تحت شعار ( الإغتراب ثروةٌ للاوطان) احتضنت مدينة انتويربن البلجيكية”الثلاثاء” فعاليات الملتقى الفكري الثاني لأبي الفضل العباس”ع”. بمشاركة العديد من الجمعيات والمنظمات العراقية والاوروبية وبحضور اعضاء السلك الددبلوماسي لسفارتي جمهورية العراق في بلجيكا وهولندا.

مؤسسة الزهراء الثقافية في بلجيكا وبالتعاون مع ممثليه العتبة العباسية في أوروبا والجمعية الأوروبية لتعارف الأديان أخذت على عاتقها تنظيم هذا الحدث لادامة جسور التواصل مع الجالية العراقية في مملكة بلجيكا ودول المهجر لايصال الرسالة الحقيقية للمجتمع الغربي عن الدور المهم الذي يضطلع به المغترب العراقي اينما حل وارتحل كعنصرٍ فاعل وهم في بناء المجتمعات.

أستُهل الحفل بآياتٍ من الذكر الحكيم تلها احد الشيوخ الافاضل المرافق لوفد العتبة العباسية القادم من العراق.

وتوالت كلمات الوفود المشاركة في هذه الملتقى الفكري التحاوري الذي هو نقطة انطلاقٍ لمؤتمرات وندوات اخرى ستأخذ على عاتقها مد جسور التواصل بين الجاليات العراقية المتواجدة في بقاع الارض وبين العتبة العباسية.

يهدف الاسبوع الفكري لابي الفضل(ع) الى التواصل مع المغتربين العراقيين وتقريب المسافات مع بعضهم البعض ولتجديد العهد بالوطن والمقدسات عبر راية ابي الفضل(ع).

ممثل العتبة العباسية المقدسة القادم من مدينةِ ابي عبدالله الحسين السيد” جواد الحسناوي”اشار في كلمته الى ان المغترب العراقي بحاجة الى ان يديم التواصل مع بلده العراق وان يقدم مالديه من امكانيات وطاقات لخدمة بلده كجزء من الالتزام الاخلاقي الذي يفرضه عليه الانتماء الوطني والديني والتأكيد على اهمية الالتزام بالثوابت والقيم الوطنية التي تعزز من دوره في المجتمع رغم سكنه خارج البلد وهذا الانتماء يتجدد من خلال التواصل مع جميع الانشطة والفعاليات التي تاخذ على عاتقها المؤسسات الثقافية والدينية التي تنتشر في دول العالم المختلفة اقامتها وهذا بحد ذاته عنصر مهم في التأكيد على الهوية الوطنية والدينية في ذات الوقت.

واضاف الحسناوي أن مامر به العراق من ازمات وتحديات خرج منها بجهود ابنائه المخلصين تدفعنا الى أن نتعاون مع بعضنا البعض في شتى المجالات وهذا التعاون هو بحد ذاته تجديد العهد بالوطن والمقدسات بالحب والمقدسات، وستبقى العتبة العباسية عنواناً وحسراً للتواصل مع جميع العراققين باختلاف انتماءاتهم ومذاهبم وطوائفهم.

بدوره أكد رئيس جمعية تعارف الاديان الاستاذ زهيرشربة  وفي كلمة له خلال ان الملتقى الفكري الذي نجتمع فيه اليوم تتجلى فيه رسالة مهمة مفادها  يُرسل “أنّ العراق وأهله محبّون للسلام، وأنّهم مؤمنون به لكونه من أهمّ مرتكزات الإسلام في بلدٍ أراد التكفيريّون أن يشوّهوا صورة الدين الإسلامي ويجعلوه دين قتلٍ وترهيب، وإنّ العراقيّين وخاصّةً محبّي وأتباع أهل البيت(عليهم السلام) ليسوا كما تصوّرهم وسائل الإعلام المغرضة والمندسّة بأنّهم أهل حربٍ وتشريد ، بل على العكس والنقيض من ذلك”، وأن الغاية من اقامة هكذا ندوات ومؤتمرات خارج العراق هو التأكيد على تعزيز الانتماء الوطني والتمسك بالانتماء الوطني وتجسيد ذلك عبر تجديد البيعة لابي الفضل العباس وال بيت النبي(ص) عليهم اجميعاً.

