شباب يتكفلون النخيل للمحافظة على ماتبقى منه في العراق

تاريخ النشر : 2018-06-10 05:42:31 أخر تحديث : 2024-10-18 08:29:52

شباب يتكفلون النخيل للمحافظة على ماتبقى منه في العراق

بغداد/ روافد نيوز/ عادل فاخر/ يعتبر شجر النخيل وإنتاج التمور المصدر الثاني لصادرات العراق بعد النفط، غير أن الحروب والإهمال وتجريف البساتين، وهجرة الفلاحين لأراضيهم حالت دون أن تستمر هذه الثروة الزراعية الهائلة.


ودفعت عمليات قطع النخيل وتجريف البساتين مجموعة من الشباب إلى تأسيس مشروع، تحت عنوان”إكفل نخلة”، للمحافظة على إشجار النخيل المتبقية، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه في العاصمة العراقية بغداد والمحافظات الأخرى مقابل إشتراك سنوي يدفع لهم ونسبة من التمور.


المشروع لقى تجاوبا وإستحسانا مع قبل أصحاب البساتين والأراضي الزراعية، حيث تمكن فريق “إكفل نخلة” لغاية الان من كفالة أكثر من 300 نخلة في قضاء التاجي شمالي بغداد، في مسعى يهدف أيضا لإعادة العراق إلى المرتبة الأولى في إنتاج التمور، كما كان عليه في ثمانينيات القرن الماضي وما سبقها.


المشروع شمل عدد من مناطق بغداد مثل الدورة جنوبي بغداد، والعطيفية شمالي بغداد، والمدائن جنوب شرقي العاصمة، وكذلك منطقة الدجيل، يشمل البساتين وكذلك النخيل في المنازل والمدارس، دون الإستعانة بوزارة الزراعة.


الحفاظ على توازن الطبيعة


صاحبة المشروع الشابة والناشطة آمنة السلطاني، أكدت أن الهدف هو الحفاظ على توازن الطبيعة، ودعم التنمية الزراعية، برفقة زميلين لها هما أحمد ولبيب، وقد تقدموا رسميا من خلال البرنامج الانمائي التابع للأمم المتحدة ومكاتبها في بغداد، الذي بدوره منحنا التدريب اللازم لدعم المشروع الذي يتمثل بدعم إنتاج التمور وتسويقها، بموجب عقد رسمي يوقع بين الفريق وبين صاحب البستان.


وأضافت إن”المشروع سيستمر ليشمل أقضية ونواح وقرى أخرى في محافظات الجنوب والوسط، حيث نقوم بجميع الخدمات التي تحتاجها النخلة كي لاتموت، وبإحترافية عالية، مثل التكريب والتلقيح والتسميد ومكافحة الأمراض في حال وججودها، وقطاف التمر، مقابل عقد سنوي”.


وأشارت إلى أن فريقها حصل على فرصة من المصارف والمستثمرين، وتم الحصول على دعم من المصرف العراقي للتجارة، بطريقة القرض بدون فائدة، ولغاية هو إعادة الحياة للنخيل وإنتاج التمور ليتذوق العراقيين من تمورهم متعددة الأنواع دون الإستيراد من إيران أو السعودية، ونحتاج في المستقبل إلى التعاون مع معمل لتعليب التمور”.


العراق يخسر 14 مليون نخلة


وتشير إحصائيات دولية إلى أن عدد النخيل في العراق خلال ثمانينات القرن الماضي يتجاوز الـ 35 مليون نخلة، الا أن وزارة الزراعة أعلنت ان عدد النخيل في العراق تقدر بـ 21 الى 23 مليون نخلة ما يعني ان العراق قد خسر نحو اكثر من 14 مليون نخلة.


وتعد إشجار النخيل الشريان الرئيس للاقتصاد العراقي نظرا لما يقوم به العراق من تصدير منتجات التمور إلى العالم، إلا أن في اللآونة الأخيرة أصبح العراق مستوردا لمحصول التمور على الرغم من توفر العوامل الذي يمكن ان تجعله مجددا مصدرا للتمور إلى العالم.


الحروب أنهكت النخيل


الوكيل الفني لوزارة الزراعة مهدي القيسي، يرى أن “هناك أسباب عديدة وراء تراجع أعداد النخيل في العراق، منها الحرب العراقية الإيرانية وحرب الخليج الثانية التي جعلت الفلاح يترك مزارعه ويلتحق بالسلك العسكري، فهي ليست وليدة اليوم”.


