فيروس كورونا
هل أثبت كورونا تقاطع العلم مع الدين؟
علي ناجي - تاريخ النشر : 2021-06-24 12:30:01
وسط نسيج المجتمع العراقي ذو ثقافة ديانات ومعتقدات متعددة، برز دور علماء الدين عند مكافحة الدولة لجائحة كورونا التي شلت الحياة في العراق والعالم اجمع، عبر توعية الناس للاخذ بارشادات الجهات الطبية والالتزام بالتباعد الاجتماعي، لحين انتهاء الجائحة او انخفاض مستويات المصابين بها.
نصائحنا للجميع
هكذا قضايا انسانية، لا تخص الانسان المسلم من غيره او اتباع التعاليم من الجهات الدينية الاسلامية، لانها تتعلق بحياة وصحة الاخرين، هذا ما اكده الشيخ د.مازن مزهر الحديثي.
ويقول الحديث في حديث لـ "روافد نيوز"، إن "جميع كل الايات القرانية والاحاديث النبوية تدل على امر المسلمين وغيرهم من الذين بالبلدان الاسلامية او غير الاسلامية، بإصلاح امر الناس نحو الخير".
موضحاً أن "هذا الاصلاح يكون بغض النظر عن المعتقدات والافكار ومنها مكافحة جائحة كورونا التي فتكت ارواح الناس"، مضيفاً أن " علماء الدين والخطباء والشيوخ والدعاة، كان لهم دوراً بارزاً واثراً عظيماً وهم تصدوا للفيروس عبر الدروس الدينية ومواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام".
حرصنا على التباعد
وبين الدكتور الحديثي، أن "ايام مكافحة كوورنا شهدت التباعد في الممارسات الدينية من خلال التباعد بين صفوف المصلين وجلب مستلزمات الصلاة وعدم التصافح فيما بينهم"، مؤكداً أن "علماء الدين اثبتوا انهم اهل للمسؤولية وقدر الامانة على حفاظ الناس، والدليل كتب الشكر والتقدير لمساندتهم لحملات التوعية والتثقيف واخذ اللقاح ودعم الثقة بالعلم والارشادات الطبية".
تشكل الاديان في حياة العراقيين درجة كبيرة من التأثير بحياتهم، فالدين الاسلامي ما يمثل نسبته 90% من الشعب العراقي ولم يكن طارئاً في حياة العراقيين فبعد أكثر من أربعة عشر قرنا فأصبح الدين جزءاً لا يتجزء من حياتهم.
الدين لا يتقاطع مع العلم
من جهته، شدد رجل الدين الايزيدي خلمتكار مام فاخر خلف، على عدم وجود تقاطعات بين الاديان والمعتقدات الدينية مع العلم سواء بمكافحة جائحة كوورنا او غيرها من الاوبئة التي نشهدها حالياً.
وقال خلف في حديث لـ "روافد نيوز"، اننا "شجعنا الناس في مناطق شمال العراق كسنجار وغيرها من الاقضية التابعة لمحافظة نينوى، على ضرورة الالتزام بارشادات الصحية اتجاه الفيروس الذي فتك ارواح الناس"، موضحاً أننا "عايننا اكثر من المناطق الاخرى بمكافحة الفيروس لكون اغلب اتباع الديانة الايزيدية هم نازحين وهذا يحتاج لجهد كبير بسبب صعوبة ايصال الارشادات الطبية لهم".
مشدداً على أنهم "كان لديهم موقف رافض لاي فكرة او طرح بان القضايا الروحانية تعالج الفيروس، او تكذيبه بحجة عدم رؤية بالعين المجردة".
واشار الى أن "بنفس الجهود التي كافحنا بيها الوباء، نعمل حالياً على التوعية والثتقيف لاخذ اللقاح عبر المؤسسات الطبية الرسمية، لغرض الخلاص من هذا الوباء".
دعوات الدين قللت من الاصابات
فيما بينت العاملة الطبية جمانة اسعد، أن دعوات رجال الدين التي دعمت فيها الجهات الطبية بمحاربة فيروس كورونا، كانت نقلة كبيرة في تقليل الاصابات بالجائحة.
وقالت اسعد في حديث لـ "روافد نيوز"، "عند ظهور اللقاح، الكثير شكك بوجوده وربط الكلام عن الفيروس بمؤامرات وقضايا سياسية بعيدة عن المجال الطبي"، مبينةً "خلال هذه الفترة حتى المصاب بالفيروس لا ياتي الينا بحجة عدم وجوده ويحتاج للراحة ليستعيد عافيته".
واضافت "لكن بعد دعوات رجال الدين وتشديدهم بان الخلاص من الوباء يكون عبر الالتزام بالارشادات الطبية، تقللت الاصابات بشكل كبير"، مبينةً أن "تكرار الدعوات الدينية باخذ اللقاح ايضاً، ادى الى زيادة نسبة المتلقحين".
انتشرت جائحة فيروس كورونا في العراق، 24 شباط 2020 في مدينة النجف، عندما فحصت عينة من طالب دين إيراني الجنسية وكانت النتيجة ايجابية لأصابتهِ بمرض فيروس كورونا.
وقد بلغ مجموع الحالات المؤكدة في العراق 657,453 حالة من بينها 13,220 وفيات حتى 18 شباط 2021.
"تم نشر هذا التقرير بدعم من JDH / JHR - صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا".
المصدر: بقلم / علي ناجي