مصر تشهد احتجاجات غير مسبوقة ضد السيسي

نشر صحيفة "يديعوت أحرونوت" تقريرًا أوضحت فيه أنه رغم سجود المصريين للسيسي فور توليه السلطة وإطاحته بـ مرسي، إلا أن تأزم الوضع الاقتصادي وما شهدته الأسابيع الأخيرة من إصلاحات مؤلمة أضرت باقتصاد المصريين، تسبب في انضمام الآلاف إلى معسكر المغردين ضده، حتى خرج الرئيس بخطاب أقر فيه بأن الإصلاح قاسٍ وأنه لاسبيل سوى التحمل والصبر قليلًا، واستعرض التقرير النقاط التالية:

• يواجه الرئيس السيسي حاليًا احتجاجًا غير تقليدي من قِبل جماهير الشعب المصري عبر شبكة الإنترنت، وخطابه الأخير كان من أجل الدفاع عن وضعه ومحاولة التأكيد على أن مصر تخطو في الاتجاه الصحيح.


• لقد كان خطاب الرئيس السيسي عام 2013، هو المحرك للانقلاب العسكري الذي أزاح محمد مرسي، رجل الإخوان المسلمين من الحكم، ليحل محله السيسي، بعد أن أوضح أن مصر باتت في الطريق نحو إصلاح اقتصادي شامل بعد أعوام من حالة عدم الاستقرار سببت أزمة اقتصادية شديدة، مشيرًا إلى أنه على مدار تسعة وعشرين عامًا من حكم حسني مبارك، واجهت مصر عدة تحديات، كان من بينها عدم الاستقرار السياسي، ومواجهة التنظيمات الإرهابية وشبح الانهيار الاقتصادي، وأنه فخور بما تحقق من إنجازات حيال تلك التحيدات الثلاثة.


• توضيح أنه بالتزامن مع انتخاب السيسي لولاية رئاسية ثالثة، زاد سعيه نحو تحقيق الإصلاحات التي التزم بتنفيذها على خلفية حصول مصر على قرض من صندوق النقد الدولي بقيمة 12 مليار دولار، وأن تلك الإصلاحات المؤلمة تتضمن تقليص الدعم بكافة أشكاله، مما ترتب عليه ارتفاع أسعار الوقود، الكهرباء والمواصلات العامة، الأمر الذي سبب تأزم الوضع الاقتصادي للشعب المصري، ومواجهة الكثيرين منهم صعوبة حيال تلبية النفقات الأساسية.


• الإشارة إلى أن تلك الإصلاحات أفرزت مؤخرًا ظهور حملة على شبكة الإنترنت تضم كثير من المصريين ممن يطالبون الرئيس السيسي بالتنحي، وأن هذه الحملة نجحت في الأسابيع الأخيرة في بلورة زخم يضم مئات الآلاف من المصريين ممن يغردون ضد السيسي تحت هاشتاج #سيسي _ إرحل، وتقدير المحللين السياسيين، بأن تلك الإصلاحات أضرت بالفعل بتأييد السيسي، غير أنه من غير المعروف نسبة الضرر، نظرًا لأنه على مدار العام الأخير تم حجب نشاط عشرات مواقع الإنترنت في مصر، واعتقال الكثيرين من معارضي الرئيس بتهمة نشر أخبار مغلوطة وشائعات.


• محاولة السيسي من خلال خطابه الأخير، توضيح أن مصر أكثر دول العالم العربي ارتفاعًا في الكثافة السكانية، لن تسمح بعدم مواصلة الإصلاحات رغم ما تسببه من آلام، وأنه لاشك أن الطريق نحو إصلاح حقيقي يسبب ألمًا شديدًا، إلا أنه لاشك أيضًا أن التوقف عن مواصلة تلك الإصلاحات سيسبب ألمًا أكبر، وأنه حاول البرهنة على كلامه من خلال استعراض مؤشرات اقتصادية، من بينها تحقيق مصر لفائض من النقد الأجنبي وصل إلى 44 مليار دولار، ونمو اقتصادي بنسبة 5.4%، غير أنه بالتوازي مع هذا تجدر الإشارة إلى ما تزعمه منظمات حقوق الإنسان من أن السيسي يستخدم القمع ضد منتقديه من أجل المضي في مسيرة الإصلاح.