الجانب المظلم من التأمل
تاريخ النشر : 2019-05-16 11:44:14 أخر تحديث : 2024-12-20 14:13:12
روافد نيوز/ متابعة/ عندما تفكر بالتأمل، فقد تتجلى أمامك أعلى درجات الاسترخاء والهدوء، ولكن هذا ليس هو الحال دائما، حيث وجدت دراسة حديثة أن هناك تجارب سيئة مع هذه الممارسة.
وكشف مسح دولي لأكثر من 1200 شخص يمارسون التأمل، أن 3 من كل 10 منهم عانوا من مشاكل ضارة بالصحة العقلية بما في ذلك الشعور بالقلق والخوف.
ووجدت الدراسة التي أجرتها جامعة كوليدج لندن (UCL)، أن أكثر من ربع الأشخاص الذين يمارسون التأمل بانتظام، يعانون من هذه المشاعر، كما أن أولئك الذين ينخرطون في أشكال عصرية من التأمل مثل "فيباسانا" أو "الكُوان"، التي تشجع على التأمل من خلال التشكيك في استدامة الذات وواقع الأحاسيس، كانوا أكثر عرضة للتأثر بالمشاعر السلبية.
ويقول ماركو شلوسر الذي قاد الدراسة في جامعة كوليدج لندن: "تشير النتائج إلى أهمية توسيع الفهم العام العلمي للتأمل إلى أبعد من مجرد تقنية لتعزيز الصحة".
وأضاف: " لا يُعرف الكثير عن سبب وتوقيت وكيفية حدوث مثل هذه الصعوبات المرتبطة بالتأمل: هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم طبيعة هذه التجارب".
وأوضح شلوسر أن التأمل يمكن أن يولد فجأة مشاعر بالخطر لا سيما بين المتأملين عديمي الخبرة، حيث أصبح التأمل ممارسة عصرية بمثابة حل سحري من أجل صفاء الذهن، لكنه ليس كذلك، "وربما تكون فوائده مبالغا فيها".
ومن بين 1232 مشاركا في الدراسة، واجه 315 (25.6%) منهم تجارب "غير سارة" متعلقة بالتأمل.
وكان الرجال أكثر من النساء عرضة للمعاناة من هذه التجارب السلبية، كما واجه أولئك الذين لم يكن لديهم اعتقاد ديني تجارب سيئة مع التأمل مقارنة بالمتدينين.
ويشير الباحثون إلى أنه غالبا ما ينصح بممارسة التأمل باعتباره يساعد على تعزيز جهاز المناعة، ويقلل من مستويات التوتر، لكنه على الرغم من إيجابياته العديدة، يوجد جانب مظلم لهذه الممارسة الذهنية، والذي يتطلب المزيد من البحث نظرا لأن هذه الدراسة لم تسأل المشاركين عن تفاصيل تجاربهم السيئة، كما أنها لم تأخذ بعين الاعتبار مشاكل الصحة العقلية التي يعاني منها المشاركون.
ويقول الباحثون إن الدراسات المستقبلية يمكن أن تتعمق أكثر في هذه الممارسة بهدف فهم المزيد حول المشاكل المحتملة التي يمكن أن تسببها وهو ما قد يساعد على تجنبها في المستقبل./انتهى
المصدر: تيلغراف