القتل بصفته الشرعية
مدير الموقع - تاريخ النشر : 2015-06-15 16:45:17
بقلم/ محمد لازم محمد...
ربما هذا هو قدر كتب على المواطن العراقي والويلات التي حدث وتحدث في بلده ، فهو الان واق بين فكي تنين المتمثل بتنظيم داعش والمليشيات الارهابية بكل مسمياتها وعناوينها , والتي تروع وتقتل عبر جرائم منظمة ومدروسة وتحت مسميات وعناوين فرعية لاحزاب متنفذة ، وكأن فكي التنين قد عقدتا تحالفا غير مشروع , من اجل ان يبقى العراق تحت نيرانها وخطرها الجسيم , وان تكون حياة الانسان العراقي مرهونة ومستقرة في فوهة الجحيم لقوى الارهاب التي تعمل خارج القانون وتأخذ شكل القانون مع المواطن.
المواطن اليوم اصبح في حيرة من امره بكيفية من يقتل ومن يمثل القصاص وياحذ دور المحافظ على القانون وكذلك في من يساعده ومن يأخذ برقبته صوب المجهول ، فهناك حالات تطفو على السطح تتبنا الخوف والرعب والموت للمواطن البسيط , وتعيش بشكل طبيعي مع المواطن حتى في المنام وحتى في احلامه او على الاصح كوابيسه , وربما هذا الاتفاق غير المعلن لفكي الارهاب يصر على عدم السماح للعراق بالخروج من عنق الازمات الخطيرة والتي تعصف به , وكانها تريد منه سلب الشعور بالامان والامن والاستقرار وبشكل نهائي, وان يبقى البلد تتلاعب به الاهواء السياسية المنحرفة والخطيرة ، وان يكون الموت يتجول بكل حرية ليحصد المواطنين الابرياء , وان يصبح هذا البلد ضعيفا ومشلولا وغير قادر على النهوض ومحطة تتلاعب به الاطماع العدوانية من كل حدب وصوب , وعرضة لجميع الاخطار الكارثية والفادحة , التي يدفع ثمنها باهظاً المواطن البسيط , هكذا صار مصير العراق بين فكي وحوش عصابات داعش والمليشيات الارهابية.
داعش اليوم تنكل وتسلب حياة ابناء المناطق المسيطر عليها وتسبي النساء وتفتح اسواقا للنخاسة وتجند الاطفال ، بينما على الجانب الاخر نجد المليشيات تقتل وتخطف تحت يافطات وعناوين سياسية وتجد جرائمهم لها مبرراتها احيانا ، وفق اجنداتهم الخاصة ، وتحت اغطية ومسميات معترف بها من قبل الحكومة ، كما ان ادواتهم من القتلة والمجرمين لا تختلف عن قياداتها التي لاتقل عنها جرما وتفكيرا بالاجرام وقد تجدهم احيانا من هم صغارا في السن ولكن اتساع فكرهم الدموي يؤهلهم لهكذا قيادة وتكوين هكذا تنظيم ، لذا تجد هاتين القوتين الارهابيتين اصبحتا وجهان لعملة واحدة وسلعتها المواطن البسط والذي لا حول ولا قوة له ، وهذا مايفسر بالبرهان القاطع على وجود هكذا اتفاق ، فكلما اقترب العراق من الخروج من عنق الازمات , يسارع احد الطرفين , في اقتراف اعمال ارهابية واجرامية مروعة يذهب ضحيتها المواطن وممتلكات الوطن , مما يعرقل مسار الخروج وتعيده الى الخلف في اتون نار الازمات والمشاكل , وكذلك كلما اقتربت الطوائف والمكونات من طريق الحوار والتفاهم , بهدف الخروج من نار التشنج والتطاحن والتأزم والانقسام , ويضعون الاسس الاولية للحلول العالقة , يشب احد الطرفين ( داعش او المليشيات الارهابية ) الى عمليات تخريبة منهجية , لابقاء النيران تشتعل بنار الطائفية.
يجب ان يكون حقيقة على الواقع الفعلي , بمنع تواجد تلك المليشيات الارهابية ونزع سلاحها , والمخالف منها يطبق بحقه اقسى العقوبات القانونية الصارمة , وليس ان يكون الوعد والتعهد الذي تطلقه الحكومة للترويج عن حضورها فقط ، كما ويجب ان يكون التنفيذ بالحزم الصارم، ولابد من التأكيد انه لا يمكن ان تحل هذه المليشيات الارهابية , محل الاجهزة الامنية , وان قرارات الحكومة يكسب اهمية كبيرة بما يخص نزع السلاح وذلك لانه يضع العراق على جادة السلامة بشكل فعلي وكبير, من اجل ان تنتهي الكوابيس المرعبة من قبل اشكال الارهاب , والتي تجول وتصول في الشوارع بحرية كاملة، وقد آن الاوان الى ان تتقدم الحكومة بخطوات مدروسة وشجاعة , من اجل اخماد تلك الحرائق الخطيرة التي تشعلها تلك القوى الارهابية وبشقيها.