعني ذلك -بحسب الدراسة الجديدة- أن ذكرياتنا عن شيء ما لا تتأثر فقط بما نراه أمامنا ولكن أيضا بالذكريات الجمعية التي نتشاركها معا بشأن حادثة ما.


المنطقة الدماغية المسؤولة عن الإدراك الاجتماعي تنشط عند استعراض الذكريات (بيكسابي)


وللتأكد من تلك الفرضية أخضع الفريق المشاركين في التجارب لتقنية الرنين المغناطيسي الوظيفي (أف أم آر آي) أثناء عرض الصور عليهم، والتي التقطت نشاطا واضحا في المنطقة الوسطى من القشرة أمام الجبهية، وهي منطقة دماغية مسؤولة عن الإدراك الاجتماعي.


ذاكرة كاذبة


يشير ذلك إلى أن ذاكرتنا أكثر تعقدا مما كنا نظن، وفي الواقع ليست تلك هي المرة الأولى التي يشار فيها إلى أن الذاكرة الخاصة بنا قد تكون مشوهة.


وفي السبعينيات من القرن الفائت أشار جون بالمر وإليزابيث لوفتس المتخصصان في علم النفس الإدراكي بجامعة واشنطن إلى أن ذاكرتنا عن الأشياء يمكن أن يتم تعديلها بناء على الكثير من الظروف الخارجية. 


وكانت أشهر تجاربهما دفع المشاركين في التجارب إلى مشاهدة فيلم قصير لاصطدام سيارة بأخرى ثم اختبار قدراتهم على تذكر التفاصيل، لكن مع مجموعات مختلفة من الأسئلة تستخدم تعبيرات تتدرج في الشدة بشأن سرعة وقوة الاصطدام، ووجد أن كل مجموعة من الأسئلة كانت كفيلة بتغيير ذاكرة المشاركين فيها عن هذا الحادث.


وفي كل الأحوال ما زالت الذاكرة البشرية أحد أهم وأكبر أسرار الدماغ، وهي إلى الآن نطاق بحثي نشط جدا، خاصة أن هناك فريقا من الباحثين يربط بينها وبين أنواع من الاضطراب النفسي./انتهى

المصدر: وكالات

أخبار ذات صلة

حقوق النشر محفوظة موقع وكالة روافد نيوز الاخبارية وليس كل ماينشر يمثل يالضرورة رأي الوكالة

تطوير مزيان مزيان | Zaina CMS