الشرطة الإندونيسية تكشف تفاصيل استهداف 3 كنائس
تاريخ النشر : 2018-05-13 15:27:15 أخر تحديث : 2025-01-08 19:35:06
هجوم يستهدف كنائيس في اندونيسيا
قُتل 11 شخصًا على الأقل وجرح العشرات، اليوم الأحد، في سلسلة اعتداءات شاركت فيها عائلة انتحارية من ستة أفراد، تبناها تنظيم “داعش” واستهدفت كنائس في سورابايا (شرق جزيرة جاوة)، في إندونيسيا أكبر بلد مسلم من حيث عدد السكان.
وتسعى البلاد، التي تشهد حالة تأهب بعد اعتداءات نفذها متشددون إندونيسيون أعلن التنظيم مسؤوليته عن بعضها، إلى التصدي للتعصب والكراهية المتزايدة تجاه الأقليات الدينية.
وأكد قائد الشرطة الإندونيسية، تيتو كارنافيان أن العائلة المكونة من أم وأب وطفلتين بعمر 9 أعوام و12 عامًا، وولدين بعمر 16 و18 عامًا مرتبطة بشبكة “جماعة أنصار الدولة”، التي تبايع تنظيم “داعش”.
وكان المتحدث باسم الشرطة في شرق جاوة، فرنس بارونغ مانغيرا، أكد مقتل 11 شخصًا وجرح 41 آخرين في اعتداءات منسقة استهدفت ثلاث كنائس قرابة الساعة 7,30 صباحًا (00,30 ت غ).
وتبنى “داعش” الاعتداءات عبر وكالة “أعماق” معلنًا الحصيلة نفسها.
وندد الرئيس الإندونيسي، جوكو ويدودو، بالاعتداءات، قائلًا للصحافيين: “علينا أن نتحد بمواجهة الارهاب”، مضيفًا أن “الدولة لن تتهاون مع هذا العمل الجبان”.
من جهتها، دانت مصر بأشد العبارات في بيان صادر عن وزارة الخارجية “الاعتداءات الإرهابية”.
وأورد البيان أن مصر تؤكد “وقوفها حكومة وشعبًا مع حكومة وشعب إندونيسيا الشقيق في مواجهة الإرهاب الآثم”.
وأظهرت مشاهد بثتها شبكات التلفزة ما يبدو أنه رجل على متن دراجة يدخل كنيسة قبيل التفجير.
وقال شهود عيان للتلفزيون إن أحد الانتحاريين امرأة محجبة معها ولدان. وأظهرت صور أخرى سيارة تحترق وتصاعد دخان أسود كثيف، بينما أظهرت صور نشرتها وسائل الإعلام اليوم جثة ممددة أمام مدخل كنيسة “سانتا ماريا” الكاثوليكية في سورابايا ودراجات نارية على الأرض وسط الانقاض.
وقال رومان، البالغ من العمر 23 عامًا الذي شهد التفجير في كنيسة “سانتا ماريا”: “كنت مذعورًا. كثر كانوا يبكون”.
وفكك خبراء الشرطة قنبلتين غير منفجرتين في كنيسة “العنصرة” وسط سورابايا التي استهدفها أحد الاعتداءات.
كذلك استهدفت الاعتداءات كنيسة “كريستن ديبونيغورو”.
صفعة
وتأتي الاعتداءات بعد أيام على مقتل خمسة عناصر من قوة مكافحة الشغب الإندونيسية وأحد السجناء في مواجهات داخل سجن شديد الحراسة في ضاحية العاصمة جاكرتا، أخذ فيها سجناء إسلاميون أحد الحراس رهينة.
وكان “داعش” أعلن مسؤوليته عن تلك المواجهات الأمر الذي استبعدته الشرطة الإندونيسية.
واليوم، أعلنت الشرطة مقتل أربعة مشتبه بانتمائهم لـ”جماعة أنصار الدولة” في تبادل لإطلاق النار خلال عمليات دهم مرتبطة بأعمال الشغب داخل السجن، لكن الشرطة لم تشأ التعليق بشأن وجود رابط بين المجموعة واعتداءات الأحد.
ويبلغ عدد سكان إندونيسيا 240 مليون نسمة حوالي 90 بالمئة منهم مسلمون، وتضم كذلك أقليات مهمة مسيحية وهندوسية وبوذية.
وفي السنوات الأخيرة استهدفت اعتداءات كنائس في مناطق مختلفة من الأرخبيل الآسيوي ما أثار المخاوف إزاء تزايد التعصب الديني.
ففي شباط/فبراير تدخلت الشرطة للقبض على رجل هاجم بسيف كنيسة في جزيرة جاوا خلال قداس في مدينة سليمان، ما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص بجروح بالغة، أحدهم كاهن.
وفي العام 2000 تم تسليم قنابل مغلفة على طريقة هدايا عيد الميلاد إلى كنائس ورجال دين، ما أسفر عن مقتل 19 شخصًا عشية العيد.
اعتداءات منسقة
وخاضت إندونيسيا، المكونة من 17 ألف جزيرة “حربها على الإرهاب” بعد اعتداءات 2002 التي أوقعت 202 قتيل، بينهم أعداد كبيرة من الأجانب، وشنت السلطات حملة واسعة النطاق ضد المتطرفين الإسلاميين أضعفت أكثر الجماعات خطورة بحسب خبراء.
وحصيلة قتلى تفجيرات الأحد هي الأكبر منذ اعتداءات 2009، التي استهدفت فندقين فخمين وأوقعت تسعة قتلى.
وأوقفت قوات الأمن مئات المتشددين في حملة مستمرة منذ سنوات أدت إلى القضاء على بعض الشبكات، ما جعل غالبية الاعتداءات الأخيرة أقل حجمًا واقتصارها على استهداف قوات الأمن المحلية.
لكن خبراء يقولون إن طبيعة اعتداءات الأحد تشير إلى وجود تخطيط على مستوى أعلى.
وتقول مديرة معهد التحليل السياسي للنزاعات خبيرة شؤون الإرهاب في جنوب شرق آسيا، سيدني جونز، إن “الاعتداءات الأخيرة (السابقة) كانت أقل +احترافية+ بكثير”.
والسلطات الإندونيسية في حالة تأهب منذ اعتداءات انتحارية وهجمات مسلحة شهدتها جاكرتا في كانون الثاني/يناير 2016 أدت إلى مقتل أربعة مدنيين والمهاجمين الأربعة.
المصدر: متابعة