الحمى النزفية تعود للعراق على حين غرة وسط “إشاعات” تفوق الواقع     

تاريخ النشر : 2018-06-30 09:50:01 أخر تحديث : 2024-04-26 01:22:58

الحمى النزفية تعود للعراق على حين غرة وسط “إشاعات” تفوق الواقع     

بغداد/ روافد نيوز/ عادل فاخر


ظهر مرض “الحمى النزفية” على حين غرة جنوب العراق، ليتسبب بحالات هلع انتابت الكثيرين نظرا لخطورة، خاصة مع الحديث عن حصول وفيات جرائه.


إنه وباء يدعو للقلق فعلا، بالرغم من محدوديته حاليا، فيما تؤكد وزارة الصحة متابعتها للمرض عن كثب، مطمئنةً المواطنين بإتخاذها الإجراءات اللازمة بالتعاون مع وزارة الزراعة، في حين حذر أطباء من “شائعات” يجري تناقلها بخصوص المرض، خاصة وأنه يندرج ضمن قائمة الأسلحة البايولوجية الإرهابية.


وقال المتحدث باسم الوزارة سيف البدر “أشيع في الآونة الأخيرة إنتشار الحمى النزفية الفيروسية والتي هي مجموعة متنوعة من أمراض الحيوان والإنسان”، موضحاً أن “محافظة الديوانية وبعد وفاة شخصين فيها بالحمى النزفية، إتخذت الوزارة وبشكل عاجل الإجراءات اللازمة للوقاية منها مع توفيرها للعلاجات اللازمة لهذا الغرض”.


وأضاف البدر، أن “مرض الحمى النزفية يسبب إضطرابات نزفية وحمى يمكن أن تتطور إلى حمى شديدة ومن الممكن أن تؤدي إلى الوفاة في بعض من الحالات، وبعض أشكال المرض لها أعراض خفيفة نسبيا مثل إعتلال الكلية الوبائي”، مطالبا جميع وسائل الإعلام بـ”توخي الدقة والحذر عند نشر المعلومات التي تمس الأمن الصحي للبلد”.


ودعا البدر أصحاب الدواجن وتربية المواشي إلى “الالتزام بالإرشادات الصحية اللازمة والنظافة والتعقيم ورش أماكن إحتضان الحيوانات وتربيتها وكذلك لَبْس القفازات والأكمام لمنع إنتقال أي مرض والتعقيم والنظافة بعد ملامسة الحيوانات للوقاية منها والتوجه إلى أقرب مركز صحي عند الشعور بالأعراض أو حصول أي نزف”.


لا إصابات بين الأطباء


وأعلنت دائرة الصحة في البصرة، عدم تسجيل مستشفيات المحافظة أية حالة إصابة جديدة بمرض الحمى النزفية، فيما اكدت أن الأطباء الذين تم الاشتباه بإصابتهم بالمرض قد أثبتت الفحوصات سلامتهم.


وقال مدير الصحة في المحافظة رياض عبد الأمير، إن “الشائعات التي يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشأن تسجيل حالات إصابة جديدة بمرض الحمى النزفية هي عارية عن الصحة، وينبغي عدم تصديقها”، مبيناً أن “من ضمن تلك الشائعات ما يفيد بإغلاق قسم الطوارئ في مستشفى الصدر التعليمي بسبب تسجيل حالات إصابة”.


وأضاف أن “الأطباء الذين تم الاشتباه بإصابتهم بالحمى النزفية تم إرسال عينات من دمهم الى مختبرات الوزارة في بغداد، وقد أظهرت نتائج الفحوصات سلامتهم من المرض، وعادوا الى ممارسة عملهم بشكل اعتيادي”.


إصابات أخرى


وأعلن مركز الأمراض الإنتقالية في وزارة الصحة، في وقت سابق عن تسجيل 5 إصابات بمرض الحمى النزفية منذ بداية العام الحالي 2018، مشيرا إلى أن العامين الماضيين لم يتم تسجيل أية إصابة بالمرض.


