ظاهرة الجثث المجهولة تعود للواجهة ومواطنون خائفون من عودة العنف الطائفي
تاريخ النشر : 2014-08-09 23:49:42 أخر تحديث : 2024-11-27 00:19:16
بغداد/ روافد نيوز/ حمزة الخيلاني..
مشهد الوقوف امام ثلاجات الطب العدلي للبحث عن جثث ذويها تكرر مرتين امام أنظار ام حمزة، الأول بعد ان فقدت زوجها أبان العنف الطائفي خلال عامي 2006 و2007، اما الثاني فللبحث عن ولدها البكر الذي اختفى قبل نحو أسبوعين.
ام حمزة خمسينة تسكن في منطقة زيونة وسط بغداد قالت "فقدت زوجي أثناء الاقتتال الطائفي، تركني معيلة لأربعة أولاد لا نملك موردا، فهو كان يعمل بتجارة الألبسة وبعد ان فقدناه فقدنا كل شيء".
وأضافت "منذ ان فقدت زوجي وانا أعاني من الرعشة والعصبية والتلعثم واضطراب النوم، الخوف على أبنائي من القتل حولني إلى امرأة أخرى، اليوم وقع المحذور فولدي البكر (حمزة) اختفى منذ أسبوعين ولا اعلم عنه شيئا سوى روايات بعض أصدقائه في المدرسة الذين يؤكدون ان مجموعة مسلحة تردي ملابس سوداء أشبه بملابس قوات "سوات" أخذته من باب المدرسة". وزادت "منذ ذلك الحين وانا أتردد على دائرة الطب العدلي والمستشفيات لعلي أجده مصابا او اعثر على جثته".
ويشهد العراق وضعاً أمنياً ساخناً دفع برئيس الحكومة نوري المالكي، في (10 حزيران 2014)، إلى إعلان حالة التأهب القصوى في البلاد، وذلك بعد سيطرة مسلحين من تنظيم "داعش" على محافظة نينوى بالكامل، وتقدمهم نحو صلاح الدين وديالى وسيطرتهم على بعض مناطق المحافظتين، في حين تستمر العمليات العسكرية لمواجهة التنظيم. وأعرب مواطنون في بغداد عن خشيتهم من ان تؤدي الظروف الحالية التي يمر بها البلد في ظل استمرار مسلسل الأزمات الى عودة العنف الطائفي الذي شهده العراق خلال عامي 2006 و2007، داعين إلى ضرورة ايجاد حلول سريعة للازمتين الأمنية والسياسية الخانقة التي يشهدها العراق، والعمل بشكل جدي للخروج منها.
وقال محمد الدليمي (42 عاما) ويسكن حي الصليخ التابع الى مدينة الاعظمية ذات الغالبية السنية شمال شرقي بغداد انه "منذ سيطرة داعش على محافظة الموصل وبعض مناطق محافظتي صلاح الدين والانبار، ونحن قلقون من عودة العنف الطائفي، فدعوات التطوع الى القتال أفرزت مجموعات مسلحة تتخذ من الجهاد غطاء لارتكاب جرائم بشعة اما من اجل المال من خلال الاختطاف والبحث عن فدية، او لدوافع طائفية".
وأضاف إن "مسلحين قاموا بتهديد عدد من العائلات، خبرالتهديد كان له وقع سيء وسرعان ما سارعت بعض العائلات الى ترك منازلها القريبة من مناطق تواجد تلك الجماعات".
من جانبها قالت الباحثة الاجتماعية هدى عجيل غضيب ان "العراقيين يتملكهم الخوف والهلع مما يحدث من عنف، خطف وقتل سواء خارج أو داخل المنزل، جماعات مسلحة تودي بحياة الكثير من الأبرياء بن فترة وأخرى"، مبينة ان "الكثير من العوائل تتعرض للتهديد والدعوة الى التهجير، والمئات من قصص القتل على الهوية التي تنفذها والجماعات المسلحة خلال الحرب الطائفية، تعيد الى أذهاننا مجدداً الطائفية".
وأضافت انه "الى جانب العنف الذي خلق مخاوف حقيقية لدى المواطنين من عودة الصراع المذهبي إلى البلاد فالخلافات السياسية المستعصية تشكل عنصرا مخيفا آخر للعراقيين، لغياب التوافق والصراع، الذي انتقل إلى داخل الأحزاب المكونة من طائفة واحدة سواء كانت شيعية أم سنية.
من جهته قال احمد العلواني (30 عاما) ويسكن منطقة الدورة جنوبي بغداد إن "الوضع في بغداد مخيف هذه الأيام نسمع يوميا قصصاً كثيرة عن عودة القتل بسبب الانتماء الديني حتى بت أتجنب الدخول إلى بعض المناطق". وعادت مشارح المستشفيات في بغداد تمتلئ من جديد بجثث ضحايا القتل لأسباب طائفية كما تزداد حالات الخطف.
وذكرت مصادر أمنية أن الشرطة عثرت على 15 جثة خلال الأسبوعين الماضيين في أماكن متفرقة من العاصمة بينها ثلاث لنساء تتراوح أعمارهن بين 25 و30 عاما عثر عليهن مكبلات وقتلن بطلقات في الرأس على طريقة الإعدامات الميدانية في منطقة صناعية تقع شمالي مدينة الصدر. وأجبر سفك الدماء عددا من العائلات على الهجرة أو النزوح إلى مناطق أخرى يشعرون فيها بأنهم أكثر أمانا.
وتسيطر على الأجواء حالة من الخوف من المجهول والترقب بينما يضع مسلحو داعش بغداد نصب أعينهم ويتصارع السياسيون العراقيون لتشكيل حكومة تقاسم السلطة قادرة على مواجهة المسلحين. وتقسم العملية السياسية في العراق الممثلة في البرلمان السلطة على أسس محاصصة طائفية وعرقية، سقطت معها صيغة التعايش المهلهلة والهشة بين الطوائف، والنخبة السياسية الفاسدة المشاركة فيها من خلال أحزاب وتحالفات وكتل ذات طابع طائفي في معظمها. وتشهد الساحة السياسية خلافات بين الكتل السياسية بشأن رئاسة الوزراء، في وقت يشهد العراق سيطرة بعض المجاميع المسلحة على بعض المحافظات العراقية، إضافة الى حدوث تفجيرات بين الحين والأخر في مدينة بغداد./انتهى