الفاو تطلق مشروعاً زراعياً لدعم اللاجئين السوريين في العراق

تاريخ النشر : 2017-07-13 05:45:53 أخر تحديث : 2024-11-22 21:24:32

الفاو تطلق مشروعاً زراعياً لدعم اللاجئين السوريين في العراق
بغداد/ روافد/ عادل فاخر/
أبدى عدد من اللاجئين السوريين في العراق ترحيبهم بالمشروع الزراعي الذي أعلنت عنه منظمة الأغذية العالمية في العراق (فاو)، والخاص بدعم اللاجئين من خلال تشغيلهم في مجال الزراعة كدعم مالي لكل لاجئ مقيم في المخيمات العراقية، حيث يستهدف المشروع اللاجئين السوريين حصرا، خاصة من مخيمي (قشتابة) في أربيل، و (دوميز) في دهوك شمالي العراق.

ويرى نجيرفان إبراهيم محمد، وهو لاجئ سوري يقيم مع عائلته (4 أفراد)، في إحدى مخيمات منطقة كردستان العراق القريبة من الموصل، إن"اللاجئين السوريين في العراق وفي أي بلد مضيف آخر، يسعون لزبادة دخلهم المادي من خلال أي مشروع تطرحه المنظمات الدولية كدعم للنازحين، حتى في مجال الزراعة أو تربية النحل والدواجن وإنتاج الأبان والبيض والصناعات الغذائية، فإن المعروف عن السوررين حبهم للعمل وإحترامهم للوقت".

وأضاف محمد لـ(روافد)، إن"إعلان منظمة (فاو)، خطوة طموحة بالنسبة للاجئين السوريين، طالما أن اللاجئين السوررين في العراق بحاجة ماسة إلى العمل، حيث أن غالبيتهم من العاطلين، بسبب الأزمة المالية في العراق وفي المنطقة عموما، مشيرا إلى أنه شخصيا على إستعداد للمشاركة في ورش التدريب الخاصة بالمشروع، خاصة وإن المشروع سيوفر السلة الغذائية للعوائل السورية في العراق، كدعم اضافي أو بديل عن المعونات التي يتلاقاها اللاجئين من المنظمات الإنسانية".

الإعلان عن المشروع

سفيرالمنظمة في العراق والمشرف على المشروع فاضل الزعبي، أكد إستعداد منظمة (الفاو) لاطلاق هذا المشروع الذي يعتبر دخلاً اضافياً لكل لاجئ مقيم في المخيمات، مشيرا إلى ان "المشروع يخص السوريين بالتحديد ليقل اعتمادهم على المعونات الغذائية ويستهدف العاطلين عن العمل ولأجل خلق فرص عمل لهم" مبينا انه "لتشغيل اللاجئين والنازحين ويسمى (النقد مقابل العمل) لتقليل الإعتماد على المعوانات الغذائية مع إعطاء مهارات إضافية للاجئين ومنحهم أجوراً مقابل لها".

وأشار الزعبي الى ان "المشروع لايشمل فقط الزراعة وانما تربية النحل والدواجن وإنتاج الألبان والبيض والصناعات الغذائية كالمربى وغيرها، مبينا ان "كل بيت زجاجي يوزع تشترك فيه خمس عائلات لاجئة ويكون هناك تناوب للعمل بجدول معد والتدريب، لافتا إلى أن "القيمة المضافة للانتاج سيكون دخله للعائلة المباشرة".

وأوضح المسؤول الأممي ان "المشروع ممول من الحكومة الالمانية وستكون هنالك مشاريع مشابه للنازحين من الموصل بدعم من بلجيكا والإتحاد الأوروبي ويتم إستخدام العاطلين عن العمل في مشاريع تأهيل البنية الزراعية، وبأجرة تتراوح من 20 الى 25 دولار في اليوم، ويصل فائدته الى 200 الف مستفيد بغرب الموصل المشهورة بانتاج القمح".

من جهتها ترى صبيحة محمد سليم، وهي أيضا لاجئة سورية في العراق، أن"غالبية السوريين النازحين في العراق سبق لهم العمل في مجال الزراعة بسورية، وهذا ماسيسهل العمل في هذا المجال، طالما يهدف المشروع لدعم اللاجئين السوريين في العراق".

