الكاتب حسن يونس العقابي
في الميزان.... الولايات المتحدة الامريكية
حسن يونس العقابي - تاريخ النشر : 2022-01-30 09:41:09
من مهام رجال السياسة في كل مكان في العالم البحث عن حلول لمشاكل الناس ومعاناتهم , وأكيد ليس على حساب السلام والعدالة الانسانية , بعض الدول تمارس أشاعة الفوضى والكراهية في جميع نواحي الحياة المدنية او السياسية او العقدية , التي تولد العداوة والبغضاء بين الناس وذلك من خلال خلق الصراع بين الارادات , وتسعى جاهدة للسيطرة على العالم والهيمنة عليه , وتلجأ لهذه الوسائل لاثارة النعرات القومية والطائفية التي لا تنتهي الا لتبدا في مكانٍ آخر.. وهذا بالطبع يجعل العالم يحترق وعلى شفا بركان مستعر , عندما تبحث الدول عن مصالحها فهي غالباً ما تقع في المحظور الذي تضعه والتي تبحث عن مصالحها في المقام الاول , مصالح الشعب الامريكي فوق الجميع , شعار يرفعه مسؤولو أمريكا من وزارة الخارجية ووزارة الدفاع ومجلس الأمن القومي , لا بأس به ولكن يجب ان لا يكون على حساب مصالح الآخرين , هنا تبدا العنصرية والنفاق في الادارة الامريكية عندما تعمل على تدمير واغتيال الآخر وتتكلم دعائياً عن القيم الانسانية والعدالة البشرية وتدعو الى الديمقراطية , وهذا كما نعرف يوقعها في اشكالية , لأن مصلحة البلد اي بلد ٍ تتعارض بالضرورة مع مصلحة بلدٍ آخر خاصة اذا كان البلد مهيمناً ومحتلاً للبلد الذي يراد له ان ينهض من قبل ابنائه فعندما نطرح بلداً مثل العراق الذي يعاني منذ سنوات طويلة من نكوص (ارتداد) بنيوي وتقني وسياسي , بسبب سياسييه الرازحين تحت الوصاية الامبريالية نجد انفسناً في مأزق ٍ كبير محشورين في عنق الزجاجة وتكاد الحلول ان تكون معدومة بالمجمل , بينما يتأمل الناس نهضة عمرانية وخدماتية وزراعية نجدهم يتحملون تخبط الحكومة التي تضع لهم حلولاً طوباوية , تعتمد على زيادة الضرائب ورفع الدعم وتقليل نسبة الصرف ورفع سعر الصرف وزيادة الأقتراض الخارجي المشروط بزيادة الضغط التي تمارسه الحكومة على مواطنيها ... الناس البسطاء لا يعلمون شيئاً عن طبيعة ما يجري هم لا يعرفون على وجه الدقة , ان بلدهم محتلً وان حكومتهم محتلة ايضاً وانها تحت الوصاية كما تقول التقارير الدولية وكبريات الصحف في العالم ... هم يعرفون ان بلدهم يقاد عبر عمال يستلمون ثمن مجهودهم بادارة الدولة وان مليارات الدولارات من النفط تذهب الى امريكا والتي تمنحهم مداخيلهم من النفط , وان رأس المال المتبقي يذهب الى خزينة الولايات المتحدة الامريكية بصفة سندات , بعد هذا الترتيب لا تحتاج الى قوات مسلحة لأستثمار مصادر الطاقة , تحتاج فقط الى سفارة ضخمة تدير عملية التحكم برؤساء الكتل والشخصيات العامة المؤثرة في البلد , ببساطة العراق محكوم اقتصادياً من قبل الهيمنة الامريكية وان افعالها القذرة والمسيئة للانسانية والبشرية , وظلمهم للمستضعفين في الارض , مصدر كل ذلك االعدوان ينبع من ثلاث سلطات في ادارة الدولة الإمبريالية , الاولى السلطة الرئاسية والسلطة الثانية الكونغرس المتكون من مجلسين مجلس الشيوخ 100 سيناتور ومجلس النواب السياسي 435 نائباً , والسلطة الثالثة مجلس الأمن القومي , الدولة العميقة وهي من تعمل المشاريع