دعاة التجارة الرابحة وترويع المواطن
مدير الموقع - تاريخ النشر : 2015-08-06 10:19:04
روافدنيوز/ هلال كوتا....
هناك لا تحتاج الى الذكاء ، فقط تحتاج الى جهات تقف خلفها ، فما عملها الا عمل مُربح وهذا ما يميزها لان تحتاج الى تخطيط ورسم سياسات وابعاد اقتصادية ولا تحتاج الى رأس مال حتى ، فهي بالفعل تجارة رابحة . قد يُفهم كلامي اعلاه على انه شيء من المزاح في بلد افتقد للمزاح كثيرا ولكن هذا الكلام حقيقي فهناك نوع جديد لا يحتاج الى ابسط شروط التجارة وكلنا يعلم بذلك عندما يتابع كيفية الحصول على هكذا رأس مال والمتأتي عبر ارقامه الخيالية.
نعم هناك تجارة جديدة في بلدي هي تجارة خطف المواطنين ومساومة ذويهم بمبالغ كبيرة تجبى لاحقا لغرض دعم عصابات (مليشيات) مدعومة من قبل أحزاب تمولها تلك المليشيا والتي زُج بها في شباك بورصة الدم والمتاجرة بالرؤوس البشرية لإغراض يُراد منها التمويل لتلك الاحزاب ولا شيء اخر او لتصفية انداد لتلك الاحزاب ولكننا نتحدث عن المواطن الذي لا حول ولا قوة له ولا نتحدث عن المنتمين للاحزاب الاخرى وهذا يُعتبر حق مشروع ازيز الرصاص بين تلك الاحزاب ، ولكن ان يُخطف مواطن لا حول له هذا ما لا يأتي في الحسبان الا في بلد رأى العجائب كالعراق . فهناك مراكز سرية لاحتجاز المخطوفين وقد تكون بالتواطؤ مع رجال من امن وهذا ما اقره مسؤول امني في عاصمة البلاد حيث اعلن عن عمليات الخطف في العاصمة وتحت مسميات شتى وان تلك المليشيات قامت بمطالبة اهالي المخطوفين بفدى تصل الى مئات الاف الدولارات مقابل اطلاق سراحهم ، في حين اشارت بوصلة اتهامه الى الجهات التي تنفذ عمليات الخطف تحت مسمى العصابات الإجرامية.
اليوم واقولها جهارا وبلا همس ان تلك الميليشيات تنفذ عمليات الخطف واستحصلت على ملايين الدولارات من عوائل المخطوفين مقابل اطلاق سراحهم او ربما اعادة جثثهم المغدورة فقط. لا بل إن تلك الميلشيات تضع قدما مع العملية السياسية وأخرى لترويع وابتزاز المواطن وان عمليات الخطف التي تنفذها تلك المليشيات تجري أمام أنظار الناس ودون رادع من الجهات الأمنية من دون ان تحرك ساكنا رغم الاستغاثات التي تطلق من قبل المخطوفين. ويجني حماة هذه العصابات والمليشيات الاجرامية الكثير من الاموال حتى باتت ثروتهم لا تُقدر بثمن في الدول الاوروبية والخليجية وهم يشغلون مناصب حساسة كأن تكون على قمة هيئة النزاهة او نوابا للرئاسات الثلاث .. ليس هذا فقط بل انهم وتياراتهم السياسية يدعون الى القضاء على الفساد وهم انفسهم على هرم هذا الفساد وتردي الامن والامان . وعودة الى موضوعنا الاهم والحديث عن خيوط العنكبوت التي تنسج خيوطها موصلة الدولة بالارهاب والحامي بالقاتل والضحية بالجلاد ..
نعم لقد قلناها مرارا ان عمليات الخطف قد طالت اطفالا ورجال اعمال واطباء ومحامين ومواطنين امنين في بغداد وان الهدف من ذلك الحصول على الاموال والاثراء غير المشروع ، وتعرضنا اكثر من مرة الى تهديدات علنية وصلت الى التصفية الجسدية واعطت السلطة الرابعة دماء في سبيل ذلك ولكن لا حياة لمن تنادي. ان الاعلان ، فقط، عن وجود عمليات خطف في بغداد من قبل الحكومة غير كاف لعلاج تفاقم هذه الظاهرة وان العلاج الحقيقي هو سحب المليشيات من شوارع بغداد فورا او أي ظاهرة مسلحة وحصره السلاح بيد المعنيين امنيا . ان هذه المليشيات والتي تمتلك ما لا تمتلك الحكومة من الدهاء والتخطيط والسلاح يتربعون اليوم على اموال طائلة تجعل منهم مافيا تنذر بسقوط حكومات ما ان تُركت فها هم اليوم ينفذون عمليات الخطف ويتلقون بدلها الفدى هم معروفون لدى السلطات ولدى الشارع وعليها لابد من القبض عليهم فورا واحالتهم الى المحاكم ومصادرة اموالهم واسترجاع الحقوق لأهلها.