المالكي.العراق.الدولة.الميليشيات.والمستقبل الى أين؟

تاريخ النشر : 2014-08-11 23:39:34 أخر تحديث : 2024-11-22 00:40:37

المالكي.العراق.الدولة.الميليشيات.والمستقبل الى أين؟
روافد نيوز/صالح العلي/بغداد/

فشلت كل محاولات نوري المالكي للبقاء رئيسا للوزراء لولاية ثالثة، بعد أن كان منفيا مجهولا قبل أن يتولى هذا المنصب الذي يتضمن صلاحيات كثيرة، وذلك إثر خسارته التأييد اللازم، بينما يشهد الأمن مزيدا من التدهور في العراق، بعد رفضه الرحيل ونشر ميليشيات وقواتخاصة في الشوارع مما خلق مواجهة سياسية خطرة في بغداد.

 

وإذا نجح ذلك الاستبعاد، فإن ذلك يمهد لعراق يطوي صفحة المالكي، المثير للجدل، إثر تكليف رئيس جديد للوزراء، سيكون من أبرز مهامه الصعبة جدا، إخراج البلاد من الحرب مع مسلحي "الدولة الإسلامية" ومنعها من التفكك.

 

وكلف الرئيس العراقي، فؤاد معصوم، حيدر العبادي، المنتمي إلى حزب الدعوة على غرار المالكي، بتشكيل حكومة جديدة، متجاهلا إرادة المالكي الذي يتحدى كثيرين بإلحاح للاحتفاظ بالمنصب.

 

عن المالكي

 

وكان المالكي "63 عاما"، أعلن الأحد أنه قدم شكوى إلى المحكمة الدستورية ضد معصوم بتهمة خرق الدستور وأمر القوات الأمنية بانتشار واسع النطاق في بغداد.

 

وقد تغيرت الأوضاع الآن بشكل جذري عما كانت عليه العام 2006 عندما اعتقد كثيرون أن المالكي يعتبر مرشح تسوية ضعيفا خرج من الظل ليصبح رئيسا للوزراء.

 

ومنذ ذلك الحين، تحول المالكي من وطني حارب الميليشيات الشيعية وأخمد أعمال العنف إلى اتهامه بجمع السلطات بين يديه وتهميش الحلفاء.

 

والسنوات الثماني الأخيرة للمالكي في السلطة تختلف جذريا عن حياته قبل الاحتلال الأمريكي العام 2003.

 

فقد ولد المالكي قرب كربلاء وانضم إلى حزب الدعوة بينما كان يتابع دراسته الجامعية، وفر من العراق العام 1980، إثر حظر حزب الدعوة الذي يؤكد أن حكما غيابيا بالإعدام صدر بحق المالكي، توجه إلى إيران حيث تولى النشرة التي يصدرها الدعوة واتخذ اسم جواد مع توليه مسؤولية عمليات تسلل من إيران إلى العراق.

 

وانتقل بعدها إلى سوريا، قبل أن يعود إلى العراق مع الاجتياح الأمريكي حيث شغل عضوية لجنة اجتثاث البعث لإبعاد مؤيدي الرئيس السابق صدام حسين عن المناصب الحكومية.

 

وفي العام 2006، تم الاتفاق على تعيينه رئيسا للوزراء بعد الاعتراض على سلفه إبراهيم الجعفري الذي اعتبره العرب السنة والأكراد طائفيا.

 

وخلال الصراع على السلطة إبان ذروة العنف الطائفي، الذي أودى بعشرات الآلاف، كان المالكي حين تعيينه رئيسا للوزراء يعتبر ضعيفا سياسيا.

 

لكنه استمر في المنصب وأمر بعد عامين بضرب الميليشيات الشيعية بقيادة الزعيم الديني مقتدى الصدر بمساعدة القوات الأمريكية.

 

وأسفر نجاح الهجوم عن تصفيق الكثيرين له من جميع المكونات وحظي بسمعة قائد وطني تمكن من السيطرة على أعمال العنف إلى درجة كبيرة.

 

لكن منذ توليه منصبه لولاية ثانية، رئيسا لحكومة وحدة وطنية عام 2010، واجه المالكي أزمات سياسية بشكل دائم تقريبا، واتهمه معارضون بجمع السلطات بين يديه وخصوصا الأجهزة الأمنية ويلقون عليه الملامة بسبب تدهور الأوضاع الأمنية.

 

ورد المالكي بعنف أدى إلى نزف الدماء منذ أبريل 2013 مع عمليات عسكرية واسعة النطاق أدت إلى توقيف المئات لكنها فشلت في إخماد العنف.

 

كما أنه لم يقدم تنازلات ذات مغزى للسنة الذين يشكلون أقلية وانتفضوا ضد الحكومة التي يقودها الشيعة ما شكل سببا رئيسيا في ارتفاع نسبة العنف.

 

لكن استمرار الأزمة، دفع بواشنطن إلى التخلي عنه وكذلك فعل البعض في التحالف الشيعي بشكل بدا معه أن كل محاولاته للتمسك بالسلطة ذهبت إدراج الرياح.

