مدرس في المثنى يتطوع لتدريس الطلبة الفقراء مجانا

بغداد/ روافد نيوز/ عادل فاخر/ مدرس مادة الانكليزي في منطقة الرميثة بمحافظة المثنى جنوب العراق علي الموسوي، أخذ على عاتقه تدريس الطلبة في المنطقة مجانا دون مقابل، بعد أن إتخذ من أحد غرف منزله صفا للتعليم، وجهزها بجميع وسائل الإيضاح، بهدف تقويتهم في غالبية الدروس والمناهج.

وقال الموسوي لـ(روافد نيوز)، إن"هذه الخطوة التي إتخذتها جائت بسبب طلب المعلمين والمدرسين مبالغ كبيرة لايستطيع دفعها أبناء الفقراء، وقد أتخذت في منزلي صفا، وفرت به جميع وسائل الإيضاح لأقوم بتدريس مرحلتي الإبتدائية والمتوسطة".

واضاف إن"طلاب المرحلة الإبتدائية يتلقون جميع المواد ومنها العربي والانكليزي والرياضيات والعلوم، اما المتوسطة فإنا أقوم بتدريس مادة الأنكليزي، لاهميتها بالنسبة لطلبة المراحل المتوسطة، مشيرا إلى أن عدد من المدرسين في المحافظة طلبوا المشاركة في التدريس مجانا".

ودعا الموسوي المسؤولين في المحافظة أو في منطقة الرميثة، للمساعدة في تهيئة قاعة خاصة للتدريس لتستوعب أعداد أكثر من الطلبة، خاصة وأن لدي بحدود 200 طالب وطالبة، أقسمهم على شكل حصص، وغالبيتهم يأتون من مناطق بعيدة.

تجارب مماثلة في الأفق

وعلى غرار مبادرة الموسوي يرغب عدد من المعلمين والمدرسين في المحافظة، القيام بتجربة مماثلة، ما إن توفر الحكومة المحلية قاعات مناسبة للتدريس.

ويرغب المعلم علي نافع بأن يقوم بتدريس طلبة الإبتدائية، في مركز المحافظة مجانا، لكنه بحاجة إلى قاعة توفرها الحكومة المحلية، فضى عن وسائل الإيضاح.

قال نافع لـ(روافد نيوز)،  إن"هذه الرغبة متوفرة لدى العديد من المعلمين والمدرسين في محافظة المثنى، خاصة في هذه المشاريع الصغيرة التي تستهدف الطلبة من الفقراء وأبناء الشهداء، ونحن بالإمكان أن نوفر فريق كامل للعمل والتدريس المجاني، ما إن توفر لنا الحكومة المحلية قاعات أو مبان صغيرة تكون صالحة لإحتواء الطلبة من كلا الجنسين لإتمام المهمة".

إشادة وإستجابة

 من جهته ثمن مدير عام تربية المثنى وكالة سعد خضير عباس الريشاوي، جهود المتطوع علي الموسوي لمبادرته في تعليم أبناء الشهداء والفقراء مجانا وأمر بتخصيص قاعة لمبادرته.

وقال الريشاوي إن "هذه المبادرات التربوية الإنسانية تستحق الشكر والثناء، مؤكدا أن هذا نابع من حجم المسؤولية الانسانية التي يحملها السيد الموسوي، الذي قام بهذه المبادرة الطيبة".

من جانبه أشاد الموسوي باهتمام المدير العام وتثمينه لكل الجهود التي تعمل على الإرتقاء بالواقع التعليمي في المحافظة، مشيرا إلى أن هذه المبادرة التطوعية الانسانية نابعة من إيمانه بأهمية رعاية أبناء الشهداء والفقراء، مبينا أنها تشمل تلاميذ الشهداء والفقراء للمرحلة الابتدائية والمتوسطة.

وتعاني العديد من الأسر في محافظات الجنوب خصوصا من صعوبة إدخال أبنائهم في معاهد أو مدارس للدروس الخصوصية أو دروس التقوية، بسبب ظروفهم المعيشية، خاصة من أبناء الفقراء الذين يعيشون في مناطق عشوائية، ولعل أسباب رغبتهم بإدخال أبنائهم في معاهد للدروس الخصوصية هو ضعف مستوى الطلبة والرغبة في الحصول على معدلات عالية، وكذلك ضعف المستوى العلمي والتربوي لبعض المعلمين إلى جانب اكتظاظ الطلبة في الغرف الصفية، والرغبة في الحصول على معلومات أكثر.