قطر؟ودول الخليج
تاريخ النشر : 2014-07-29 00:40:55 أخر تحديث : 2024-11-23 04:09:31
روافد نيوز/عواصم/متابعة/
المتابع للشأن الخليجي لابد أنه كان يشعر أن هناك قدراً من النقد للسياسة الخارجية القطرية من طرف باقي أعضاء المجلس، لكن لم نكن نتوقع أن يصل الأمر إلى مرحلة سحب السفراء. يقول المراقبون إن دول الخليج ضاقت ذرعاً من تغريد الدوحة الدائم خارج السرب الخليجي وأنها بشكل مباشر وغير مباشر حاولت وما زالت تحاول المساس بالأمن القومي الخليجي عبر دعم الدوحة لمعارضين وتنظيمات إرهابية وتجمعات هدفها إسقاط الأنظمة الخليجية..
وكذلك محاولاتها الدائمة لزعزة استقرار مصر عبر دعم تنظيم الإخوان المسلمين عن طريق دعم قياداته سواء في القاهرة أو الدوحة أو حتى في أوروبا وظهر هذا جلياً في استضافة الدوحة أغلب المعارضين لدول الخليج وإظهارهم عبر قناة الجزيرة. لا يزال البعض يتصور أن قناة الجزيرة القطرية مؤسسة إعلامية تعمل وفق بروتوكولات العمل الإعلامي العالمي، ولا يزال كثيرون لا يؤمنون بأن ما يجري خلف الكواليس ليس سوى خطة تآمريه تعمل وفق ما ترسمه الدوحة "المليئة بالحقد" على جيرانها.
قد يظن البعض أن ما تقوم به قناة الجزيرة القطرية حالياً ضد بعض دول الخليج ما هو إلا أمر عابر أو وليد الصدف وسحابة صيف عما قريب ستنجلي، ولكن لو رجعنا قليلاً في التاريخ لرأينا أن القناة القطرية منذ تأسيسها وهي تحاول أن تنشر سمومها بطرق مختلفه تارة ضد السعودية وأخرى ضد البحرين وأخيراً ضد الإمارات العربية المتحدة. ففي 19 يوليو أوردت الجزيرة خبراً مبهماً نقلاً عن القناة العبرية الثانية مفاده أن وزير خارجية الإمارات تباحث سراً مع الوزير الإسرائيلي "ليبرمان" حول الشأن الفلسطيني..
وأن الإمارات ستقدم كل الدعم للإسرائيليين لتقويض حكم الإسلاميين في غزة، والغريب أن الجزيرة تناست من دون قصد أن القناة العبرية الثانية تملك موقعاً إلكترونياً وتملك مراسلين وصحافيين يضج بهم الفضاء الإلكتروني..
مما يجعل تأكيد الخبر من نفيه أمراً سهلاً، والأغرب من هذا أن الجزيرة رمت خلف ظهرها أدبيات العمل الصحافي ومعايير النقل والتثبت، وحتى بعد البحث والتحري في المواقع الإسرائيلية لم نجد طرف خيط لهذا الخبر إلى أن خرجت ناشطة حقوق الإنسان الإسرائيلية اليزابيث لتنفي نقل القناة العبرية الثانية هذا الخبر وان ما تدعيه الجزيرة محض افتراء، وعلى الرغم مما أحدثه الخبر من سخط عربي ضد الإمارات، لم تبادر القناة القطرية للاعتذار عن نشر خبر كاذب، وهكذا هي الجزيرة.
إن العمل الصحافي في الخليج العربي يختلف اختلافاً كلياً عن العمل في أي مكان آخر في العالم، فالخليج العربي مرتبط بين دوله بعادات وثوابت وخطوط حمراء نكاد لا نجدها في أي بقعة في العالم، وكانت الجزيرة ومازالت تتعدى كل الخطوط من ناحية الطرح الصحافي والتقارير الإخبارية بل وحتى الضيوف المثيرين للجدل..
ففي عام 2002 قامت الجزيرة باستضافة شخصيات سعودية معارضة اعتبرتهم الرياض بأنهم تعرضوا للملك السعودي الراحل الملك عبد العزيز وأسرته، وقامت الرياض آنذاك بسحب سفيرها صالح الطعيمي من الدوحة من دون إعلان رسمي من الخارجية السعودية، وفي العام نفسه قامت السلطات البحرينية بمنع مراسل القناة القطرية من بث أي تقارير داخل البحرين فيما قال وزير الإعلام البحريني نبيل الحمر: إن القناة القطرية منحازة لإسرائيل.
للجزيرة تاريخ أسود ضد مملكة البحرين ففي عام 2011 منعت المنامة كل طواقم الجزيرة من دخول البلاد أثناء أحداث 14 فبراير، وذلك بسبب قيام شبكة الجزيرة بإنتاج فيلم وثائقي باسم "صرخة ظلام" تتحدث فيه عن قمع السلطات البحرينية للمعارضين.