 وأضاف إن” البساتين أصبحت في خطوط المواجهة بعدما تعرضت إلى التجريف، لاسيما في محافظات البصرة وميسان في الجنوب وديالى في الوسط، وفي فترة التسعينياتأ هناك أهمال حكومي للنخيل، وبعد عام ،2003 أهتمت وزارة الزراعة بالنخيل، بعد اصبح تأسيس هيئة النخيل عام ،2005 والتي وضعت بدورها البرامج التطويرية إذ ان التقديرات تشيرإلى أن أعداد النخيل في العراق بلغت بنحو 21 الى 32 مليون نخلة، الا أن العدد الحقيقي يحتاج إلى تعداد والتعداد يحتاج إلى مشاريع إستثمارية، وبما ان الموازنات السابقة منذ 2014 تفتقر الى المشاريع الاستثمارية فان وزارة الزراعة لم تقم باحصاء عدد النخيل في العراق لمعرفة العدد الكلي لها”.


توقف معامل التمور


كانت التمور العراقية قبل ثلاثة عقود من الزمن تصدر إلى جميع أنحاء العالم بعد تنظيفها وتعبئتها وتغليفها عبر مؤسسسة حكومية متخصصة لها معامل في محافظات البصرة والديوانية وبابل وبغداد وديالى ويطلق عليها معامل كبس التمور.


ويؤكد الخبير الإقتصادي ملاذ الأمين أن توقف هذه المعامل والمصانع، أدى إلى تراجع تصدير التمور العراقية بأنواعها، وتسريح مئات العمال وإيقاف التنافس بين المزارعين لتقديم المنتوج الأفضل لغرض التصدير، إلى جانب فقدان العراق مورد مهم من موارد العملة الصعبة، مع خسارة العراق لأسمة كأكبر مصدر للتمور ومنتجاتها في العالم”.


وأشاد الأمين بتجربة مشروع “أكفل نخلة”، متوقعا أن يحقق نجاحا باهرا، عجزت المؤسسات الحكومية المختصة، وقد سؤدي في حال إستمراره إلى عودة العراق إلى سوق التمور عالميا، والتوقف عن إستيراده من من الكويت والسعودية وإيران”.


أصل النخيل


النَخْلَةُ وجمعها نَخْل ونَخِيْل، أو نَخلة التَمْر أو نَخلة البَلَح (الاسم العلمي: Phoenix dactylifera) (بالإنجليزية: date palm)، هي شجرة تنتمي إلى الفصيلة الفوفلية (النخلية سابقًا)، وهي شجرة معمرة، لها ساق (جذع) غليظة وأكثر ارتفاع مسجل لها وصل (28.20) م (لصنف أمْهَات بمصر)، تتوجها أوراق ريشية كبيرة (السعف)، والنخل نبات ثنائي المسكن فهناك نخل ذكري وآخر أنثوي، كلاهما يخرجان العراجين.


ولا يعلم أصل موطن النخل، إلا أن العالم الإيطالي “أدواردو بيكاري” يدعي بأن موطن النخل الأصلي هو الخليج العربي، بينما يقول العالم “دو كاندول” بأن نخل التمر نشأ منذ عصور ما قبل التاريخ في المنطقة شبه الحارة الجافة التي تمتد من (السنغال) إلى حوض (الاندس)، وتنحصر غالباً بين خطي عرض 15، 30، وتعد المناطق التي أشار إليها دو كاندول من أكثف مناطق زرع نخل التمر منذ إكتشافه وإلى الوقت الحاضر.


زراعة نخل التمر بدأت في بلاد ما بين النهرين (العراق) نحو 4000 ق.م، وفي مصر حوالي 3000-2000 ق.م،] وفي عصر التوراة كانت النخلة شجرة معروفة في فلسطين، وفينيقيا خصوصاً بصور وصيدا (التي عرفها الإغريق والرومان باسم بلاد النخيل).

المصدر: بغداد/ روافد نيوز/ عادل فاخر/

أخبار ذات صلة

حقوق النشر محفوظة موقع وكالة روافد نيوز الاخبارية وليس كل ماينشر يمثل يالضرورة رأي الوكالة

تطوير مزيان مزيان | Zaina CMS