خميس الخنجر الأمين العام للمشروع العربي في العراق
من داعم النازحين الى عالم المصالح... خميس الخنجر إلى أين
القيسي - تاريخ النشر : 2018-08-22 17:52:27
صحيح إن السياسة كما وصفها منظروها بـ “فن الممكن ” وفلسفتها براغماتية الأمير لماكيفيلي ، إلى إن الكثير من ساستنا أصبحوا بفعل هذه المقولة وهذا التنظير ، ملكيون أكثر من الملك نفسه لينطبق عليهم المأثور الشعبي البغدادي “لاحظت برجيلها ولا خذت سيد علي “..
وأنا أخص الشيخ خميس الخنجر الأمين العام للمشروع العربي في العراق الذي إنخرط في أجواء العملية السياسية الفاشلة بعد مؤتمره التأسيسي الأول الذي عقد في الثالث عشر من تموز 2017 حاصلاً على بركات مفوضية الإنتخابات لخوض المعترك السياسي عبر صناديق الاقتراع التي خيّبت آمال الجماهير المحترقة بنار الأزمات التي حوّلت حياة العراقيين الى جحيم !
وللحقيقة والتأريخ فإن ، أنظار ، على الأقل ، الجمهور السنّي كانت متوجهة وعاقدة الآمال على السياسي الشاب خميس الخنجر لإحداث الفارق أو النقلة النوعية للخراب الذي تعرضوا له خصوصاً بعد تدمير محافظاتهم من داعش ومن ثم من آثار عمليات التحرير ..
ولم تأت تلك الآمال من الفراغ ، فقد قام الخنجر وعبر مؤسسته “مؤسسة الخنجر للتنمية ” وحزبه ” المشروع العربي في العراق ” بمد يد العون الى آلاف مؤلفة من النازحين والمحتاجين في مختلف مناحي حياتهم الصحية والتعليمية والإغاثية ، حتى إن ماقدمه للنازحين أكثر بما لايقاس مما قدمته الدولة العراقية ومنظمات الاغاثة الدولية والمحلية والمساعدات العربية ..
والشيخ الخنجر نفسه تعرض الى سيل عارم من الهجومات المنظمة منها وغير المنظمة وأتهم الرجل باقسى الاتهامات وارعبها وأكثرها سوءً وهي تهم الإرهاب من قوى وقيادات شيعية بالتحديد والتي كان بعضها يقبل يده صباحاً ويتنعم ببركاته ويشتمه مساءً خلال شاشات الفضائيات ، واليوم .. يذهب الجميع الى خانة تحالف المصالح ، إنها المصالح الحزبية الضيقة وليست مصالح الشعب المحتج في ساحات التحرير وتحديداً ساحات المحافظات الشيعية !!
وبدخوله مع حزبه الإنتخابات الأخيرة والتي وصفت بأسوأ إنتخابات في تأريخ العراق من حيث مستويات التزوير وانعدام الشفافية والسقوط المدوي مفوضية الانتخابات بسبب إنحيازاتها الفاضحة للقوى المتنفذة والتي بيدها السلطة والسلاح والثروة والإعلام !
أقول بدخوله الانتخابات تجددت الآمال عند السنّة من إن الخنجر سيكون مختلفاً ومتميزاً عن طبقة سياسية ملّوثة بالفساد والسرقات وأطراف منها وصل حد التلوث بدماء العراقيين !
لكن هذا التجدد في الآمال سرعان ما خاب ثانية بذهاب الخنجر الأمل الى تحالفات يعرفها الجمهور بأنها طائفية كالفتح ودولة القانون ، وياريت يتذكر الخنجر ماقاله عن المالكي ويتذكر المالكي ماقاله عن احتجاجات جماهير المحافظات السنيّة قبل أن يختطفها الدواعش لتقاد البلاد الى ماحصل عام 2014 من السقوط التراجيدي للمحافظات السنيّة تحديداً بيد اعتى تنظيم إرهابي في العالم..!
أنا شخصياً كتبت عن الخنجر نحو ستة عشر مقالاً نشرت في صحف ومواقع مختلفة روّجت له عن قناعة بأن يكون إحدى أدوات التغيير في البلاد مع قوى أخرى لم تتلوث بعد بالدماء والسرقة وافشال البلاد ..
ويا للخيبة !!
لقد اختار بحسب ما متواتر من اخبار طريق التحالف مع من كانوا سبباً في بلاء البلاد من سياسيي السنّة والشيعة على حد السواء ، فأي إختيار هذا وأية سياسة وأية برامج للتغيير !!
ولو كان للشيخ الخنجر مجسات لوجستية اعلامية عبر الاسقراءات والاستبيانات الحالية لتبيّن له الخيط الأبيض من الأسود لدى الجمهور السّني أولاً الذي أصيب للمرة الثانية بالخيبة واليأس والقنوط ، ولدى جمهور من الشيعة كان ينظر اليه كحامل من حوامل التغيير في البلاد فوقع الإثنان في فخ الخيبة !
ككاتب سبق ان روّجت له متبرعا بقناعاتي ومتحملاً عتب الأصدقاء وشماتة الأعداء ، أنصحه بأن يعود الى مكانه الحقيقي والمميز في أحضان الناس والجمهور العام من السنّة والشيعة الذين تلمسوا منه بارقة الأمل للخروج من النفق المظلم الذي نسير فيه جميعاً !
لدى الشيخ الخنجر خيارات تحالفية أفضل وأنزه من التي يعمل عليها ، مع دولة القانون ورأسها السيد المالكي الذي اعطى الجمهور الشيعي نفسه رأيه به فأرجعته إرادة هذه الجماهير عبر صناديق الإقتراع الى جمهوره الحزبي فقط !!
دعوة للشيخ خميس الخنجر بالإفلات من فخ هذا التحالف الذي سيحرمه من تميّزه وتفرده لدى الجمهور عموماً ، وربما يعيد الأمل لجمهور انتكس ملايين المرّات من طبقة سياسية فاشلة وعاجزة عن قيادة سفينة البلاد الى بر الأمان !!
المصدر: عامر القيسي