الغريب أن القناة القطرية التي لطالما تبجحت بشعار "الرأي والرأي الآخر" لا تنقل أي أخبار داخلية في قطر على الرغم من مرور الدوحة بالكثير من الأزمات منذ إنشاء القناة إلى وقتنا الحالي، فالجزيرة لم تتطرق بتاتاً لقضية سحب جنسية العشرات من عشيرة آل غفران ورميهم في الصحراء، في الوقت الذي قامت القناة بتفعيل قسم خاص لديها يهتم بحقوق الإنسان ويناصر القضايا الحقوقية التي تتعلق بالانتهاكات بل أنها عينت جيشاً من المحامين للترافع أمام القضاء الأسباني في قضية مراسلها في أفغانستان "تيسير علوني"، لكن القطريين لا بواكي لهم!
بعد أزمة سحب السفراء من الدوحة شنت كل الصحف القطرية حملة للرد على الاتهامات التي اتهمها المحور الثلاثي (السعودية، الإمارات، البحرين)، في إشارة واضحة إلى تعنت الدوحة التي تأوي معارضين سعوديين وإماراتيين، وتستخدم آلتها الإعلامية "الجزيرة" في التشويش على دول الخليج، والدوحة كذلك لا تعتبر الإخوان المسلمين تنظيماً إرهابياً كما هو في الإمارات والسعودية، بل إن بيان الدوحة بعد سحب السفراء كان يدين الدوحة بطريقة مباشرة بعد أن قالت الخارجية القطرية:
"لا علاقة للخطوة التي أقدم عليها الأشقاء في السعودية والإمارات والبحرين بمصالح الشعوب الخليجية وأمنها واستقرارها". إذا أرادت الدوحة أن تلتزم بكل المبادئ والقيم التي قام عليها مجلس التعاون الخليجي فهي تدرك تماماً ما يجب عليها أن تقوم به ولا تحتاج إلى استشارات دولية ..
كما فعلت مع واشنطن، وعليها أولاً أن تغلق قناة الجزيرة وتكف أذاها عن دول المجلس ومصر، وتكف عن دعم الحركات والتنظيمات التي كانت في فترة سابقة تعد العدة لقلب أنظمة الحكم في الخليج، كلنا ننتظر اليوم الذي ستعود فيه الدوحة إلى الحضن الخليجي.
المتابع للشأن الخليجي لابد أنه كان يشعر أن هناك قدراً من النقد للسياسة الخارجية القطرية من طرف باقي أعضاء المجلس، لكن لم نكن نتوقع أن يصل الأمر إلى مرحلة سحب السفراء. يقول المراقبون إن دول الخليج ضاقت ذرعاً من تغريد الدوحة الدائم خارج السرب الخليجي وأنها بشكل مباشر وغير مباشر حاولت وما زالت تحاول المساس بالأمن القومي الخليجي عبر دعم الدوحة لمعارضين وتنظيمات إرهابية وتجمعات هدفها إسقاط الأنظمة الخليجية..
وكذلك محاولاتها الدائمة لزعزة استقرار مصر عبر دعم تنظيم الإخوان المسلمين عن طريق دعم قياداته سواء في القاهرة أو الدوحة أو حتى في أوروبا وظهر هذا جلياً في استضافة الدوحة أغلب المعارضين لدول الخليج وإظهارهم عبر قناة الجزيرة. لا يزال البعض يتصور أن قناة الجزيرة القطرية مؤسسة إعلامية تعمل وفق بروتوكولات العمل الإعلامي العالمي، ولا يزال كثيرون لا يؤمنون بأن ما يجري خلف الكواليس ليس سوى خطة تآمريه تعمل وفق ما ترسمه الدوحة "المليئة بالحقد" على جيرانها.
قد يظن البعض أن ما تقوم به قناة الجزيرة القطرية حالياً ضد بعض دول الخليج ما هو إلا أمر عابر أو وليد الصدف وسحابة صيف عما قريب ستنجلي، ولكن لو رجعنا قليلاً في التاريخ لرأينا أن القناة القطرية منذ تأسيسها وهي تحاول أن تنشر سمومها بطرق مختلفه تارة ضد السعودية وأخرى ضد البحرين وأخيراً ضد الإمارات العربية المتحدة. ففي 19 يوليو أوردت الجزيرة خبراً مبهماً نقلاً عن القناة العبرية الثانية مفاده أن وزير خارجية الإمارات تباحث سراً مع الوزير الإسرائيلي "ليبرمان" حول الشأن الفلسطيني..