وقال مدير المركز صباح مهدي في تصريحات صحفية ان “مرض الحمى النزفية هو من الأمراض الفايروسية، حيث سجلت أول الإصابات عام 1979، وكانت الحادثة مشهورة بوفاة عدد من الأطباء بمستشفى اليرموك بسبب إصابة مواطن بهذا الرض من منطقة أبو غريب غربي بغداد”، مبينا أنه “منذ ذلك الوقت ولحد الآن سجلت إصابات سنوية بصورة محدودة”.


وأضاف، أن “الموقف الوبائي منذ بداية العام الحالي ولغاية الآن هي تسجيل 5 إصابات بالحمى النزفية”، مشيرا إلى أن “تلك الاصابات مؤكدة مختبريا، مشيرا إلى أن هذه الحالات موزعة واحدة في نينوى وأخرى في أربيل و3 ب‍الديوانية”، موضحا انه “لا يوجد أي ترابط وبائي بين هذه الإصابات وخاصة بالديوانية”.


وأكد أن “عامي 2016 و2017 لم تسجل أي حالة مرضية”، لافتا إلى أن “أكثر أعداد سجلت عام 1992 وعام 1996 وعام 2010”.


مخاوف من تناول اللحوم


من جهتها أكدت وزارة الزراعة، أن الإصابات التي ظهرت بمرض الحمى النزفية محدودة جدا ومسيطر عليها، مطمئنة المواطنين إلى عدم الخوف من أكل اللحوم.


وقال مستشار الوزارة لشؤون الثروة الحيوانية حسين علي سعود إن “الإصابات البشرية بمرض الحمى النزفية التي ظهرت في عدد من المناطق محدودة جدا، ولاتوجد أية هلاكات في الثروة الحيوانات”، مبينا أن “الوزارة من خلال دائرة البيطرة قد إتخذت الإجراءات الوقائية اللازمة لتحصين الحيوانات من المرض”.


وأضاف سعود، أن “العام الحالي ظهرت قبل شهر إصابة بشرية واحدة بمنطقة كردستان، ثم ثلاث إصابات بشرية في محافظة الديوانية”، مؤكدا ان “دائرة البيطرة قامت بمكافحة شاملة للحشرات الناقلة للمرض والموجودة في الحظائر وعلى جسم الحيوان، وكذلك تغطيس الحيوانات بمواد المكافحة والرش”.


وطمأن سعود “المواطنين بانه لا خوف على صحة المواطن من تناول اللحوم المطهية أو المعقمة، لان فايروس المرض يقتل في الحرارة أو التعقيم”، داعيا المواطنين والمربين إلى “عدم التعامل المباشر مع الحيوانات إلا بعد أخذ الاحتياطات الواجبة ومكافحة الحشرات في المنازل والحظائر”.


خطر يندرج ضمن قائمة الأسلحة البايولوجية الإرهابية


والحمى النزفية الفايروسية مرض يصيب الحيوانات بصورة رئيسية إلا أنه يسبب أحياناً أمراضاً للبشر، وقد يسبب مرضاً شديداً لكل من الحيوانات والبشر مما يؤدي إلى إعتلالات شديدة ومن ثم الوفاة، وغالباً ما تؤدي وفاة المواشي المصابة ب‍حمى الوادي المتصدع إلى خسائر إقتصادية كبيرة.


