جامعات ديالى تستغيث والصمت شعار الوزارة وامنية المحافظة

تاريخ النشر : 2015-08-06 10:03:32 أخر تحديث : 2024-09-17 23:16:16

جامعات ديالى تستغيث والصمت شعار الوزارة وامنية المحافظة

ديالى /فلاح الناصري


من لم يزر العراق او يسمع عنه، يبقى في ذهنه ما كان عليه حال تعليمنا العالي ، ففي زمن قريب مضى، كان مستوى الدراسات الجامعية في العراق متقدما على باقي الدول العربية، وكان الطلبة العرب يقصدونها بحثا عن العلم والمعرفة .
لكن هذه السنوات الاخيرة اعطت صورة لا يمكن وصفها الا بالبائسة والمخجلة ، فقد تغيّـرت الصورة تماما اليوم، وباتت الجامعات والمعاهد العراقية بعيدة إلى حد كبير عن قيّـم الحياة الأكاديمية وأجواء البحث العلمي ، وهذا كله لا يبشر بعودة الجامعات الى سابق عهدها .
ومن بين الظواهر الجديدة الطارئة على الوسط الجامعي ، ظاهرة اختطاف وقتل الأساتذة الجامعيين، وهي ظاهرة طالت أعدادا كبيرة من الباحثين والأساتذة، وأجبرت آخرين كثيرين على مغادرة العراق بحثا عن الأمان بعيدا عن القلق ومسلسل الرعب الدامي الذي طال زملاءهم ، ولجامعات ومعاهد محافظة ديالى النصيب الاوفر في السنوات الاخير بسبب تردي الوضع الامني واستفحال الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون.


وكشف لنا الطالب احمد ضياء ، جامعة ديالى : في السنوات الاخيرة واقع جامعتي لا يسر فالجماعات المسلحة والخارجة عن القانون اصبحت لها كلمتها وقرارات الجامعة اصبحت مقيدة وهذا كله بفعل انه لا رادع لتلك الجماعات واصبح الطالب والاستاذ تحت رحمة هكذا جماعات لا تعرف معنى العلم والتعليم ومدى ابعاد المنظومة التعليمية بعيدا عن تلك الصراعات.
في حين قال الطالب كرار عماد المجمعي ، كلية الهندسة / الرافدين: ما يتعرض له اساتذتنا وطلبتنا من عملية خطف وقتل وابتزاز يومي ، اصبح امرا لا يطاق ، وهذا كله يحدث وسط صمت مريب من اجهزتنا الامنية ووزارتنا ، ففي الايام الاخير ونحن نتحضر الى امتحانات الدور الثاني وصلتنا انباء تؤكد خطف استاذنا واقتياده الى جهة غير معلومة .
واضاف المجمعي: نحن نعرف تماما بأن هناك جهات مسلحة ومليشيات تحاول افشال وتدمير واقع التعليم في جامعتنا ، وهذا امر لا يمكن السكوت عليه فنحن كطلبة اقصى ما نفعله اليوم ان نستنكر ونطالب الجهات الامنية بأن تقوم بحماية الاستاذ والطالب وايجاد حلا رادعا لتلك المليشيات التي تعمل بأطار اشبه ما يكون بالقانوني فتتحرك وتقتل وتعتقل ولا يكون هناك رادع لها.


بينما تحدث لنا الدكتور امير الكرادي ، قائلا : ان عمليات الاغتيال وحالات الخطف التي انتشرت في المحافظة بالاونة الاخيرة والاي طالت الكثير من الاساتذة الجامعيين والذين يعملون في مختلف الاختصاصات العلمية ، حالات لا تبشر بخير وتعد نذير شؤم لمستقبل علمي متدهور فالجميع اليوم مهدد بالخطف والقتل ان لم يكن لانتماءه الدين يكون بفعل الحصول على الاموال . واشار الكرادي إلى أن تلك الحالات كانت من الشمولية والاتساع، بحيث لم تترك فصيلا سياسيا أو انتماء قوميا أو دينيا إلا وشملته، بمعنى أنها ليست موجهة إلى أساتذة جامعيين من انتماء سياسي أو عرقي أو ديني بذاته بل طالت من لديه انتماء عشائري وحتى وصلت الى حد مقايضتهم بالاموال.


اما الدكتور مرتضى الشمري ، فقد قال : " اليوم كلنا نشعر بالخوف والفزع من انتشار هكذا مليشيات تدعي انها تدافع عن الوطن وتسفك الدماء ، إن الاغتيالات التي شملت أساتذة وطلبة اصبحت اخبار شبه يومية ، كما أن جميع اغلب الاغتيال التي طالت الالاساتذة والطلبة سُـجّـلت ضد مجهول، بمعنى أن هناك تواطأ من قبل بعض الأجهزة الأمنية او انها لم تتمكّـن من تحديد الجهات المنفّـذة لهذه العمليات الإجرامية . مضيفا " بل هناك إمكانية ضلوع جهات داخلية وأخرى خارجية في هذه الحوادث، كما أن بعض الحالات يعود إلى مجرد عداوات شخصية ، وإن تزايد الحالات التي شملتها ظاهرة القتل دفعت أكثر من ألف أستاذ جامعي وباحث أكاديمي إلى مغادرة العراق ولا اخفيك سرا هذا ما افكر به هذه الايام وهو حق مشروع ".


نستنتج من ذلك كله ان واقع تعليمنا العالي اصبح في تندي ما لم توفر الحكومات المحلية اجواءً دراسية امانة للطالب والاستاذ على حد سواء وابعاد تلك المليشيات ومحاسبتها ومراقبتها ومنعها من التحرك داخل المحافظة بذيرعة توفيع الامن ومساندة القوات الامنية ./انتهى

أخبار ذات صلة

حقوق النشر محفوظة موقع وكالة روافد نيوز الاخبارية وليس كل ماينشر يمثل يالضرورة رأي الوكالة

تطوير مزيان مزيان | Zaina CMS