وأضافت سليم لـ(روافد)، إن"مشروع منظمة (فاو) مشروع خيري يمكن أن تستفاد منه غالبية العوائل السورية النازحة، حيث بامكانها العمل بروح الفريق، لانها تؤمن العيش الكريم للنازح وتزيد من دخله الذي هو بحاجة ماسة اليه".

أكثر من مليون دولار مقدمة من المانيا لدعم المشروع

وطبقا لما ذكرته منظمة (فاو) فإن المشروع الذي تموّله الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية من طريق "الجمعية الألمانية للتعاون الدولي" ذات المسؤولية المحدودة، بقيمة 1.6 مليون دولار لدعم العائلات السورية والعراقية المتضررة من النزاع في البلدين.

وبحسب بيان المنظمة فإن المشروع الذى سيتم تنفيذه فى محافظتى أربيل ودهوك شمال العراق يهدف إلى تدريب اللاجئين السوريين على زراعة الخضراوات فى الدفيئات الزراعية (الصوب) ودعم العائلات العراقية من خلال تزويدها بالدجاج لإنتاج البيض واللحم، وتوفير التدريب والأدوات لتربية النحل وتصنيع الغذاء.
وينفذ المشروع في محافظتي أربيل ودهوك، بدأ بتدريب اللاجئين السوريين على زراعة الخضار في الدفيئات الزراعية، ودعم العائلات العراقية من خلال تزويدها بالدجاج لإنتاج البيض واللحم، وتوفير التدريب والأدوات لتربية النحل وتصنيع الغذاء، فيما يشمل المشروع ثلاثة الاف لاجئ.

الفائدة الإقتصادية للعراق

يرى الخبير الإقتصادي ضرغام محمد علي إن"العراق يعاني شقين في القطاع الزراعي، الأول يتمثل بشحة الأيدي العاملة بسبب تراجع المردود، والثاني ضعف الإستثمارات الزراعية، مما يجعل المشاريع محدودة وتقتصر على حالات محددة".

وأضاف محمد علي ل(روافد)، إن"مشروع منظمة فاو المتمثل بدعم اللاجئيين السوريين في العراق، وعملهم في مجال الزراعة وتربية الدجاج والنحل والمنتجات الزراعية، سيشكل إستثمارات زراعية مبنية على أسس علمية واقتصادية متينة يمكنها الإستثمار وتحقيق الأرباح، مشيرا إلى أن التجربة ستوفر دورة زراعية جديدة تعتمد زراعة مغطاة توفر الفواكه والخضر في غير موسمها، لافتا إلى المشروع سيصلح مساحات زراعية جديدة ويوفير منتجات زراعية تسد جزءا من حاجة السوق".

أكثر من 240 الف لاجئ سوري في العراق

يذكر إن سنوات من النزاع فى العراق خلفت ما يقارب 3.2 مليون شخص يعانون من إنعدام الأمن الغذائى، وما يزال هناك أكثر من 3 ملايين عراقى نازح ومهجّر، الأمر الذى يزيد الضغط على الموارد القليلة فى المجتمعات المستضيفة، وبالإضافة إلى ذلك، يعيش فى العراق أكثر من 240 ألف لاجئ سورى 97% منهم يقيمون فى مجتمعات أو مخيمات فى شمال العراق.

فاضل الزعبى، ممثل الفاو فى العراق، قال إن" بعض العائلات تلجأ لتقليص حجم أو عدد الوجبات اليومية، أو إلى بيع الأصول الإنتاجية، أو إلى شراء الطعام بالدين، «ومن خلال استعادة وتوفير سبل معيشة بديلة، سيدعم هذا المشروع الجهود الحكومية الرامية لخفض الاعتماد طويل الأمد على المساعدات الغذائية الطارئة وتمكين الناس من التعافى فى أسرع وقت ممكن".

أخبار ذات صلة

حقوق النشر محفوظة موقع وكالة روافد نيوز الاخبارية وليس كل ماينشر يمثل يالضرورة رأي الوكالة

تطوير مزيان مزيان | Zaina CMS