وبحسب الطبيب الإحتصاص رامي الدليمي، فإن الحمى النزفية مرض ڤايروسي معدي يخل بقدرة الأوعية الدموية (تكوين الخثرة عند حدوث جرح أو نزف في أي جزء من أجزاء الجسم) فتعمل على تسرب الدم من الأوعية الدموية، متسببا في حدوث نزيف الأعضاء الداخلية (الأحشاء) وأيضا نزيف تحت الجلد وقد يصل إلى النزف الفموي أو من العين أو الأذن، محدثة عدة أعراض ترجح مابين الطفيفة وأخرى مهددة للحياة، ومن أنواع الڤايروسات المسببة: إيبولا Ebola ٢- دينكو Dengo ٣-لاسا (Lassa) ٤-الحمى الصفراء (Yellow Fever)، ومن أعراضها البدائية تتمثل في حرارة مرتفعة ، نحول، دوار، ألم في المفاصل والعضلات وضعف القابلية الجسدية، أما الأعراض التي تعتبر مهددة لحياة المريض فتتمثل بنزف تحت الجلد، ونزف الأحشاء ونزف من الفم أو الأذن أو العين، وقد تصل خطورة الأعراض إلى (تباطؤ في ضربات القلب، وتنفس ضعيف ويسمى بالسطحي، فضلا عن إختلال بوظائف الجهاز العصبي وغيبوبه وهذيان وعجز كلوي وعجز في الكبد وتسمم في الدم”.


الدليمي أوضح إن “هذا المرض يكثر في الدول النامية وخصوصا أفريقيا، وعادة الحالات تنتشر في بلدان أخرى بسبب السفر للدول المتفشي فيها هذا المرض، كما أنه ينتقل من شخص لأخر أو عن طريق الحيوانات والحشرات”.


ويرى الدليمي، أن “طريقة علاجه  تعتبر ناجحة إذا ماتمت بصورة صحيحة، أما عن طريق منعه فتتمثل بالتلقيح ضد الڤايروس المسبب، ولكن لاتزال البحوث مستمره بشأن توفير وإختراع اللقاحات المتبقية، علما أنه ايضا يندرج ضمن قائمة الأسلحة البايولوجية الإرهابية”.


إرشادات للوقاية


وأصدرت مديرية الدفاع المدني، إرشادات للوقاية من الإصابة بفيروس الحمى النزيفية، مبينة ان وزارة الصحة سيطرت على هذا الفايروس.


وقالت المديرية في بيان انه “بعد ظهور حالات من الإصابة بفيروس الحمى النزفية في العراق، تمت السيطرة عليها من قبل وزارة الصحة والبيئة”.


واضافت “كإجراء إستباقي للتوعية بهذا الفيروس ننشر بعض المعلومات عن هذا الفيروس، ومنها أن غالباً ما تحدث هذه الحمى في المناطق الزراعية التي تكثر فيها تربية الحيوانات، الفئة العمرية الأكثر عرضة للإصابة بالحمى النزفية هي أي فئة عمرية، إلا أنها أكثر انتشاراً في الأطفال وكبار السن.


الأعراض بحسب البيان


من الأعراض التي تبدو على المصاب بحسب بيان مديرية الدفاع المدني، إرتفاع في درجات حرارة الجسم مع نحول عام، وغثيان وتقيؤ وآلام عامة في مختلف انحاء الجسم، وأحياناً قد تكون هذه الحمى مصحوبه بالنزيف من الفم والعينين أو الأذنين، وأحياناً يكون هذا النزيف في الأعضاء الداخلية أو تحت الجلد، وبعد أربع الى خمس أيام تظهر الحبوب والعلامات تحت الجلد.


اما الحضانة فإن الفترة من يومان إلى سبعة أيام، ولا تزيد عن 12 يوما، ثم تبدأ الأعراض، وأن 75% من الحالات تبدأ في النزيف بعد 3 إلى 7 أيام.


التشخيص


قد يصعب تشخيص هذه الحمى في الأيام الاولى من المرض وذلك لتشابه أعراضها مع العديد من الأمراض.


ويؤدي الفيروس إلى عدم تجلط الدم داخل الأوعية الدموية، فينزل الدم من الأمعاء الدقيقة مع البراز كما يظهر دم في البول، ونزيف الأنف واللثة.


شاركها

المصدر: بغداد/ روافد نيوز/ عادل فاخر/

أخبار ذات صلة

حقوق النشر محفوظة موقع وكالة روافد نيوز الاخبارية وليس كل ماينشر يمثل يالضرورة رأي الوكالة

تطوير مزيان مزيان | Zaina CMS