مخاوف في العراق من شحة مياه مرتقبة

تاريخ النشر : 2017-12-01 18:01:03 أخر تحديث : 2024-10-16 13:28:37

مخاوف في العراق من شحة مياه مرتقبة

بغداد/ روافد نيوز/ عادل فاخر/


فيما حذر وزير الموارد المائية العراقية حسن الجنابي من أزمة مياه سيشهدها العراق في العام المقبل، بسبب قيام الجانب التركي بملأ خزانات سد (اليسو) التركي الذي يبعد (60) كيلو مترا عن الحدود العراقية بالمياه إعتبارا من آذار/ مارس المقبل، بدلا من تشرين الأول/ أكتوبر من العام المقبل، يرى خبراء وجود تهديدات حقيقية تمس وضع المياه وتؤثر على الواقع الزراعي في عموم البلاد.


وقال كبير خبراء الإستراتيجيات والسياسات المائية وعضو هيئة التدريس في جامعة دهوك الدكتور رمضان حمزة محمد إن"الوارد المائي الحالي لايستطيع تغطية نصف الأراض الزراعية، حيث يتم الآن زيادة الإطلاقات المائية من سد الموصل، وبكميات كبيرة جدا لسد النقص، ولانجاح الموسم الشتائي الحالي في جنوب العراق، ويضاف الى ذلك ان سد (دربنديخان) الذي تعرض الى زلزال قوي بقوة 7.3 على مقياس ريختر منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي قد تعرض إلى أضرارواضحة، وكان أحد الحلول لانقاذ السد من الإنهيار هو تفريغ خزان السد، وهذا ما أسعف الحكومة وساعدها على زيادة الاطلاقات المائية إلى جنوب العراق لحل الأزمة المائية التي تواجه المزارعين".


وأضاف إن"المخاوف الحقيقية من أزمة المياه المتوقعة هي شروع تركيا بالبدء باملاء سد (اليسو)، الذي صمم لتخزين أكثر من (10) مليارات من الأمتار المكعبة من المياه، والحالة نفسها مع الجانب الإيراني الذي يعمل بجدية لتجفيف خزانات سدي دوكان ودربنيخان خلال السنوات الخمسة المقبلة، من بدأها باملاء خزانات السدود التي أقامتها على روافد الزاب الصغير ونهر سيروان في (ديالى)، وهذا يشير إلى صفحة جديدة من حرب المياه".


شحة مائية وليس جفاف


وتوقع وزير الموارد المائية الدكتور حسن الجنابي إن"العراق سيشهد شحة مائية وليست جفاف بسبب قلة الإيرادات المائية، وأن الخطة الشتوية للزراعة مازالت تأخذ وضعها الطبيعي، خاصة مع الفصل الأول من العام المقبل، ولكن تحذيرنا مما قد يحصل خلال فصل الصيف المقبل،


وأضاف إن"تركيا تعهدت بعدم الإضرار في حصة المياه للعراق، لكن لايوجد أمر مكتوب وموثق، وخلاف ذلك سنكون في وضع مائي خطير وكارثي،


ونفي الجنابي مطالبة الجانب التركي بمقايضة النفط مقابل الماء، مشيرا إلى عدم وجود صحة لهذه المطالبات.


يشار إلى عدم وجود إتفاقيات بين العراق وتركيا حول تقاسم المياه، ولكن توجد مذكرة تفاهم بين البلدين حول تقاسم المياه.


تفاوض مع دول جوار العراق


ويرى الدكتور محمد وهو أيضا مدير معهد إستراتجيات المياه والطاقة،  WESIوهي منظمة غير حكومية إن"أفضل الحلول بالوقت الحاضر هو فتح باب الحوار والتفاوض الجدي مع كل من تركيا وإيران وسورية، للاتفاق على حصص العراق المائية، وأن يكون النفط أحد العناصر الاقتصادية التي يستطيع العراق التلويح بها لتركيا وايران سواءً من اشراك شركاتهم في البحث والتنقيب أو الإستخراج والنقل او المقايضة وغيرها من الوسائل".


وضمن الحلول الأخرى التي طرحها محمد في حديثه لـ(روافد نيوز) أن يبدا العراق بإستخدام التقنيات الحديثة المتبعة في أنحاء مختلفة من العالم مثل الري بالتنقيط والري بالرش لكي يستطيع توفير ما يقارب أكثر من 50٪ من إجمالي المياه المتوفرة، فضلا عن البدأ بحصاد المياه في البيئات الجافة، ومعالجة مياه الصرف الصحي وإستخدامها للزراعة.


وبالنظر إلى تعرض العراق الى تغيرات مناخية، يمكن إستخدام  تقنية إستمطار السحب وذات النتائج الواعدة، وإستخدام تقنية التأين، على غرار تجربة الأردن التي تقوم الآن بتوسيع نطاق إستخدامها لهذ التكنولوجيا، حيث أظهرت الأرقام تحسنا في هطول الأمطار في الأردن.


سد اليسو وكلفته المالية


وسد إليسو هو سد إصطناعي ضخم يقع على نهر دجلة بالقرب من قرية (إليسو) جنوب شرقي تركيا، يهدف إلى توليد الطاقة الهيدروليكية والتحكم في الفيضانات وتخزين المياه، وسيكون طاقته التخزينية 10.4 بليون متر مكعب.


وتبلغ تكلفة السد الذي بدأ العمل به منذ عام 2006 أكثر من 1.7 مليار دولار، ويتجاوز إرتفاعه 135 متراً.


وأجمع خبراء في المياه والهايدرولوجيا العراقيين على أن الوضع المائي "سيكون قاسياً بشكل كبير على بغداد بشكل خاص، إذ تنتظر العاصمة، أزمة مضاعفة في الحصول على مياه الشرب مع اقتراب موعد ملأ السد العملاق على نهر دجلة، والذي تقدر حسابات أولية تأثيره، على أكثر من نصف واردات العراق المائية، ما يدمر مساحات عملاقة من الأراضي الزراعية ويهدد الملايين من العراقيين بأزمة عطش غير مسبوقة".


وأفادوا بأن حصة العراق الحالية من مياه دجلة ستنخفض من 20.95 مليار متر مكعب في السنة- يحصل عليها العراق حالياً- إلى 9.5 مليارات متر مكعب بعد تشغيل السد؛ أي ما يزيد على النصف؛ وهو ما سيؤدي إلى جفاف وتصحر أكثر من 7 ملايين دونم من الأراضي الزراعية في مختلف المحافظات التي يمر بها نهر دجلة، وفي بغداد التي سينخفض منسوب دجلة فيها الى أكثر من النصف أما المحافظات الجنوبية كواسط وميسان فستكون الأمور أكثر كارثية ومأساوية.


وتبلغ الحاجة الحالية للعاصمة بغداد للمياه - كما يؤكد الخبراء 3.5 ملايين متر مكعب من الماء الصافي في اليوم؛ وهي كمية لا يتم توفيرها في الوقت الحاضر؛ إذ تزيد كمية العجز فيه عن 700 ألف متر مكعب في اليوم" متسائلين "ماذا سيحدث إذا انخفضت مناسيب مياه دجلة الى أقل من النصف في آذار المقبل.


 

المصدر: بغداد/ روافد نيوز/ عادل فاخر/

أخبار ذات صلة

حقوق النشر محفوظة موقع وكالة روافد نيوز الاخبارية وليس كل ماينشر يمثل يالضرورة رأي الوكالة

تطوير مزيان مزيان | Zaina CMS