لابوادر على انفراج في الازمة العراقية بعد شهر من انتكاسة القوات الحكومية في الموصل وماتلاها من مدن
تاريخ النشر : 2014-07-09 22:34:05 أخر تحديث : 2024-11-23 09:40:50
روافد نيوز/متابعة/
قبل شهر استولى مسلحون يتقدمهم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" على مدينة الموصل، ثانية كبريات مدن العراق، ليندفعوا بعدها للاستيلاء على مدن وبلدات ذات غالبية سنية شمال العراق وغربه.كان سقوط الموصل بيد "داعش" أخطر حدث شهده العراق عقب الاطاحة بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وبرغم مرور شهر على هذا الحدث، لم تتضح إلى الآن بصورة كاملة ملابسات الانهيار السريع والشامل لوحدات الجيش العراقي. ومازالت هذه الملابسات محل تبادل للاتهامات ذات الطبيعة السياسية. اندفع مسلحو "داعش"، بعد الموصل، لاحتلال مدن وبلدات أخرى. هناك من السنة العراقيين الذين أبدوا اختلافهم مع "داعش"، لكن بعضهم انتقد بشدة الحكومة برئاسة نوري المالكي، متهما إياها بظلم السنة وخصوصا في سياسات مكافحة الارهاب التي رأوا أنها استهدفتهم، وحملوا المالكي مسؤولية الانهيار الأمني وما اعتبروه فشلا سياسيا. لكن صعود "داعش" واقترابه من بغداد أثار مخاوف الغالبية الشيعية في العراق، وخصوصا أنهم شعروا أن مقدساتهم ووجودهم بات في خطر من قبل منظمة لا تخفي تكفيرهم واستباحة دمائهم. مرحلة خطيرة بالنسبة لهم، باتت القضية أكبر من المالكي وحكومته. وهنا صدرت فتوى المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني "بالجهاد الكفائي" دفاعا عن البلد كله. واندفع الآلاف من الشبان الشيعة للدفاع عن مجتمعهم . ولكن هذا ترافق مع صعود المجموعات الأكثر تنظيما بينهم وهي المجاميع المسلحة الشيعية المدعومة مباشرة من إيران. وقد لعبت هذه المجاميع دورا مهما في تشكيل خطوط الدفاع عن بغداد في مرحلة خطيرة. أما "داعش"، فقد أعلنه ما سماه الخلافة الاسلامية وبايع أميره أبو بكر البغدادي خليفة، بل وظهر البغدادي واسمه الحقيقي إبراهيم عواد البدري علنا ليؤم صلاة الجمعة ويلقي خطبتها في أحد الجوامع الرئيسية في الموصل. عسكريا، بعد التراجع الكبير في الأيام الأولى، دفع رئيس الوزراء العراقي بوحدات من القوات المسلحة أكثر تنظيما وأحسن تدريبا . وبدأت عملية الهجوم المضاد، وهدفها الأول هو مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين شمال العراق. لكن عملية استعادة الأراضي تسير ببطء. دعم حاسم وفي المقابل يبدو المسلحون قادرين على مواجهة القوات الحكومية وتوجيه الضربات لها. بات من الواضح بعد هذا الشهر أن تحقيق نصر عسكري حاسم على "داعش" لن يتم من غير حدوث تغير جذري في المجتمع السني في العراق وعلاقته مع حكومة بغداد. كما أن ذلك النصر إن كان له ان يتحقق فسيتطلب دعما حاسما من الولايات المتحدة الأمريكية. وإذا كانت الولايات المتحدة قد ارسلت وحدات من المستشارين العسكريين، وتعهدت بمساعدة العراق، فإنها قالت بوضوح إن دعمها لن يكون حاسما إلا إذا ترافق مع خطوات سياسية يجب ان يقوم بها القادة العراقيون من أجل تشكيل حكومة اكثر انسجاما وتمثيلا لكل المكونات العراقية. وهذا أمر لا يسير بسهولة مع استفحال الأزمة السياسية في العراق وانعدام التوافق حول كيفية تشكيل الحكومة المقبلة. عملية تشكيل الحكومة لم تنطلق بعد. والجلسة الأولى للبرلمان العراقي في دورته الحالية بعد انتخابات نيسان/ أبريل الماضي انتهت بفوضى واختلال النصاب. ورغم الضغوطات الشعبية الكبيرة، من الواضح أن المأزق السياسي والأمني العراقي مستمر.