من جهته أكد سفير جمهورية العراق لدى بلجيكا”صادق الركابي”ان العراقيين ومنذ أن حطوا رحالهم في العديد من دول العالم ومنها الدول الاوروبية كانوا مؤثرين ولهم الحضور الواسع في شتى المجالات وساهموا ببناء تلك المجتمعات من خلال كفاءاتهم وإمكانياتهم الفذة التي يتوجب استثمارهـا بشكلٍ ايجابي يحقق الفائدة لبلدنال الحبيب العراق.

واضاف أن الحديث عن الاغتراب والمغترب يضعنا أمام مسؤولية كبرى كواجهة مهمة لبلدنا الحبيب عبر التأكيد على الهوية العراقية والانتماء الوطني وخاصة لإؤلئك الذي سكنوا بلاد الغرب وخاصة الجيل الثاني الذي هم بامس الحاجة لتاكيد هذا الانتماء.

واشار الى أن وجود هكذا ندوات ولقاءات مع ابناء الجالية العراقية سواء في بلجيكا وغيرها من الدول الاوروبية مهم جداً للحفاظ على الهوية الحقيقية للمهاجرين بعيداً عن تأثيرات يمكن ان تسهم بانسلاخهم عن البلد.

ولفت السفير الركابي في كلماته الى  أن وجود المراكز الثقفية والدينية في بلاد المهجر مهم جداً كونها تعزز وتعمق من ذكرياتهم بالوطن وهي تشدهم الى هوية ابائهم واجدادهم ، وأن ظاهرة الاغتراب والهجرة الجديدة التي عاشها العراقيون خلال الفترات الماضية بسبب ماشهده العراق من احداث ومشاكل القت بضلالها على واقعه بشكل عام توجب علينا كسفارة مثل عراق مصغر ان تكون قريبة من الجميع للتأكيد على الانتماء الوطني .

وتابع..أن الكفاءات العراقية المنتشرة في بلاد المهجر بحاجة الى أٌطر تحميهم من الذوبان في المجتمعات الغربية اتي تعمل على استثمار اامكانياتهم وطاقاتهم لخدمة الدول التي يعشيون فيها.

كما أكد السفير العراقي لدى بلجيكا  صادق الركابي،حاجة العراق الى كفاءات وامكانيات ابنائه على الرغم من الاليات العاجزة عن جذبهم واستثمار امكانياتهم بشكل يخدم البلد وفق أليات وخطط تمكننا من الاستفادة منهم بشكل ايجابي.

وختم كلمته بالقول أن  السفارة العراقية  بيت لكل العراقيين بانتماءاتهم ومكوناتهم وهي صلة من صلات الوصل بالوطن الام.

بدروه القى رئيس مؤسسة الزهراء الثقافية في بلجيكا السيد “عبير الاعرجي” كلمة خلال الملتقى الفكري لابي الفضل العباس(ع) هذا نصها.

بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الخلائق محمد طه الأمين وآله آل طه ويس

السلام عليكم أيها الحفل الكريم ورحمة الله وبركاته

على ضفاف العلقمي دم وراية

وقربة السقاية

وفارس زنداه فوق شاطيء الفرات

يشد فاصل النهاية البعيد بالبداية

أجل سيدي أبي الفضل يشد فاصل النهاية البعيد بالبداية ، راية الولود راية أبيك الكرار التي عقدها النبي ص له

الراية التي يمتاز بها الحق في تجدُّد الصراع حتى اليوم الموعود

السلام عليك سيدي أبا الفضل السلام عليك أبا الكرم السلام عليك أيها القمر حامي الضعينة حامل اللواء

إذا ذكر العّباس ذُكِرَ الكرم والوفاء والجود والشجاعة

إقترن إسمه بالراية واقترن ذكر الراية بالجود والماء والبيعة والدفاع عن الحمى

هكذا نجده في كل محفل ورايته حاضرة بمضائفنا ولدى تجمعات عشائرنا في فرح وترح ووفادة وقِرىً