الخفية في العالم بدون علم السلطات الأخرى , وهي من تتحكم بالامريكان سياسياً واقتصادياً , عندما يفوز اي رئيس في امريكا يجب ان يدخل الى دائرة الامن القومي ويقدم الولاء قبل وبعد الفوز كي تسير العملية وفرض السياسة الخارجية المطلوبة منه , يرسمون الخطوط القصيرة والطويلة , وعلى من يعتلي المسؤولية في الدولة الاذعان لكل ما هو مرسوم له , وهذا سر دائرة الامن القومي الامريكي يضع برنامج خطة عمل جيوسياسية طويلة الامد , وان من أهم اهداف الهيمنة الامريكية في العالم وجود سوق لهم والسيطرة على مصادر الطاقة ومسك طرق التجارة , وتدجين الشعوب الحرة , وفرض نموذجهم الفكري والثقافي والقيمي هنالك تضارب وتشابك في الخطط الامريكية مع الآخرين نترك الخطط الامريكية مع العالم , ونأتي الى المشروع الأمريكي في العراق مركز الشرق الاوسط حضارياً ومركز التسنن والتشيع اسلامياً ومركز الطاقة المستقبلية والقناة الجافة بين اسيا واوربا , في زمن الطاغية كانت لأمريكا علاقة مع النظام البعثي , دعكم من الشعارات التي كان يتكلم بها النظام المباد ليس شرطاً ان تكون عميلاً لتخدم عدوك , يكفي ان تكون غبياً فقط , ولأنه كان لا يفهم علم السياسة عبارة عن كلب حراسة نعم كان يعادي (اسرائيل) ولكن أكيد هو مفيد لهم , لأنه يحرسهم من عدوهم (الجمهورية الاسلامية الايرانية), كان عبارة عن أداة في خطط امريكا منذ تجنيده عام 1958 من قبل مخابراتها في مصر , وان كلمة الانقلابيين البعثيين عام 1963 : (اننا جئنا الى السلطة بقطار أمريكي ) ضد الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم كان من صنع الخطة الامريكية من اجل مصالح مهمة لهم وقذرة في الوقت نفسه , تلك التي رسمها الامن القومي الامريكي عقل الدولة الخبيث من اجل السيطرة على الشعوب ومن ضمن خططهم الاستراتيجية فرض السيطرة للسيادة الامريكية , فهي من تصنع القادة لقيادة المجتمعات المتخلفة ووضع قائد من الشخصيات القلقة لعمل الفوضى الخلاقة تارة باسم القومية وتارة باسم الدين والسعيد من يطيع الادارة مثل حكام الخليج العديمين الارادة , هم عبارة عن موظفين لهم كل شيء مباح عدا الخروج عمّا مرسوم لهم , البعض لا يستسيغ هذا الطرح الموضوعي ويقول كان الطاغية صدام يتكلم ضد الامبريالية الامريكية , حسنا لندع الكلام ونأتي الى حقيقة الافعال من لا يعرف دونالد رامسفيلد وزير الدفاع السابق , ماذا كان يفعل في زمن حرب دامت ثماني سنوات ضد الجارة ايران في بداية ثمانينيات القرن الماضي , عمل على تزويد النظام بكل ما يريده و ليس من الضرورة ان يقول المستفيد من الاحمق اني استغل حمقاتك , هم سعداء جدا عندما يعتلي الحكم قائد غبي لان الاغبياء مثل الخرفان لا تدرك مقاصد الجزار , اغلب السياسيين الجدد بعد تغير النظام البعثي لم يعرفوا كيف التعامل مع الازمة , ولم يستطيعوا الخروج من الهيمنة الامريكية المرسومة لهم , التي تمنع بان تكون هناك دولة ناجحة , اغلب ما في العالم من مثقفين ورجال دين وعلماء يعرفون هناك عقلية كبيرة تدير العالم , وهي من تصنع القادة , وان العالم غير امن لان هناك من يضع القادة والقواعد العسكرية من اجل مهام مجهولة لنا ومعلومة لهم .
المصدر: الكاتب حسن يونس العقابي