وأن الإمارات ستقدم كل الدعم للإسرائيليين لتقويض حكم الإسلاميين في غزة، والغريب أن الجزيرة تناست من دون قصد أن القناة العبرية الثانية تملك موقعاً إلكترونياً وتملك مراسلين وصحافيين يضج بهم الفضاء الإلكتروني..
مما يجعل تأكيد الخبر من نفيه أمراً سهلاً، والأغرب من هذا أن الجزيرة رمت خلف ظهرها أدبيات العمل الصحافي ومعايير النقل والتثبت، وحتى بعد البحث والتحري في المواقع الإسرائيلية لم نجد طرف خيط لهذا الخبر إلى أن خرجت ناشطة حقوق الإنسان الإسرائيلية اليزابيث لتنفي نقل القناة العبرية الثانية هذا الخبر وان ما تدعيه الجزيرة محض افتراء، وعلى الرغم مما أحدثه الخبر من سخط عربي ضد الإمارات، لم تبادر القناة القطرية للاعتذار عن نشر خبر كاذب، وهكذا هي الجزيرة.
إن العمل الصحافي في الخليج العربي يختلف اختلافاً كلياً عن العمل في أي مكان آخر في العالم، فالخليج العربي مرتبط بين دوله بعادات وثوابت وخطوط حمراء نكاد لا نجدها في أي بقعة في العالم، وكانت الجزيرة ومازالت تتعدى كل الخطوط من ناحية الطرح الصحافي والتقارير الإخبارية بل وحتى الضيوف المثيرين للجدل..
ففي عام 2002 قامت الجزيرة باستضافة شخصيات سعودية معارضة اعتبرتهم الرياض بأنهم تعرضوا للملك السعودي الراحل الملك عبد العزيز وأسرته، وقامت الرياض آنذاك بسحب سفيرها صالح الطعيمي من الدوحة من دون إعلان رسمي من الخارجية السعودية، وفي العام نفسه قامت السلطات البحرينية بمنع مراسل القناة القطرية من بث أي تقارير داخل البحرين فيما قال وزير الإعلام البحريني نبيل الحمر: إن القناة القطرية منحازة لإسرائيل.
للجزيرة تاريخ أسود ضد مملكة البحرين ففي عام 2011 منعت المنامة كل طواقم الجزيرة من دخول البلاد أثناء أحداث 14 فبراير، وذلك بسبب قيام شبكة الجزيرة بإنتاج فيلم وثائقي باسم "صرخة ظلام" تتحدث فيه عن قمع السلطات البحرينية للمعارضين.
الغريب أن القناة القطرية التي لطالما تبجحت بشعار "الرأي والرأي الآخر" لا تنقل أي أخبار داخلية في قطر على الرغم من مرور الدوحة بالكثير من الأزمات منذ إنشاء القناة إلى وقتنا الحالي، فالجزيرة لم تتطرق بتاتاً لقضية سحب جنسية العشرات من عشيرة آل غفران ورميهم في الصحراء، في الوقت الذي قامت القناة بتفعيل قسم خاص لديها يهتم بحقوق الإنسان ويناصر القضايا الحقوقية التي تتعلق بالانتهاكات بل أنها عينت جيشاً من المحامين للترافع أمام القضاء الأسباني في قضية مراسلها في أفغانستان "تيسير علوني"، لكن القطريين لا بواكي لهم!
بعد أزمة سحب السفراء من الدوحة شنت كل الصحف القطرية حملة للرد على الاتهامات التي اتهمها المحور الثلاثي (السعودية، الإمارات، البحرين)، في إشارة واضحة إلى تعنت الدوحة التي تأوي معارضين سعوديين وإماراتيين، وتستخدم آلتها الإعلامية "الجزيرة" في التشويش على دول الخليج، والدوحة كذلك لا تعتبر الإخوان المسلمين تنظيماً إرهابياً كما هو في الإمارات والسعودية، بل إن بيان الدوحة بعد سحب السفراء كان يدين الدوحة بطريقة مباشرة بعد أن قالت الخارجية القطرية:
"لا علاقة للخطوة التي أقدم عليها الأشقاء في السعودية والإمارات والبحرين بمصالح الشعوب الخليجية وأمنها واستقرارها". إذا أرادت الدوحة أن تلتزم بكل المبادئ والقيم التي قام عليها مجلس التعاون الخليجي فهي تدرك تماماً ما يجب عليها أن تقوم به ولا تحتاج إلى استشارات دولية ..
كما فعلت مع واشنطن، وعليها أولاً أن تغلق قناة الجزيرة وتكف أذاها عن دول المجلس ومصر، وتكف عن دعم الحركات والتنظيمات التي كانت في فترة سابقة تعد العدة لقلب أنظمة الحكم في الخليج، كلنا ننتظر اليوم الذي ستعود فيه الدوحة إلى الحضن الخليجي.