صحيفة أمريكية: حملة أوباما على داعش تفتقر إلى الرؤية

تاريخ النشر : 2014-08-10 01:12:25 أخر تحديث : 2024-11-21 18:34:46

صحيفة أمريكية: حملة أوباما على داعش تفتقر إلى الرؤية
روافد نيوز/وكالات/متابعة/

تساءلت صحيفة ناشيونال إنتيريست الأمريكية، عن جدوى الضربات الجوية التي أمر الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتوجيهها، ضد تجمعات تنظيم داعش في شمال العراق. وتقول الصحيفة: "إن كنا (أي الإدارة الأمريكية) مستعدين لوضع استراتيجية محكمة موجهة لدحر داعش، فإنه لن يفيد إرسال مستشارين عسكريين، أو توجيه ضربات عسكرية، في إحداث أي جديد على الأرض، بل سيقبع داعش متخفياً، ومراقباً بانتظار معاودة هجماته الوحشية

مشاركة ضئيلة
وتمضي الصحيفة في انتقاد تردد واشنطن في اتخاذ موقف حازم لمعالجة الأزمة العراقية، إذ بعد إرساله بضعة مئات من جنود القوات الخاصة للعمل مستشارين لدى الحكومة العراقية، تعهد الرئيس أوباما بعدم المشاركة في القتال هناك.

ومن ثم، وجهت الولايات المتحدة، الليلة الماضية، ضربات جوية ضد معاقل تنظيم داعش، بالقرب من مدينة إربيل شمال العراق، فهل هذا القدر الضئيل من المشاركة كافٍ لإنجاز المهمة؟ يعتمد الأمر على طبيعة المهمة، بحسب الصحيفة.

 

 

 

دواعش1

وماذا بعد؟
وتتساءل ناشيونال إنتيريست عما إذا كانت الضربات الجوية تهدف فقط لحماية الأمريكيين المتواجدين في العراق، إلى جانب إنقاذ العالقين فوق جبل سنجار، وتجيب بأن تلك الضربات لن تكون، في تلك الحالة، كافية.

ولكن وماذا بعد؟ فإن كان هدف الأمريكيين الأكبر يتمثّل في استعادة الاستقرار، سيكون من الصعب عليهم القول إنهم هزموا داعش.

وإن صح ذلك الافتراض، لن تستطيع أية قوة، بما فيها الولايات المتحدة، منع داعش من التوجه إلى سوريا وإعادة تجميع قواته.

أهداف طويلة الأمد
وترى ناشيونال إنتيريست أنه، في الوقت الذي ينحدر فيه العراق أكثر فأكثر نحو الفوضى، تحتاج الإدارة الحالية لوضع تصور حاسم بشأن أهدافها على المدى البعيد.

وبناءً عليه، فإن كان هدف الرئيس أوباما يقوم على استعادة الاستقرار في العراق، فإن التجارب السابقة تشير إلى وجوب شن حملة متواصلة لمواجهة الإرهابيين.

ولكن هل ستكون القوات العراقية، والبشمركة الكردية، وكلاهما تدربتا على أيدي الأمريكيين، أهلاً لإنجاز تلك المهمة؟ في الواقع، لا توحي الدلائل بإمكانية تحقيق هذا الهدف، بحسب الصحيفة.

تردد الإدارة
وتشير ناشيونال إنتيريست إلى حقيقة أن الاعتماد على مستشاري القوات الخاصة الأمريكيين فقط، من أجل تعزيز قدرات الجيش العراقي، لن يكون كافياً، ذلك أن فعالية المستشارين ستكون محدودة بفعل تردد الإدارة بالسماح لهم بالعمل خارج مراكز القيادة، وحتى لو سمح لهم بالمشاركة في القتال، فإن قوة مؤلفة من 300 جندي أمريكي لن تكون كافية لقهر داعش.

درس سابق
ولتأكيد وجهة نظرها، تورد الصحيفة مثالاً من صراع أخر، حيث تقول إنه في الأيام الأولى للحرب في أفغانستان، اعتمد القادة العسكريون الأمريكيون على قوات محلية، رافقتها مجموعات صغيرة من جنود القوات الخاصة، وفي معركة تورا بورا، أدت قلة عدد المقاتلين، وضعف تسليحهم، لتمكين مقاتلي أسامة بن لادن من الهرب إلى باكستان، وجرى ذلك أثناء وجود القوات الخاصة الأمريكية في الميدان، وتقضي مهمة الأمريكيين الحالية في العراق بإقصاء قواتهم، وإبقائها عند الأطراف.

تصعيب الأمور
وترى الصحيفة أن الإدارة الأمريكية لا تفعل شيئاً سوى تعقيد الأمور على نفسها، ذلك أن تأكيد الرئيس على أنه لن يرسل قوات إضافية إلى العراق، رغم سعيه لاسترضاء الساسة في بلاده، سيطمئن داعش أن المشاركة الأمريكية ستكون محدودة.

ومن هنا، لابد أن يجيب أوباما عن تساؤل يطرحه كثير من الساسة، وهو لماذا كان خطر وقوع حرب إبادة سبباً كافياً للبقاء في العراق في عام 2007، ولكنه الآن بات سبباً لتوجيه ضربات جوية، وحسب.

وفي ظل هذا الارتباك الدبلوماسي، لا عجب في تراجع معدلات التأييد لسياسة الرئيس الخارجية.

سياسة حكيمة
وتطالب الصحيفة الإدارة الأمريكية بتوضيح سياستها، وتقول إنه في حين لا يطالب أي كان بإعادة مئات آلاف الجنود الأمريكيين إلى العراق، إلا أن وجود مستشارين عسكريين، وتوجيه ضربات جوية، يؤكد أن قرار المشاركة الحربية، من عدمها، قد أُتّخذ.

وما يبدو غامضاً، حتى اليوم، هو هل حدّدَ الرئيس أوباما أهدافه، وهل هو مستعدٌ لتكريس ما هو لازم لتحقيق تلك الأهداف؟

وتتطلب السياسة الحكيمة، بحسب الصحيفة، وضع هدف سياسي أو عسكري، وتقييم الأدوات والوسائل المتوفرة لتحقيق ذلك الهدف، ومن ثم معرفة كيفية استخدام تلك الوسائل لتحقيق الغاية.

وإذا كانت المهمة في العراق تهدف لاستعادة الاستقرار، فإن سلوك الرئيس أوباما حالياً، يظهر انفصالاً بين "الوسائل" و"الغايات"، ولا بد من وضع استراتيجية محكمة وثابتة لقهر داعش والإجهاز عليه.

أخبار ذات صلة

حقوق النشر محفوظة موقع وكالة روافد نيوز الاخبارية وليس كل ماينشر يمثل يالضرورة رأي الوكالة

تطوير مزيان مزيان | Zaina CMS