 

حلفاء المالكي: "المالكي"!!

 

وقال حلفاء نوري المالكي الإثنين، إن الرجل الذي سيحل محله في رئاسة الوزراء ليست له شرعية في تصعيد للتوتر السياسي في العراق.

 

وتلا خلف عبد الصمد عضو حزب الدعوة الذي ينتمي له المالكي بيانا على شاشة التلفزيون - فيما كان المالكي يقف بجانبه متجهم الوجه- قال فيه إن رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي "يمثل نفسه" فقط.

 

وأضف عبد الصمد: "نحن النواب المنضوون تحت كتلة الدعوة الإسلامية في ائتلاف دولة القانون الموقعين نعلن إلى الشعب العراقي وإلى رئيس الجمهورية والمحكمة الاتحادية ورئاسة مجلس النواب أن الدكتور حيدر العبادي قد وقع دون علمنا وثيقة باسمنا مع بعض الكتل السياسية للترشيح لمنصب رئيس الوزراء".

 

على صعيد مقابل، دعا رئيس الكتلة الوطنية في البرلمان العراقي إياد علاوي، إلى الإسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية، لإنقاذ العراق من خطر التنظيمات المسلحة.

 

واشنطن.. حليف الأمس

 

وحيا نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم، تسمية رئيس حكومة جديد للبلاد الأمر الذي وصفه بـ"الخطوة الحاسمة" بعد أشهر من الجمود السياسي في بغداد.

 

وجاء في بيان للبيت الأبيض، أن "نائب الرئيس جدد الدعوات المتكررة للرئيس (الأمريكي باراك) أوباما لتشكيل حكومة أكثر انفتاحا بشكل سريع تكون قادرة على الاستجابة للهموم الشرعية لكافة العراقيين".

 

يعتبر حيدر العبادي أحد قياديي حزب "الدعوة" الذي يرأسه نوري المالكي، ويوصف من قبل البعض بأنه رجل التوازنات لربما لتناوله للأشياء بصيغة خاصة نظرا لخلفيته ودراسته العلمية.

 

والعبادي من مواليد عام 1952، درس في بريطانيا، حاصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية والإلكترونية..

 

توتر طائفي ببغداد

 

وتشهد بغداد التي استعدت منذ فترة لهجوم يشنه المقاتلون توتراتحسبا لاشتباكات محتملة بين المالكي وخصوم من الغالبية الشيعية.

 

وأغلقت الشرطة ووحدات مسلحة من القوات الخاصة وكثير منها جهزتها ودربتها الولايات المتحدة شوارع العاصمة ترافق ذلك مع تحذيرات من اللجوء للقتال للتشبث بالسلطة.

 

المواقف الدولية

 

الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، دعا رئيس الحكومة العراقي المكلف، حيدر العبادي، لتشكيل حكومة وحدة وطنية بشكل سريع لمواجهة تهديد المسلحين في العراق.

 

ورحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بما وصفه بأنه "تحرك للأمام صوب تشكيل حكومة في العراق"، مشيدا بقرار الرئيس العراقي بتعيين حيدر العبادي رئيسا لحكومة جديدة.

 

كما رحبت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، بقرار الرئيس العراقي، تكليف العبادي برئاسة الوزراء، وقال متحدث باسم آشتون، في بيان: "نرحب بقرار الرئيس العراقي ترشيح حيدر العبادي رئيسا لوزراء العراق خلفا لنوري المالكي".

 

تقدم "الدولة" شمال بغداد

 

سيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" على ناحية "جلولاء"، في محافظة ديالى، شرقي العراق، عقب اشتباكات عنيفة مع قوات البيشمركة "جيش إقليم شمال العراق" بدعم من عسكريين بعثيين سابقين، وبعض العشائر العربية.

 

واضطرت البيشمركة، إلى الانسحاب من المنطقة عقب الهجوم الذي خسرت خلاله عشرة من عناصرها، فيما دفع إقليم شمال العراق بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة، التي دفع سكانها البالغ عددهم نحو 60 ألفا إلى النزوح إلى مدن أربيل، والسليمانية، وكركوك.

 

وأفاد شهود عيان من داخل الناحية أن جثث عناصر البيشمركة ما زالت ملقاة في الشوارع، وما زالت هناك مئات الأسر العالقة في المنطقة التي يقطنها خليط العرب والتركمان والأكراد.

 

إلى ذلك فجّر التنظيم جسر جلولاء الاستراتيجي الرابط بين العاصمة بغداد والمحافظات الشمالية، وتمكن من السيطرة على قرى حصيني، وسيد جابر، والطريق الرابط بين قضاء خانقين وجبال حمرين، والطريق الرابط بين جلولاء وناحية "قره تبه" في ديالى.

أخبار ذات صلة

حقوق النشر محفوظة موقع وكالة روافد نيوز الاخبارية وليس كل ماينشر يمثل يالضرورة رأي الوكالة

تطوير مزيان مزيان | Zaina CMS