لإسمه تعقد المجالس وباسمه تعقد الرايات وتنطلق الأهازيج ذكره حاضر في مواسم العطاء يستمد منه الموالون الثبات ويتعلم منه المحبون طاعة المعصوم إنه العباس الذي علّمنا الكرم وعلمنا الإرتقاء في مدارج العزّ

مرحى برايتك المقدسة ، مرحبا بوفدك الكريم وفد العتبة الرفيعة ومرحبا بالضيوف الأعزاء في بيت من بيوت آل محمد ومضافة لهم ومحطة تحط عن الغرباء عناء الغربة

نرحب بكم جميعا أيها الجمع المبارك سائلين من الله القبول شاكرين لله لطفه وكرمه أن جمعنا على حبِّ محمد وآله صلوات الله عليهم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وعقب توالي كلمات الحاضرين المشاركين في الملتقى عقدت ندوةً خصصت في طياتها لمناقشة انعقاد الاسبوع الفكري الثاني لابي الفضل العباس(ع) من بلجيكا مرورا بهولندا والمانيا.

ممثل العتبة العباسية في اوروبا السيد”أحمد الراضي الحسيني” تطرف في محور نقاش الندوة (العتبة العباسية جسرُ للتواصل بين المغترب والوطن)، الى الدور الكبير الذي تضطلع به العتبة العباسية في التواصل مع الجاليات العراقية المنتشرة في اوروبا وعموم دول العالم المختلفة وان هذا يجب ان ذا قيمة وفائدة من خلال استثمار امكاياتهم وطاقاتهم لخدمة وطنهم الذي هو بامس الحاجة اليهم وخصوصاً في ظل الظروف الحالية التي يمر بها العراق وخاصة مرحلة مابعد الحرب على”داعش” والتي تتطلب جهود جميع مكونات الشعب العراقي لاعادة بناء ماخلفه الارهاب ومن يقف معه من اعداء الوطن.

وأكـد السيد الحسيني في كلمته أن العتبة العباسية يقع على عاتقها مسؤولية كبيرة تتمثل في الحفاظ على تلك الكفاءات والطاقات العراقية من خلال ايجاد سبل عمل مشتركة وخطط واعدة تسهم ان يكون لهم دور فاعل فيبناء البلد مثلما كان دورهم فاعل ومهم في بناء المجتمعات الغربية، لافتاً في ذات الوقت أن هذه الندوات والملتقيات ستتواصل مع ابناء الجاتلية العراقية في كل دول العالم لتعزيز اواصر الترابط والتواصل مع كل العراقيين ولتجديد عهد البيعة والولاء وللوطن تحت راية ابي الفضل العباس(ع).

بدوره أكـد سفير جمهورية العراق لدى مملكة هولندا الدكتور”هشام العلوي”،أن البعثات الدبلوماسية وباعتبارهـا رمز للبلد وسيادته فلابد أن يكون النشيد الوطني لجمهورية العراق حاضراً في كل المحافل التي يتواجد فيها العراقيون وكي لايأخذ في بال أحد ان الفعاليات الثقافية تحسب على فئة او مجموعة دون اخرى وبالتالي القاسم الوحيد ان يجمعنا هو انتماؤنا لوطننا الحبيب العراق.

ولفت السفير العلوي في محاضرةٍ القاهـا على مسامع الحاضرين والتي حملت عنوان ( الإغتراب بين الهوية والإندماج) الى أن كلمة الإغتراب لايمكن التعاطي بها كونها تدل على الابتعاد عن الوطن ، بينما المُغترب هو صفة تُطلق على كل غادر بلده تحت مسببات وظروف معينة .

في هكذا مناسبات وملتقيات يتجدد الحديث عن الهوية الوطنية والتأكيد عليها باعتبارها عنوناً للوطن كما انها تؤكدعلى المساواة بين جميع المكونات العراقية دون الاستخاف باحد والنظر الى التنوع الانساني كأساس للتعارف بين الامم والشعوب.

واشار الى أن استهداف الانسان قيمة منبوذة اثرت وبشكل كبير على واقع الانسان وخاصةً السلم المجتمعي الذي اصبح مستهدفاً في كلِ وقتٍ وحين، لذلكفان السلوكيات التي قدمها البعض لاتمثل الاسلام المحمدي الحقيقي. وبسبب ممارسات وعادات مارسها ال